فى الاستقرار احتار «دليل الإخوان» للفوز بمنصب رئيس الجمهورية «من وراء حجاب» فالجماعة التى كثيراً ما تؤكد أنها لن تقدم مرشحاً للمنصب، وتنفى دعمها لمرشح ذى خلفية إسلامية، هى نفسها التى تسعى حالياً جاهدة لاقناع مرشح ترضاه ويرضى بإغراءاتها، مهما كانت خلفيته الفكرية أو السياسية، مع حرصها على ألا تكون مناقشاتها مع الشخصيات العامة التى تسعى الجماعة لاقناعهم والدفع بهم فى سباق الترشح لانتخابات الرئاسة بصفة رسمية، بمعنى ألا يظهر فى لقاءات الجماعة مع هذه الشخصيات أحد من مكتب الإرشاد أو متحدث باسمه، حتى تواجه الجماعة أى حديث عن هذه المسألة بالنفى والأيمان المغلظة. فى البداية ترددت أنباء عن محاولات الجماعة اقناع منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى وذلك منذ بداية توليه للمجلس وذلك لما لمسته من امكان إحداث توافق حوله كمرشح تكون الجماعة أكثر الحاصدين من فوزه لما سوف تلاقيه من ملفات ستفتح عليها فى الفترة القادمة، بل قد فتح بعضها بالفعل من الآن ومنها شرعية الجماعة فى ظل قانون الجمعيات الحالى وما استتبعه من رفع دعوى قضائية تطالب بحظر نشاطها ومصادرة مقارها على مستوى الجمهورية. «حسن» بدوره ظل متماسكاً لابداء عدم الاندفاع خلف دعاوى ترشيحه للمنصب حتى أعلن عن نيته فى الترشح الأربعاء الماضى إلا أن حظه ليس أوفر من غيره حيث قالت عنهم الجماعة إنهم محرومون من دعمها مثل د. عبدالمنعم أبوالفتوح. الخلفية الإسلامية لم تمنع الجماعة من محاولة اقناع المستشار طارق البشرى للترشح للمنصب لما له من قبول لدى أوساط سياسية عدة إسلامية وغير إسلامية، وإن رآه البعض مهندس الإعلان الدستورى الحالى الذى دخلت به البلاد متاهة سياسية لم تخرج منها حتى الآن ولشهور قادمة، وبالطبع لم تأخذ الجماعة رداً قاطعاً وفاصلاً بأن يكون مرشحها للمنصب رغم الحاحها فى ذلك. هذا فى الوقت الذى تعددت فيها الصفحات على «الفيس بوك» التى تنادى بالبشرى رئيساً لمصر. أما الجماعة ولأنها تلعب على الحصان الرابح، فقد دفعها مؤخراً الدور الذى لعبه د. نبيل العربى وزير الخارجية السابق وما لاقاه من استحسان لدى الشعب المصرى لمحاولة اقناعه بالترشح لانتخابات الرئاسة ومع حرصها على عدم الظهور فى الصورة بشكل رسمى، تم اختيار شخصية مقربة من مكتب الإرشاد لتقوم بمهمة التفاوض مع العربى، حتى تسوق الجماعة للرأى العام أنها لم تجر مفاوضات معه، وذلك من خلال قيادات مكتب الإرشاد والمتحدث باسم الجماعة. وكان رد العربى مشروطاً بما لا يمكن الجماعة من الوفاء به بأن تقنع المرشحين ذوى المرجعيات الإسلامية، ممن يهددون امكانية فوزه بالمنصب بالتراجع عن الترشح. هذا فى الوقت الذى كانت الجماعة قبل ذلك من أول المهنئين للدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشئون الخارجية ببرلمان مبارك، عندما كان مرشحاً لمنصب جامعة الدول العربية قبل العربى، حيث اتصل به المرشد السابق مهدى عاكف لتهنئته بالترشح للمنصب. ولصعوبة اقناع المرشحين الإسلاميين بالعدول عن ترشحهم أو ربما لاستحالة ذلك، واصلت الجماعة بحثها عن «البديل الرئاسى» فتوجهت إلى المستشار حسام الغريانى رئيس المجلس الأعلى للقضاء استناداً لتاريخه القضائى.