يبحث زين الدين زيدان مدرب فريق ريال مدريد الجديد، عن حل لأول "مهمة نفسية" يجب عليه التعامل معها خاصة بعد التصرف الذي قام به الكولومبي خاميس رودريجز لاعب الفريق على الدكة أثناء مواجهة سبورتنج خيخون. ويحاول مدرب الفريق الجديد، زين الدين زيدان تحقيق أكبر استفادة من قدرات اللاعب وتوظيفه داخل الفريق واقناعه بعدم تعجل المشاركة. وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية في تقرير عن فريق الريال لم يسهم وصول زيدان في تغيير وضع خاميس الذي أنهى حقبة المدرب المقال رفائيل بنيتيز بالجلوس على الدكة وسط استياء كبير بعد شائعات حول زيادة وزنه وبعد وصول زيدان عاد إلى مقاعد البدلاء مجددًا. وتعد الحالة البدنية لخاميس من ضمن الأمور التي تقلق زيزو، الذي اعترف باندهاشه من الاعداد السيء للفريق في آخر مؤتمر صحفي له عقب الفوز على خيخون بخمسة أهداف لواحد. جلس خاميس على الدكة في مباراتي ديبورتيفو لاكورونا وسبورتينج وهو يشاهد أن إيسكو ألاركون يمثل الخيار الأول لزيدان في منظومة 4-3-3، التي لا يمكن فيها المساس بثلاثي ال(بي بي سي): الويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو. ولم يكشف زيزو قبل مباراة خيخون عما إذا كان خاميس سيكون أساسيًا أم احتياطيًا، ولكن كل الأمور كانت تشير إله أنه سيوجد تناوب بينه وايسكو حينما يعود لمستواه. يبدو أن خاميس لم يستوعب الرسالة وتصرف قبل المواجهة بشكل سيىء حيث كان الوحيد من ضمن لاعبي ريال مدريد الاحتياطيين الذي لم يشارك في التقسيمات قبل بداية المباراة فيما كان اللاعبون الأساسيون يجرون تدريبات الاحماء. وأصيب جاريث بيل (ق44) ولو أن خاميس كان لينا في التعامل قبل المباراة لربما كان الخيار الأول لزيدان، ولكن هذا لم يحدث ودفع الفرنسي بعد الشوطين بخيسيه لكي يحافظ على منظومة 4-3-3. ووفقا لما التقطته الكاميرات التليفزيونية فإن رد فعل خاميس كان التوقف عن الإحماء، وهو الأمر الذي لم يلحظه زيدان في البداية ولكنه حينما شاهد الكولومبي جالسا على الدكة بدت على وجهه ملامح الاندهاش والاستياء وأمره بالإحماء. انتهى الأمر بمشاركة خاميس لمدة 21 دقيقة بعد أن حسمت المباراة حينما حل بديلا لإيسكو، ولكن توتره كان واضحا حيث فقد الكرة ست مرات بل وأصاب زميله بنزيمة دون قصد في لعبة مشتركة. ويبدأ الريال أمس أسبوعا جديدا من العمل سيحاول فيه زيدان اعادة علاقته مع اللاعب الذي تحول من عنصر هام يسجل أهدافا رائعة إلى عنصر ثانوي لا يشعر بالراحة. هذه الفترة ستكون حاسمة في علاقة الثنائي، خاصة في ظل وجود مكان فارغ نتيجة لإصابة بيل التي ستبعده عن المشاركة ثلاث مباريات تقريبا، ولكنها في نفس الوقت ستترتب عليها أمور أخرى، فإذا ما قرر زيدان اللعب في الوسط بأربعة لاعبين (توني كروس ولوكا مودريتش وإيسكو وخاميس)، سيكون الأمر جيدا بالنسبة لخاميس لأنه سيبدأ أساسيا وتتحسن نفسيته ولن يكون في منافسة مع ايسكو. ويمكن للكولومبي أن يؤدي نفس دور بيل على الجبهة اليمنى ولكن بالانطلاق من العمق وليس طرف الملعب، صحيح أنه لا يمتلك نفس السرعة، ولكنه يتفوق مهاريا بجانب قدرته على التمرير التي يمكنها تعويض هذا النقص في مسألة السرعة. من ناحية أخرى إذا ما قرر زيزو الحفاظ على نفس المنظومة، والابقاء على أسلوب 4-3-3 التكتيكي فإن الخيار الأول سيكون خيسيه لأنه يتمتع بخصائص مشابهة لبيل، الأمر الذي سيجعل خاميس محبوسا في نفس خندق المنافسة مع إيسكو، الذي يتفوق عليه في الواجبات الدفاعية. مسألة الاستغناء عن ايسكو في التشكيل بالوقت الحالي تبدو صعبة، لأنه في التشكيل الحالي اللاعب صاحب أكثر مهام هجومية في خط الوسط يليه مودريتش ثم كروس، ولكن إيسكو هو الوحيد في الناحية الهجومية الذي يتفوق ويتميز بقدرته على الاستحواذ على الكرة لأكبر وقت ممكن. في ظل اللعب العمودي الذي ظهر أن ريال مدريد مع زيدان سيعتمد عليه بصورة كبيرة، فلا بد من وجود شخص مثل ايسكو في مركز صانع الألعاب يتمتع بالقدرة اللازمة على خفض وتيرة اللعب عند الحاجة أمام الدفاعات المحكمة والاستحواذ على الكرة لحين ايجاد ثغرة برؤية وعين ثاقبة، ولكن أسلوب خاميس ذاته لا يتمتع بمثل هذا الهدوء. قضية "خاميس-زيدان" لا تخصهما وحدهما بل إن حلها المؤقت سيؤثر على خيسيه الذي سيجلس بديلا في حالة اللعب 4-4-2، فيما أن حلها الدائم سيتطلب من زيزو اقناع الكولومبي بتغيير بعض خصائص لعبه ليتشابه مع إيسكو وبالتالي تكون نظرية التدوير الأولىة بينهما قائمة وترضي جميع الأطراف.