تعتبر الأحداث الدموية الأكثر ذكرى بالتاريخ، واليوم رحلت عن عالمنا «ميار محمد موسي علي»، فتاة سطرة أسمها بدماء الختان، ووسمت عائلة مكونة من أم تعمل ممرضة، وأب يعمل طبيب، بعار الجهل. طفل لم تتجاوز ال17 عامًا، ودعت الحياة علي يد إحدي الطبيبات الشهيرات بالسويس، والكارثة تكمن في محاولة الأم التستر على الأمر باستخراج شهادة وفاة لطفلتها، وسط دموع الألم والحسرة التى رسمت على وجه «توأمها». ما بين دموع الخسارة والندم، ودعت الأم، والتوأم «ميار» الطفلة التي سلبت حياتها نتيجة الجهل، علي يد طبيبة لم تلتزم بالمعاير الأخلاقية، والقوانين الملزمة بعدم إجراء عمليات مشابهة. وخلا السطور التالية ترصد «صوت الأمة» القصة الكاملة لرحيل «ميار» صاحبة ال17 عام. بدأت احداث القصة بدعوة من الأم لإجراء عملية ختان «للتوأمان»، في ظل خوف ورفض من الفتاتين، ولكن مع إصرار الأم بدأت الطفلتين في الإنصياع إلي مطلب الأم، وما بين نظرات الخوف، وانين التردد، عاشت الفتاتين ليلة مليئة بالظلومات في إحدي المستشفيات الخاصة بالسويس، ينتظروا شبح «المشرط» ليقطتع من أجسادهم. وأثناء إجراء الجراحة القاتلة للفتاتين، لفظت «ميار» انفاسها الآخيرة، داخل غرفة العمليات، وفي صمت وسكون وقلب لا تعلم ما يحمله، انطلقت الأم بالفتاة إلي المنزل، واتصلت بالدكتور صدقى سيدهم، مفتش الصحة بالسويس، ليجري الكشف علي الطفلة ويستخرج لها شهادة وفاة. ورفض الطبيب، مخالفة مبادئة وتعاليم مهنته بإستخراج شهادة وفاة قبل توقيع الكشف الطبي، والذى كشف بعد ذلك سبب الوفاة وهى عملية ختان خضعت له ذات ال17 عام، وهو ما دفع الطبيب رفض استخراج شهادة وفاة، وقام بتحرير محضر بقسم شرطة فيصل بالسويس. وبعد أن فقدت الأم الطفلة علي يد طبيبة في صباح يوم العملية، عجزت عن توديعها بدخولها المشرحة مستشفي السويس العام، التى تحفظت على الفتاة لحين العرض على الطب الشرعى للكشف عليها. وذلك بعد تقديم «سيدهم» بلاغ، إقراره به أن الطفلة أجريت لها جراحة داخل مستشفى خاص بالسويس، وأن الام اتصالة به للكشف عليها وإصدار التصريح، وأنه رفضت مخالفة القانون حفاظا على حق الطفلة، مشيرا إلى أنه سوف يتخذ الإجراءات القانونية كاملة، مؤكدا أن الفتاة التى توفت لها شقيقة طفلة توأم وأجرت عملية فى نفس اليوم ولكنها عاشت ولم تتوفى. وقال مصدر أمنى بقسم شرطة فيصل بالسويس، إن مفتش الصحة بالفعل هو من قام بالقدوم إلى القسم وتحرير محضر، وقدم تقريرا عن وفاة الطفلة لإرفاقه بالمحضر، تم إحالة المحضر بالكامل للنيابة العامة بالسويس. وكشف مصدر طبى بالسويس، أن شقيقة الطفلة التوأم أجرت فى نفس اليوم عملية ختان إناث داخل المستشفى الخاص، وأن أم الفتاتان تعمل ممرضة. وقال مصدر بالنيابة العامة بالسويس، إن التحقيقات أكدت أن من قام بإجراء العملية الجراحية الخاصة بالختان طبيبة تدعى «ن. أ» متخصصة فى الجراحة وهى طبيبة معروفة بالسويس. وكشف المصدر، أن أم الطفلة المتوفية قالت فى التحقيقات، إن ابنتها توفت خلال إجراء عملية إزالة لحمية أسفل البطن وليس ختان إناث، مؤكدة أن والد الطفلة متوفى. من جانب آخر، سادت حالة من الارتباك الشديد داخل المستشفى الخاص التى أجريت داخله عملية ختان الإناث خشية حدوث تحقيق موسع حول إجراء عمليات الختان فى المستشفى من قبل، «ختان الإناث» الملف الأكثر جدلا بين المصريين. «الختان» جهل يصيب العقول وفي سياق متصل قالت فوزية عبد الله، مقررة المجلس القومى للمرأة بفرع السويس، أن مصر حتي الآن تعاني جهل، وذلك بسبب تمسك البعض بالعديد من العادات الخاطئة، مشيرا إلي أن الكثير يتجاهل حملات التوعية المستمرة فى ربوع المحافظة من جانب المجلس القومى للمرأة حول عملية «ختان البنات». وتسألت كيف يمكن لاسرة تعمل الأم فى التمريض، والأب طبيب يقومان بعملية ختان لابنتهما، وكيف سمح الطبيب الذى اجرى العملية لنفسة ان يغامر باجراء العملية وهو يعلم جيدا تعليمات وزارة الصحة فى هذا الشأن، لافتة إلي أن الحادث المؤسف يتحمل مسئوليتة اسرة الضحية بجانب الطبيب الذى اجرى العملية. وفي ذات السياق أكد على أمين، القيادى الوفدى، أن ماحدث يعد إنذار لكل الأمهات الذين مازالوا يستخدمون هذه السيئة التى لم تقرها الشرائع السماوية. وفى تصريح خاص ل«صوت الأمة»، أكد اللواء أحمد الهياتمى، محافظ السويس، أنه امهل المستشفى الخاص الذى اجرى العملية للطفلة الضحية 48 ساعة لاجراء عمليات المرضى المتواجدين بها وبعدها يتم اغلاق المستشفى. لافتا ان النيابة العامة تجرى حاليا التحقيقات مع والدة الضحية والتى اكتشف انها «ممرضة»، كما تجرى التحقيقات مع من قام باجراء العملية.