سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاة الملا عمر يدفع طالبان وأفغانستان لعقد جولة جديدة من محادثات السلام.. الحركة تتنصل من موت زعيمها منذ سنتين فى أحد المستشفيات بباكستان.. والبيت الأبيض يدعم "مصداقية" تقارير الوفاة
تنصل المتحدث الرسمى باسم حركة طالبان الأفغانية، اليوم الخميس، مما تردد من أنباء عن إجراء محادثات سلام مع حكومة كابول، وهو ما يلقى بظلال من الشك على الجهود الرامية للتفاوض لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 عاما، حيث إنه من المرجح أن يعمق نبأ رحيل الملا عمر الصراع على الزعامة داخل الحركة المتشددة المنقسمة بشدة مما سيلقى بظلاله على فرص عملية السلام المتعثرة بالفعل. الجولة الثانية من المحادثات وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "سمعنا من وسائل الإعلام أن الجولة الثانية من المحادثات بين الإمارة الإسلامية وإدارة كابول ستبدأ قريبا فى باكستان أو الصين، مضيفاً أن الإمارة الإسلامية أحالت التفويض برمته لمكتبها السياسى وهو لا يعلم شيئاً عن هذه العملية". وكان مسئولون أفغان وباكستانيون قد قالوا إن جولة ثانية من الاجتماعات ستعقد بين ممثلى طالبان وحكومة كابول هذا الأسبوع، وكانت مفاوضات تمهيدية قد جرت بين الجانبين فى باكستان هذا الشهر. ويأتى بيان طالبان بعد يوم واحد من تصريحات للحكومة الأفغانية قالت فيها إن الملا عمر زعيم حركة طلبان توفى منذ عامين فى باكستان، ولم يشر بيان طالبان إلى وفاة الملا عمر، ولم تعلق الحركة رسميا على النبأ. وسيطرت طالبان على جيوب فى أنحاء أفغانستان منذ سحب حلف شمال الأطلسى معظم قواته فى نهاية عام 2014 تاركا مهمة إخماد العنف على كاهل قوات الجيش والشرطة الأفغانية، ويلقى آلاف مصرعهم فى الصراع كل عام. وفاة الملا عمر منذ سنتين ولم يؤكد مسئولون من طالبان أو باكستان ما أعلنته أفغانستان، أمس الأربعاء، عن وفاة الملا عمر فى مستشفى فى مدينة كراتشى الباكستانية منذ عامين. وقال قاضى خليل الله المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية "سمعنا بالأنباء ونسعى للتحقق من التفاصيل". ويسعى الرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى لمواصلة عملية السلام مدعوما من باكستانوالصين، لكن زعامة طالبان منقسمة حول ما إن كانت ستشارك فى عملية السلام. وبعد جولة المحادثات المبدئية صدر بيان يحمل اسم الملا عمر ويقر فيما يبدو المفاوضات على أساس أنها تتفق مع الشريعة الإسلامية، وتعارض الآراء إزاء عملية السلام مرتبط بقوة بصراع على السلطة يتعلق بالزعيم الجديد للحركة الإسلامية المتشددة التى أسسها الملا عمر. وقال قائد بارز فى طالبان الأفغانية فى باكستان إن زعامة الحركة "فى مفترق طرق" وإن حسم مسألة الخلافة قد يستغرق وقتا. اختيار ابن الملا عمر زعيماً لطالبان وأضاف أن فصيلاً داخل طالبان يريد أن يتولى يعقوب ابن الملا عمر الزعامة فى حين يحبذ فريق آخر أن يتولاها الزعيم السياسى أختر محمد منصور الذى كان ضمن من أيدوا محادثات السلام. فيما لم تتمكن إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، تأكيد أو نفى صحة التقارير عن وفاة زعيم حركة "طالبان"، الملا محمد عمر، فقد أعلن البيت الأبيض عن دعمه ل"مصداقية" تلك التقارير، التى أكدتها الحكومة الأفغانية رسمياً. البيت الأبيض يدعم مصداقية موت الملا عمر وقال نائب السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، إريك شولتز، خلال إيجازه اليومى، إن الإدارة لديها اعتقاد قوى بأن التقارير عن وفاة زعيم الحركة الإسلامية المتشددة، "تبدو ذات مصداقية"، وأضاف أن أجهزة الاستخبارات تعمل على التأكد من تلك التقارير. وقال إيريك شولتز المتحدث باسم البيت الأبيض عن طالبان "يمكنهم قبول دعوة الحكومة الأفغانية للانضمام لعملية سلام.. أو يمكنهم اختيار مواصلة القتال ضد الأفغان وزعزعة استقرار بلدهم". وأكد مكتب الرئيس الأفغانى، أشرف غنى، ومسئولون استخباراتيون فى الدولة الآسيوية المضطربة، أن الملا محمد عمر توفى قبل نحو 28 شهراً، فى أبريل من العام 2013، فى أحد المستشفيات بمدينة كراتشى الباكستانية، إثر إصابته بمرض "غير معروف". ولم يظهر الملا العمر إلى العلن منذ الغزو الأمريكى لأفغانستان الذى أطاح بحكم طالبان فى عام 2001، وطالما شهدت الأعوام الماضية شائعات حول وفاة الملا عمر أو حالته الصحية السيئة، إلا أن هذه المرة تبدو مختلفة. وبحسب الخبير فى الشئون الأفغانية فى مركز وودرو ويلسون الدولى فى واشنطن مايكل كوغلمان فإن "المحادثات بالتأكيد فقدت زخمها"، وأوضح لوكالة فرانس برس أن "إعلان وفاة الملا عمر سيثير أزمة وجود لطالبان، وبالتالى فإن آخر قضية ستشغل بال الحركة هى محادثات السلام سيكون على الحركة التركيز على بقائها وليس على المحادثات". الملا عمر ويعتبر الملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية.. واحدا من أكثر الرجال المطلوبين فى العالم على مدى أكثر من عقد وكان أيضا من بين أكثرهم قدرة على الإفلات من الاعتقال، ولا توجد صور واضحة للرجل طويل القامة ذى العين الواحدة ولم يقابله من الأجانب سوى قليل، وحتى حين حكمت جماعته المتشددة أفغانستان لم يعرف عنه سوى القليل. وأطيح بعمر وحكومة طالبان فى أواخر عام 2001 بفضل القصف الجوى الأمريكى أساسا بعدما رفض تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وقال أتباع له إنه قام فى وقت لاحق بتنسيق مقاومة طالبان للحكومة فى كابول وللقوات التى يقودها حلف شمال الأطلسى فى أفغانستان. وتناثرت الشائعات عن وفاته فى أوساط المتشددين ودوائر المخابرات الإقليمية فى السنوات القليلة الماضى، وحتى أن كان حيا خلال تلك الفترة فإن دوره القيادى المباشر فى طالبان بدا محدودا، واستولت طالبان على عدد من المناطق واجتاحت عشرات القرى فى المناطق الشمالية بينما يقتل آلاف المدنيين والجنود وقوات الشرطة كل عام جراء أعمال العنف. أخبار متعلقة: الاستخبارات الأفغانية تعلن وفاة زعيم طالبان الملا عمر