واحد وثمانون عاما بالتمام والكمال مرت علي ميلاد الرئيس مبارك والذي يحتفل بعيد ميلاده يوم 4 مايو من كل عام بعد أن قضي 28 عاما في الحكم.. السياسيون ورموز المجتمع ورجل الشارع احتفلوا بعيد ميلاد مبارك علي طريقتهم الخاصة فماذا قالوا؟ أبوالعز الحريري أحد رموز حزب التجمع اكتفي بقوله إن الشعب المصري يعتريه النفور عندما يعلم أن النظام يحتفل بعيد ميلاد مبارك لأن عيد الميلاد ارتبط عند المصريين بشخصيات مثل جمال عبدالناصر وسعد زغلول وأحمد عرابي لأن هذه الشخصيات لعبت أدوارا بارزة في التاريخ المصري كما أن عيد الميلاد يستمد أهميته من الشخص الذي يتم الاحتفال به، وأضاف: أصبح الناس يربطون بين4 مايو وعيد ميلاد مبارك، لكنه ارتباط سلبي نظرا لحساسية الشعب إزاء هذا التاريخ. الكاتب والسينارست أسامة أنور عكاشة يؤكد أن الرئيس مبارك وإن كان لايمارس ضغوطا علي الفن إلا أنه غيرمهتم بما تعرضه السينما من أفلام حيث إنه ترك المنع لجهات رقابية أخري بينما شكل الرئيس عبدالناصر لجانا متخصصة لفحص الأفلام وإباحة عرضها. أما د. حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق فيري أنه منذ تولي الرئيس مبارك الحكم 1981 وحتي الآن وقعت العديد من السلبيات مثل خصخصة وبيع الشركات والمصانع المملوكة للدولة إضافة إلي منشآت تم بيعها لأجانب مثل بنك الإسكندرية وقال: أن عصر مبارك تميز بسيطرة رأس المال علي الحكم واستطاع رجال الأعمال السيطرة علي الثروة والوصول إلي رئاسة الوزارات، ودخول مجلس الشعب لحماية مصالحهم وفي نفس الوقت ذاته تم اقصاء أصحاب الخبرة عن المواقع العامة والحيوية مشيرا إلي أن مصر احتلت المركز 126 في مكافحة الفساد بعد أن كانت في المركز 72 وذلك طبقا لتقرير منظمة الشفافية العالمية. أما الفقيه الدستوري د. إبراهيم درويش فيري أن كل القوانين التي تم اقرارها في عهد مبارك مخالفة للدستور ويعتريها العوار الدستوري لأن هذه القوانين تمت بطريقة المؤامرة التي تتم بليل وتمرر أمام مجلس الشعب للموافقة عليها رغم جلسات مجلس الشعب التي تم عقدها باطلة وغير دستورية لأن المادة 107 من الدستور تشترط لصحة انعقاد الجلسات حضور 50% فأكثر من عدد الاعضاء فلا يكتمل العدد إلاإذا حضر رئيس الجمهورية لإفتتاح الدورة البرلمانية ويكتفي نواب الأغلبية - الوطني- بالتصفيق والتهليل، ناهيك عن فضيحة بطلان عضوية 77 عضوا والتي تفجرت مؤخرا وفي الوقت ذاته جري سلق القوانين وتفصيل مواد بعينها من أجل تمرير مخطط توريث الحكم، ومنها المادة 76 والمفصلة علي مقاس جمال مبارك والذي أصبح الحاكم الفعلي لمصر في ظل وجود والده وقال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان أحد موسسي حركة كفاية أنه علي الرئيس مبارك أن يتقي الله في هذا الشعب وأن يغتنم فرصة عيد ميلاده ويراجع مواقفه وينظر إلي ما خلفته السنوات الماضية من أخطاء وألا يستمع لكلام المقربين منه والذين يصورون له الحياة بشكل وردي، وكأننا في جنة أرضية، مع أن الواقع شئ آخر تماما، وأضاف: سلبيات حكم مبارك كثيرة ويصعب حصرها لأن المجتمع المصري في ظل حكمه فقد حافز التقدم، وإرادة التطوير وبعد 28 سنة من حكمه أصيب المصريون بالإحباط ودب اليأس في نفوس الشباب، والذين أصبحوا يهربون من الموت في مصر إلي الموت غرقا في البحر بحثا عن فرصة عمل فلا نستطيع أن ننسي شهداء العبارة وضحايا قطار الصعيد والذين زهقت ارواحهم تحت انقاض العمارات المغشوشة وأضاف: ما ابشع أن يتم استلاب إرادة أمة وشعب وما أبشع أن يدب الاحباط في النفوس في ظل نهب الثروة والخصخصة وتدمير القوة الاقتصادية وتراجع الدور المصري وغياب المشروع الوطني في الداخل والخارج إضافة إلي تقزم دور مصر علي المستوي الدولي. وقال د. محمد العمدة نائب رئيس الحزب الدستوري الحر: إن رجال الاعمال الفاسدين المحتمين بالسلطة كان يجب محاكمتهم، ولكن النظام تقاعس، ويكفي أن معظم الفاسدين هربوا بأموال المصريين إلي الخارج تحت سمع وبصر المسئولين وفي وضح النهار، وتساءل: من المسئول عن هذه الجريمة، وأضاف: إن توريث الحكم لم يحدث في عهود سابقة لافتا إلي أن ثورة يوليو استهدفت القضاء علي الملكية لكن الاقطاع عاد من جديد وفي صورة أكثر قسوة علي المصريين البسطاء الذين أصبحو يتقاتلون في طوابير العيش للحصول علي عدة أرغفة من الخبز لاشباع جوعهم. أماعن رأي رجل الشارع في حكم الرئيس مبارك فيقول أحمد عبدالرحيم (موظف): أنه لايسمع عن احتفالات أعياد الميلاد ولا يشاهدها إلا في التليفزيون والسينما لانه يخرج صباح كل يوم إلي عمله بديوان وزارةالصحة ويرجع إلي منزله بعد الظهر ليذهب مرة أخري للعمل سائق تاكسي ليستطيع الوفاء بمتطلبات أسرته المكونة من خمسة أفراد. وقال عباد جلال (بائع متجول): إن الرئيس لايشعر بآلام الشعب فقد فشلت في الحصول علي شقة من اسكان مبارك مما دفعني إلي النوم أسفل الكباري وطالب عباد الرئيس مبارك بالاحتفال بعيد ميلاده في الشارع ووسط الباعة الجائلين وجامعي القمامة لانهم من أفراد الشعب، بدلا من الاحتفال في القصور. وبدا رضوان الريس - سائق تاكسي - عصبيا ورفض الحديث عن حكم مبارك وقال: مصر ضاعت من زمان يا أستاذ بص حواليك وشوف الفساد في كل مكان، وشوف فلسطين واليهود بيدبحوا في أهالي غزة والنظام المصري كل همه الحفاظ علي مصالحه الشخصية وليست مصالح الشعب. وقالت سعاد ابو الوفا- ربة منزل- لا أهتم بأي اخبار تخص الرئيس واضافت: لا اشاهد الخطب التي يلقيها في المناسبات لشعوري بأنها خطب مملة ومكررة، كما يؤكد شعبان السيد -رفض الافصاح عن وظيفته- أن حكم مبارك غير مرضي عنه من قبل معظم فئات المجتمع المصري لأن المواطن يشعر أنه مواطن من الدرجة الثالثة لاحقوق له ونتيجة لانتهاك كرامته في أقسام الشرطة وتزوير إرادته الانتخابية وقال أن مصر دولة غاب شعبها عن المشهد بينما تصدر مبارك وحاشيته الصورة.