قال مسؤولون أفغان اليوم الخميس ان منطقة مهمة استراتيجيا في ولاية هلمند جنوبي البلاد والمحاصرة من قبل طالبان منذ أكثر من أسبوع لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية، بعدما نفذت الولاياتالمتحدة غارتين جويتين ليلا. وتواصل القتال - بحسب مسؤولين أفغان- بعدما سيطر المتمردون على المنطقة المحيطة بمجمع حاكم سانغين ليلا، ولكن تم التصدي لهم وطردهم، وفقا لما ذكره اليوم الخميس أختر محمد، قائد الشرطة في سانغين. وقال للأسوشيتد برس "وبعدها بساعة استعدنا المبنى والآن هو تحت سيطرتنا." ونفذت الولاياتالمتحدة غارتين جويتين في "محيط سانغين"، وفقا للمتحدث باسم بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، الكولونيل الأمريكي مايك لوهورن.. ووقعت الغارتان قبل منتصف الليل. وقال المتحدث باسم الجيش الأفغاني في هلمند، قوام رسول زازاي، ان الغارات الجوية استهدفت معاقل طالبان في سنجين ليلا ما أسفر عن مقتل 25 متمردا واصابة 12 آخرين. وتباطأت العمليات بعد أن شرع المتمردون في الاحتماء في منازل الأهالي، طبقا للمتحدث. ادعاء طالبان بأن المنطقة تحت سيطرتهم تم دحضه بشكل واسع. وتبالغ تصريحات طالبان بانتظام فيما يتعلق بتحقيق مكاسب في ساحة المعركة، على الرغم من أن أرقام الضحايا التي تذكرها الحكومة من المستحيل التحقق منها أيضا. وتعد سانغين جائزة مهمة لطالبان. وتقع على طرق تهريب الأسلحة والمخدرات التي تساهم في تمويل حركة التمرد. وقاتل المتمردون لمدة شهر تقريبا من أجل السيطرة على سانغين، على الرغم من أن المعركة اشتدت منذ أسبوع في ظل فشل التعزيزات الحكومية في الوصول إليها فيما تمركزت قوات الأمن الأفغانية داخل قاعدة للجيش. ووصلت التعزيزات بعد ظهر أمس الأربعاء بعد أن تم نقلها على وجه السرعة إلى المنطقة، حسبما قال القائم بأعمال وزير الدفاع، ماسوم ستانكزاي، للصحفيين أمس الأربعاء. وقال شادي خان، أحد شيوخ القبائل في سانغين وهو أيضا مدير مجلس مقاطعة سانغين، إنه حوصر في القاعدة لمدة ثلاثة أيام قبل وصول قوات الحكومة. أضاف أن "الشائعات حول سيطرة طالبان على المنطقة ليست صحيحة". وأصدرت طالبان بيانا اليوم الخميس وضع شروطا لإجراء حوار سلام لإنهاء الحرب، التي دخلت عامها الرابع عشر. الحديث عن الحوار بين حكومة كابول والمتمردين عاد للظهور عقب مؤتمر إقليمي في العاصمة الباكستانية هذا الشهر حيث أثيرت الآمال في أن العملية التي تم إلغاؤها خلال الصيف يمكن احياؤها عام 2016. وشهد اعلان طالبان في يوليو عن أن مؤسس وزعيم الحركة، الملا محمد عمر، توفى قبل أكثر من عامين، انسحاب الحركة من عملية الحوار بعد لقاء واحد في باكستان بين ممثلين عن الجانبين. وأدى هذا الإعلان أيضا إلى تصدعات عميقة في قيادة الجماعة مما عقد من المسألة المتعلقة بمن ستتحدث معه الحكومة الأفغانية عندما يحين وقت المحادثات. وأدرج بيان طالبان عدة عوائق طلب إزالتها من أجل مفاوضات السلام، من ضمنها عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على شخصيات فردية من طالبان والتي تم تمديدها هذا الأسبوع، ووجود القوات الأجنبية في أفغانستان، في إشارة محددة إلى القوات البريطانية التي وصلت إلى هلمند أمس الأربعاء لتقديم الدعم للقوات الأفغانية التي تقاتل في سانغين. وقال المحلل السياسي وحيد مزهدا، المسؤول السابق في إدارة طالبان في الفترة من 1996 - 2001، إن طالبان تحتاج إلى تسوية مشاكل قيادتها قبل البدء في الحديث حول عملية السلام. ودخل الملا اختر منصور، الذي كان نائبا للملا عمر والذي حل محله في أغسطس، في نزاع عنيف ومتزايد حول منصبه. وقال مزهدا إن "هذه مسألة ينبغي أن تكون واضحة في عملية التفاوض".