أكدت حركة طالبان الأفغانية، اليوم الأحد، أن مكتبها السياسي في قطر، هو الكيان الوحيد المخول له عقد مفاوضات بالنيابة عنها، في تعزيز لسلطة الرجل الذي تولى المسؤولية وسط صراع على القيادة بعد وفاة الملا محمد عمر. جاء هذا الإعلان اليوم الأحد في رسالة بالبريد الإلكتروني للمتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بشأن البيان الصادر بشكل غير رسمي عن محادثات مغلقة استضافتها العاصمة القطرية، الدوحة. كما حددت الحركة، التي تطلق على نفسها مسمى إمارة أفغانستان الإسلامية، سلسلة من المطالب تتضمن الإفراج عن عدد غير محدد من السجناء وشطب أسماء أعضاء الحركة الكبار من قائمة الأممالمتحدة السوداء. ووصفت الحركة تلك المطالب بأنها "خطوات أولية لازمة من أجل تحقيق السلام". ونظمت هذه المحادثات في قطر جماعة باسم مؤتمرات باغواش للعلوم والشؤون العالمية، وهي جماعة حائزة على جائزة نوبل للسلام تركز على حل الصراعات. ونظمت بوغواش محادثات مماثلة العام الماضي حضرها أيضا مسؤولون أفغان. محادثات قطر منفصلة عن جهود السلام الرسمية التي تشمل أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة. تلك المفاوضات - التي لا تشمل طالبان ولكن تهدف إلى تمهيد الطريق لإجراء محادثات بين المسلحين وكابول - من المتوقع أن تستأنف في إسلام أباد في السادس من فبراير. وتعثرت محادثات السلام الصيف الماضي بعد أن أعلنت الحكومة الأفغانية وفاة الملا عمر منذ عام 2013. وأدى ذلك الإعلان إلى انسحاب طالبان من المحادثات، وإلى صراع على السلطة داخل الحركة حول من سيمثلها. ويعتقد بأن أعضاء مكتب طالبان في قطر على صلة مباشرة بالملا أختر منصور، الذي تولى رسميا قيادة الحركة بعد وفاة الملا عمر العام الماضي. وكان منصور نائبا لعمر لفترة طويلة. وفتحت طالبان مكتبا لأول مرة في قطر عام 2013، لكن عندما رفعت على مكتبها العلم الأبيض الذي اعتمد خلال فترة حكم الحركة في أفغانستان والتي استمرت خمس سنوات، أثار ذلك الأمر حفيظة الرئيس الأفغاني في ذلك الوقت حامد كرزاي والولايات المتحدة. وأخرجت تلك الخطوة محادثات السلام عن مسارها وأدت إلى إغلاق مكتب طالبان رسميا عام 2013. غير أن أعضاء الحركة ظلوا في البلد الخليجي الغني بالنفط والغاز. وفي عام 2014، ساعدت قطر المسؤولين الأمريكيين خلال تفاوضهم على إطلاق سراح الجندي الأمريكي بو بيرغدال في مقابل خمسة من سجناء طالبان جرى ارسالهم إلى قطر من السجن الأمريكي بخليج غوانتانامو في كوبا. وقالت الحركة في بيانها من قطر إنها ملتزمة بالسلام إذا نجح في أهدافه بإنهاء التدخل الأجنبي في أفغانستان وإقامة نظام إسلامي مستقل. وقالت إنها ملتزمة ب«الأنشطة المدنية»، وحرية التعبير و"حقوق المرأة في ضوء الشريعة الاسلامية والمصالح والقيم الوطنية". وأضافت الحركة أنها تريد تأسيس علاقات جيدة مع العالم "على أساس من الاحترام المتبادل". وقالت:«لا نريد التدخل في شؤون الآخرين، ولا نستخدم أرضنا لإيذاء الآخرين، ولا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا».