يحتفل المسيحيون كل عام بعيد القيامة والذى يعد من الأعياد السيادية الكبرى هذا ويسمى الأسبوع السابق لعيد القيامة بأسبوع الآلام الذى يبدأ ب «أحد السعف» وينتهى ب «أحد القيامة»، ويتمثل الطقس الكنسي لهذا الأسبوع بتذكر الآلام التى لاقاها «السيد المسيح»، والتعايش مع أحداثها يومًا بيوم، لذا سُمىَّ «أسبوع الآلام». فمنذ حوالى 1600 سنة، وقبل هذا التاريخ كان يسمى بالاسبوع العظيم. وكلمة شعانين هى كلمة عبرانية تعني «يارب خَلِّص»، ويعرف ب «أحد السعف» لأن اليهود فى ذلك اليوم استقبلوا السيد المسيح وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون. « موكب يسوع لا يخيف أبدا، لانه موكب متواضع ومسالم. وهذا الموكب مؤلف من ملك بسيط جالسًا على حمار ويحمل السلام والخلاص والطمأنينة لشعوب العالم، وأناس يحملون أغصان الزيتون وسعف النخيل رمزا للسلام والفرح». وتحتفل الكنيسة فى هذا اليوم ب «إقامة الصلوات» كتذكار لدخول «السيد المسيح» أورشليم كملك منتصر، وتتزين الكنيسة بفروع النخيل والصلبان المصنوعة من السعف. «يسوع لم يترك أن يسير في موكبه الملوك والأمراء وأصحاب السلطة والأغنياء، ولا أي رمز من رموز النفوذ والقوة والعنف، هو يريد ويدعو البسطاء والمساكين والفقراء والعميان والخرس والكسحان والمجروحون والعشارون والبرص والمشردون والمهجرون، يريد كل الخطأة، كل إنسان شفاه وحرره من قيود الشر وغفر له خطاياه ليسير معه في الموكب..». ويعتبر «أحد السعف» من الأعياد المسيحية ذات الأثر الشعبى المبهج، حيث يسير الأقباط فى ذلك اليوم فى الشوارع حاملين معهم سعف النخيل الأبيض ويذهبون به إلى الكنائس. ويبدأ الاستعداد بشراء السعف فى يوم السبت السابق، والبعض يشترونه خاصة سكان المدن، والطريف أن بعض مسلمي القرى يعرفون موعد عيد السعف، ويقطعون قلوب السعف ويبيعونه للمسيحيين، أما أهالي القرية نفسها فيقومون فى ذلك اليوم بقطع فروع النخيل الصفراء أو البيضاء والتى تكون فى قلب النخيل ويهُدُنوها إلى بعضهم. وفي ليلة السبت (عشية الأحد) يجدل الأقباط السعف ويصنعون أشكالًا جميلة تمثل شكل القلب، والصليب، وأساور، وخواتم، وتيجان، ومنها ما يمثل شكل الحمار، أو الجمل، وعُش النمل، و«مجدولة القربانة» أيضا. ويشترك الرجال والنساء والأطفال فى هذه الأشغال بفرح لأنها مناسبة سارة للجميع، وفى صباح «أحد السعف» يذهبون مبكرا إلى الكنيسة، حاملين مشغولات السعف، والبعض يحمل فروع السعف البيضاء كما هى، ويحضرون الصلاة وهي معهم، ثم يرشونها بالماء الذي صلى عليه الكاهن، لتصبح مباركة، ثم يعودون بها إلى منازلهم ويعلقونها وتترك إلى العام التالي.