الرقص فن محترم وتراث مرسوم على جدران المعابد.. وبندفع عليه ضرائب كراقصات للدولة عاصفة من الجدل أثارها برنامج «الراقصة» منذ أن عرضت أولى حلقاته، ما بين البيان الذى خرج من علماء الأزهر ووصف البرنامج بأنه تحدِ سافر لأخلاقيات الإسلام، بالإضافة لمطالبة دار الإفتاء المصرية بوقف البرنامج معللة ذلك بأنه «مفسدة للأخلاق»، كما طال الأمر المحاكم بتقدم الشيخ خالد الجندى ببلاغ للنائب العام ضد قناة القاهرة والناس للمطالبة بضرورة وقف البرنامج بدعوى أنه «يهدف لهدم قيم المجتمع». بين الهجوم من جهة والدفاع من جهة أخرى لم نجد أفضل من دينا لسؤالها عن توقعها لمصير البرنامج مستقبلاً وأسباب الهجوم من وجهة نظرها وأسئلة أخرى عديدة فى هذا الحوار . ■ فى البداية هل توقعتى عودة برنامج «الراقصة» بعد توقفه؟ أنا كنت متأكدة من عودته قريباً على شاشة القاهرة والناس التى استعدت لذلك باستضافة عدد من مؤيدى فكرة البرنامج أمثال الأستاذين وحيد حامد وطارق الشناوى اللذين ساندا الفكرة ليثبتا أن هناك من هو واقف مع البرنامج الذى يعبر عن فن الرقص . ■ ألم تخافى من أن يتم منعه مثلما حدث مع فيلم «حلاوة روح « ؟ أعتقد أن التفكير فى المنع غير سليم، بدليل أن «حلاوة روح» يُعرض على قنوات التليفزيون حالياً بعد أن تم منعه من دور العرض مايثبت خطأ التفكير فى منع أى عمل فنى، لأن العمل الفنى لايموت أياً كان. ■ وبم تفسرين الهجوم الكبير الذى تعرض له البرنامج من أول حلقة ؟ أعتقد أن أى فكرة جديدة تقابل مشاكل فى بدايتها بسبب استغراب البعض لها وبالتالى يهاجمونها، وهذا ماحدث مع البرنامج. ■ هل استغراب الفكرة - فى نظرك - هو الذى أثار حفيظة دار الإفتاء وبعض من علماء الأزهر على البرنامج بمطالبة وقفه إلى جانب رفع الشيخ خالد الجندى قضية للنائب العام لوقفه ؟ لا، ليس هذا السبب فقط وإنما هناك سبب آخر. ما هو ؟ قيام صحفى ما بالتوجه للشيوخ وسؤالهم بشأن رأيهم فى البرنامج ماأثار حفيظتهم عليه واحداً تلو الآخر، وأنا من هنا أؤكد على احترامى الكامل للأزهر الشريف وعلماءه وكافة الشيوخ الذين هاجموا البرنامج، ولكن أقول لهم شيئاً واحداً. ■ ما رسالتك للشيوخ الذين يهاجموا البرنامج؟ أقول للشيوخ وغيرهم ممن يهاجموا البرنامج إن الحكم على أى برنامج ينبغى أن يكون بعد خمس حلقات على الأقل لإصدار حكم سليم، لا لمجرد عرض حلقة واحدة يقرر أحد منع برنامج لم يبدأ بعد. ■ ألم تكف حلقة واحدة فى نظرك لكل هذا الهجوم ؟ بالطبع لا، خاصة أن تلك الحلقة بالتحديد لم تتضمن أية مشاهد مُخلة فأكثر مشاهدها كانت طائرات تصعد وأخرى تهبط، ولم يحدث أى « زووم «على المتسابقات من أجل الإثارة، والدليل أن هناك من المتسابقات من لم ترتدى بدلة رقص من الأساس، لأن هدفنا بعيد عن إثارة الغرائز. ■ وما الهدف من البرنامج إذن؟ الهدف هو إعادة تراثنا القديم من الرقص الشرقى الذى طالما استمتعنا به من خلال الإستعراضات المحترمة التى نحاول إعادتها مثلما حاولنا فى الحلقة الأولى . ■ ما الذى جعل النظرة إلى الرقص تتبدل من كونه فن إلى مجرد إغراء فى رأيك ؟ عدة أسباب منها قنوات الرقص التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، والتى أظهرت الرقص على أنه مجرد إغراء فقط، والغريب أن تلك القنوات مازالت موجودة ولم يهاجمها أحد من أجل منعها مايجعلنى مندهشة ممن صمتوا على قنوات تعرض الرقص يومياً طوال اليوم وانتفضوا على حلقة لم تزد مدتها عن ساعة. ■ ألا تخافى من تطور الأمر من هجوم على البرنامج إلى الهجوم على الرقص نفسه بالمطالبة بمنعه فيما بعد ؟ من يتخيل ذلك عليه الذهاب إلى المعابد ومسح رسومات الرقص الموجودة على الجدران هناك، ولأنهم لن يستطيعوا فعليهم إزالة المعابد إن إستطاعوا. ■ هل تقصدين استحالة منع الرقص فى مصر ؟ أكيد، فهو كما أشرت جزء من حضارتنا الفرعونية التى نفخر بها من جانب، وجزء من تراثنا الفنى من جانب آخر، والدليل أفلامنا القديمة التى لاتخلو من وجود راقصة بها. ■ بصراحة هل تشعرين أن هناك «فرد عضلات» من بعض الإعلاميين مثل شوبير الذين استطالوا فى الهجوم على البرنامج ببرامجهم؟ لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكن ما أطالبهم به هو الانتظار على البرنامج كى يحكموا عليه أكثر، مع تحفظى على من يطالب بالمنع أياً كان لأن هناك «ريموت كنترول» يتيح للمشاهد تغيير المحطة حالة عدم إعجابه بالبرنامج وحينها سنعلم أننا فشلنا لأننا بلا جمهور. ■ وماذا كان شعورك حين علمت بوجود استغاثة من مواطن فى إحدى الجرائد للمطالبة بوقف البرنامج لأنه يدور حول الرقص؟ كما أكدت من قبل أنا أحترم كافة الآراء، ولكن يبدو لى من ذلك أن هناك من لايعلم بأن مهنة الرقص مهنة محترمة إلى جانب أنها «مُقننة»، كما أننا كراقصات ندفع الضرائب للدولة نظير عملنا بهذا الفن. ■ وما ردك على الراقصة زيزى مصطفى التى انتقدت توقيت عرض البرنامج ؟ مع احترامى لشخصها وقيمتها الكبيرة فى تاريخ الرقص، ماهو الوقت المناسب لعرض البرنامج فى رأيها إذا قمنا بتأجيله !، ياجماعة نحن نحاول عمل برنامج لإسعاد الناس من خلال فن راق له تاريخه، وإن كان هناك خمسون فرداً يحبونه فعلينا إمتاعهم. ■ أخيراً .. ماذا لو تفاجأتى بقرار منع البرنامج ؟ لن يحدث وإن حدث فأنا لن أكون المتضررة بقدر المشتركات اللاتى اشتركن فى المسابقة واللاتى زاد عددهن على عشرين مشتركة سيحاولن بكل قوة أن يكن راقصات جيدات ليضيفن إلى هذا الفن.