لا يزال الإرهاب الأسود يسفك دماء خير أجناد الأرض على رمال سيناء التى ارتوت بدماء 6 من قوات الأمن المركزى بشمال سيناء، الثلاثاء الماضي، بينهم ضابط برتبة رائد و5 جنود وإصابة جنديين آخرين من قوات قطاع الأحراش للأمن العسكرى استهدف الإرهابيون مدرعة كانت تقلهم بعبوة ناسفة تم زرعها بنفق تحت الشارع أدت إلى تدميرها خلال سيرها على الطريق الدولى العريش – رفح بالقرب من منطقة «أبوطويلة» بالشيخ زويد، وهى نفس الطريقة التى اتبعها الإرهابيون خلال تفجير رفح الأخير قبل نحو أسبوعين. حيث جاء هذا التفجير الذى أودى بحياة 6 أشخاص وإصابة اثنين، بعد مرور نحو أسبوعين من حادث تفجير مدرعة الشرطة برفح والذى أودى بحياة 10 جنود وضابط بجانب إصابة ضابط ورقيب شرطة آخرين بعد قيام الإرهابيين بحفر نفق أسفل الطريق وزرع عبوة ناسفة ضخمة بالنفق وتفجيره عن بعد. وكشفت التحقيقات الأمنية، فى الحادث الإرهابى برفح و الذى راح ضحيته 7 شرطيين، ما بين شهداء ومصابين، أثر تفجير عن بعد لمدرعة شرطة، أن التفجير نجم عن لغم أرضى مضاد للدبابات نصب على طريق الشيخ زويد رفح، بمنطقة أبو طويلة، وفجر عن طريق دوائر كهربائية، أثناء مرور آلية أمنية تابعه لقوة المفرقعات يستقلها فريق الكشف عن المفرقعات بشمال سيناء. وقد أسفر التفجير، عن استشهاد الرائد محمد حلمى النبوى 43 عاما، من محافظة الدقهلية، وأفراد المجموعة؛ وهم أمين شرطة أحمد محمد مصطفى 28 عاما من الدقهلية، ورقيب مصطفى عبده محمد 35 عاما من المنوفية، وعريف أيمن محمد محمود 28 عاما من الغربية، وعريف محمد محمود مشعل 25 عاما من الغربية، وأصيب عريف صبحى حسن محمد 25 عاما، بجرح قطعى فى فروة الرأس وكسر فى الذراع اليمنى، والشرطى رضا على الجندى 30 عاما، باشتباه كسر فى العمود الفقري. وأوضحت التحقيقات، أن خللا أمنيا تسبب فى الحادث، حيث كانت تسير الآلية الأمنية خارج السرب الأمنى المعتاد سيره، وتبين أن اللغم تمت زراعته فى ساعة متأخرة من الليلة التى سبقت الحادث، عقب حفر خندق أسفل الطريق وزرع اللغم. وأشارت التحقيقات إلى أن منفذى العملية كانوا يستقلون دراجات نارية، ويختبئون بمناطق زراعات قريبة من موقع التفجير، بهدف تصوير العملية بعد إتمامها، وفور التفجير لاذوا بالفرار إلى جهات متفرقة. وقال مصدر أمنى مسئول، إن التحقيقات فى الحادث تشير إلى تورط عناصر من جماعة أنصار بيت المقدس فى الحادث، وأنه جاء كرد على توجيه القوات ضربة قوية للمجموعات الإرهابية وقتل 5 من بينهم، وتدمير سيارتهم بمنطقة جنوب الشيخ زويد ورفح. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن الحادث فى تسجيل مرئى بثت خلاله لقطات لعملية تفجير المدرعة أثناء سيرها على الطريق، حيث قام الإرهابيون بحفر نفق أسفل الطريق الدولى ووضعوا كمية من المتفجرات وتحديدا مادة «تى ان تى» تقدر بنحو 700 كجم واسطوانتى بوتاجاز ودوائر كهربائية وهاتف محمول تم الاتصال به خلال مرور المدرعة لتتصل الدوائر الكهربائية ببعضها وينجم عنها التفجير المدوى الذى سمعه الأهالى على بعد قرابة 10 كم من موقع التفجير. وقال شهود عيان من أبناء منطقة «أبوطويلة»، موقع الحادث،، أن عددا من جماعة أنصار بيت المقدس شوهدوا يستقلون سيارات دفع رباعي، ويرفعون أعلاما سوداء عقب الحادث يتجولون فى مناطق صحراوية جنوب الشيخ زويد وشرق العريش، فيما أكدت مصادر مطلعة أن عملية تفجير آلية الشرطة بلغم مضاد للدبابات، لم تكن الأولى من نوعها، حيث تعرضت آلية أمنية لمحاولة تفجيرها بلغم فى المنطقة. وبعد وقوع الحادث ألغى اللواء عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، حفل تكريم أوائل الشهادات الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية، الذى كان مقرراً الأربعاء الماضى، تضامنا مع ذوى شهداء الحادث الإرهابى الغادر، الذى شهدته مدينة رفح، الثلاثاء الماضى، وراح ضحيته 7 من رجال الشرطة، ما بين شهداء ومصابين، إلى موعد سيحدد لاحقا، نظرا لما أصاب المحافظة من حالة الحزن جراء الحادث الجبان. وبعد وقوع الحادث الإرهابى بيوم واحد فشلت 3 محاولات إرهابية جديدة فى تحقيق أهداف لها فى مدينة رفح المصرية على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية مع قطاع غزة، حيث قام عدد من الإرهابيين باطلاق قذائف هاون على معسكر الأمن المركزى بمنطقة الأحراش برفح، وأطلقوا النيران على المعسكر، فيما أطلقت قوات الأمن نيرانها بكثافة على الإرهابيين حتى لاذوا بالفرار من المنطقة وحسب مصادر أمنية ان قوات الأمن ضبطت خلال عمليات تمشيط للمنطقة المجاورة لمعسكر الأحراش بعد مهاجمته من قبل الإرهابيين كميات من المواد المتفجرة قرب نفق حدودى مع قطاع غزة، وأشارت المصادر إلى أنه تم العثور على 5 أجولة معبأة بمادة «تى إن تى»، وتم نقلها لمكان آمن، وتشير التحقيقات إلى أن المتفجرات كانت بحوزة مجموعات مسلحة بغرض نقلها لجماعات تمارس العنف فى سيناء. وحسب المصادر إن الأجولة عثر عليها بمنطقة الدهنية جنوب معبر رفح، كما تمكنت القوات خلال عمليات التمشيط من القبض على 4 من العناصر التكفيرية برفح، للاشتباه بمسئوليتهم عن حادث تفجير مدرعة الشرطة، واستشهاد وإصابة 7 من قوة الكشف عن المفرقعات بشمال سيناء.