حزينة عليك يامصر.. ماذا حدث لك.. من يدير شوارعك الآن.. منذ أكثر من شهرين لم أمر في ميدان التحرير بسبب ما اسمعه من فوضي وهمجية واحتلال الباعة وآخرين ولكن منذ يوم أردت أن أذهب لنقابة الصحفيين وبعد أن انتهيت من نقابة الصحفيين شاء حظي أن اخترق ميدان التحرير إلي «روزاليوسف» مجلتي المحبوبة دخلت الميدان وبداخلي خوف وترقب مما أراه من مناظر مؤلمة مؤذية عرائس ضخمة معلقة في مشانق، مقابر مقامة في حدائق الميدان خيم متسخة، بشر هيئتهم غريبة ومخيفة في التصرفات والحوارات، لم أجد «عسكري واحد» يدير حركة المرور الكل يقطع الطريق وسيارات متشابكة مع بعضها ولكنه يصارع في كيفية الاختراق والانطلاق إلي طريق، شيء مخيف وهمجي أغلقت زجاج سيارتي وكانت تجلس بجواري «أمي المسنة» وقبل أن اقترب من جامع «عمر مكرم» فوجئت بشاب شكله يخيف النفس، شعره منكوش غليظ ملابسه متسخة اقتحم سيارتي ورفع يده وبها فرشة ويحمل في يده الاخري علبا صغيرة بها مادة دهان بلاستيك.. حمراء، سوداء، بيضاء وبدأ يدهن زجاج سيارتي في صورة «علم مصر» لم ينظر إلي أو يسألني أن كنت أريد هذا بل شعرت بأن من حقه أن يفعل هذا وله الحق، قلت له: بتعمل إيه، بلاش كده وكأني أخطأت أو قلت كلمات قبيحة أزعجته، في نظرات مخيفة انطلق يشتمني بأفظ الكلمات القبيجة سبني بدون حياء ولم يراع وجود أمي، كنت أدافع عن سيارتي وعن حريتي في أن أريد أو لا أريد فأنا لم أفعل شيئا، غير الدفاع عن نفسي أنا أحب «علم مصر» ولكن ليس مكانه علي زجاج السيارات ليس مكان العلم علي زجاج السيارة وبدهان البلاستيك وبأي حق يفعل هذا من أعطاه هذا الحق هل الثورة في نظر هؤلاء هي الاعتداء علي الآخرين كسر زجاج سيارتي بالفرشة ويطرق بعنف علي الزجاج طاردني بألفاظ قذرة هربت بمساعدة بعض الرجال الذين يقفون بجوار مجمع التحرير وهي تقول في هدوء «اديله حاجة» راضية.. يسلام كيف أراضيه وهو الذي اعتدي علي سبني وكسر زجاجي وأرعب أمي.. يا ربي ماذا يحدث في ميدان التحرير.. انه سويقة بكيت علي ما وصل إليه ميدان التحرير.. حرام والله يا محافظ القاهرة.. الرحمة يا نواب مجلس الشعب لابد من وقفة وعودة إلي ميدان التحرير.. ميدان الثورة.. فقد كان ميداناً نظيفا.. جميلا.. نسير فيه بأمان واحساس بالجمال أين أنت يا ميدان التحرير عد كما كنت.. إنني أناشد المجلس العسكري بتحرير ميدان التحرير من البلطجية والفوضي والارهاب والاعتداء علي المواطنين انني اتساءل لماذا هذا يحدث ولماذا هؤلاء البشر يحتلون التحرير.. انهم ليس شباب التحرير. ليس شباب الثورة من هؤلاء ولماذا يعبثون في الميدان لماذا يهان من يسير فيه؟ لماذا تفرض الاتاوات وابتزاز المارة.. فرض رسومات علي زجاج السيارات أو الاعتداء والسب وقلة الأدب.. سؤال لمن يحكمون مصر الآن.. سؤال لماذا يترك هذا الميدان في قبضة البلطجية واختفاء الشرطة والأمن، سؤال هل نترك الميدان كما حرمنا من السير في شارع قصرالعيني حتي مجلس الوزراء وقطع الشارع بالاسلاك الشائكة.. متي؟ متي؟ نشعر بالأمن والأمان، ميدان التحرير وجه مصر هو يعكس ما تمر به مصر.. وما يدور فيه صورة حية علي البلطجة والفوضي وضياع الأمان والأمن.. حزينة عليك يا مصر الحبيبة .