تايمز: «هل يمكن لخروج بريطانيا أن يعود بالنفع على أوروبا؟»

طرحت صحيفة (الفاينانشيال تايمز) سؤالا على عدد من معلقيها عمّا إذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يعود بالنفع على أوروبا؟
وقالت الكاتبة سارة جوردون "نظريا، يجدر بالمنافسين التجاريين للملكة المتحدة في أوروبا أن يتحمسوا لخروجها من الاتحاد الأوروبي؛ بما سيتيحه لهم ذلك من فرص جديدة.. غير أني لم ألتق للآن أحدا يشعر بذلك."
ورصدت جوردون قول رئيس شركة (يوروتانيل) المشغلة لنفق بحر المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا، جاك جونون، "إن خروج المملكة من الاتحاد قد يعني عودة التسوق المعفي من الرسوم إلى مدينة كاليه الفرنسية بما يمثل فرصة تجارية مدهشة."
وأضافت جوردون "فيما عدا ذلك، في المقابل، فإن ردّ الفعل العام بين الشركات الأوروبية القارية تطغى عليه حالة من الذهول والارتباك الناجمة عن إمكانية أن تخرج بريطانيا بالفعل من الاتحاد الأوروبي .. لقد وجدت تلك الشركات أنفسها فجأة في مواجهة هذا الاحتمال ولم تكن قد أعدت خطة طوارئ لمواجهة مثل هذا الحدث."
فيما رجح الكاتب فيليب ستيفينس أن "يستفيق الاتحاد الأوروبي بشكل سريع من خروج بريطانيا؛ على أن عملية الخروج كفيلة بدفع الاتحاد إلى تسريع وتيرة العمل على تكامل مستقبلي أكثر عمقا."
وأضاف ستيفينس أن "خروج بريطانيا ربما يعزز التهيئة لاتحاد أوروبي ذات طبيعة جيومترية (هندسية) متغيرة تتميز بداخل شديد التماسك ذي إطار خارجي فضفاض .. وهنا تكمن المفارقة، ذلك أن تلك هي أوروبا التي طالما نشدتها بريطانيا."
أما الكاتب جدعون راخمان، فهو يرى أن "خروج بريطانيا قد يساعد أوروبا من الناحية النظرية دون الناحية العملية."
ويوضح راخمان قائلا "صحيح أن المملكة المتحدة طالما كانت عقبة على صعيد الفيدرالية؛ وعليه فإنه من الناحية النظرية، إذا ما خرجت بريطانيا من الاتحاد فإن ذلك سيتيح الفرصة للدول الأعضاء الأخرى للتقدم دونما عوائق صوب نوع الاتحاد السياسي والحكومة الاقتصادية التي تتطلع تلك الدول إليها نظريا."
ويضيف راخمان "لكن من الناحية العملية، كان العائق الحقيقي على صعيد الفيدرالية في السنوات الأخيرة هو الاختلاف العميق بين دول أعضاء رئيسية – وتحديدا فرنسا وألمانيا – حول الكيفية التي ستعمل بها حكومة اقتصادية أوروبية، وهذه الاختلافات لن تختفي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".