يبدو أن حزب «النور» السلفى بدأ فى التنازل عن اعتراضاته على قانون انتخابات مجلس النواب، والتى كان يتصدرها ان القانون بشكله الحالى يفتح الباب امام عودة رجال الحزب الوطني، لاسيما بعد أن راح يؤكد أكثر من قيادى بالمجلس الرئاسى للحزب وهيئته العليا، أن أبناء الحزب الوطنى الشرفاء، لهم خبرة كبيرة بالعمل الانتخابي، تجعل من انضمامهم لأى حزب اوتكتل انتخابى خلال تلك الفترة مكسباً كبيراً فى الانتخابات القادمة، متخذين من ذلك قاعدة سياسية ينطلقون منها للتفاوض مع رموز الحزب الوطنى سواء عبر الدخول فى مفاوضات للانضمام للتحالفات الانتخابية، أو التنسيق مع بعض رجال الوطني، الذين قرروا خوض الانتخابات كمرشحين مستقلين على المقاعد الفردية . كانت البداية من الاسكندرية معقل الدعوة السلفية الجماعة الأم لحزب «النور»، الذى التقى رئيسه «يونس مخيون»، ونائبه «أشرف ثابت»، برفقة الشيخ «ياسر برهامي» نائب رئيس الدعوة السلفية عدداً من مشاهير الحزب الوطنى بالمحافظة، الذين بدأوا العمل فى حملاتهم الانتخابية، استعداداً للسباق الانتخابي، للتنسيق فيما بينهم على المقاعد الفردية، حفاظاً على شعبية الدعوة بالمحافظة، ولاسيما أنها تمثل المؤشر الرئيسى لشعبية الدعوة بباقى المحافظات، فضلاً عن انها تمثل أكبر كتلة تصويتية لها على مستوى الجمهورية، ففى انتخابات 2012 نجح النور فى حصد ستة مقاعد من أصل 24 مقعداً. التقى وفد «النور» المكلف بملف متابعة التحالفات الانتخابية برجل الأعمال «محمد فرج عامر» رئيس نادى سموحة، والنائب السابق بالشورى عن الحزب الوطنى، عن دائرة سيدى جابر والذى فتح مقراته، قبل الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، وكذلك رجل الأعمال «محمد رشاد عثمان»، النائب الأسبق عن الحزب الوطنى، بدائرة مينا البصل، والنائب الأسبق «طارق طلعت مصطفى» نائب الحزب الوطنى عن دائرة باب شرق، فى اجتماعات مطولة، عرضوا خلالها دعم «النور» للثلاثة مرشحين، فى دوائرهم التى ينوون الترشح عليها، مقابل دعمهم للحزب فى باقى الدوائر عن طريق اقناعهم للعائلات التى تتحكم فى نصف دوائر المحافظة، والتى تربطهم علاقات قوية مع الثلاثة مرشحين عبر علاقتهم القديمة بالحزب الوطني، فى دعم مرشحى النور فى تلك الدوائر، الا أن تأخر القانون المنظم لتقسيم الدوائر، وضع تربيطات «النور» فى مهب الريح، بالاضافة الى الحملة التى شنها أنصار جماعة الاخوان المسلمين على شيوخ الدعوة والحزب بالمحافظة، عبر نشر صور اجتماعات ولقاءات جمعت بين قادة الدعوة ورموز الحزب الوطنى على أسوار مقرات الدعوة والمساجد التى يصلون بها، فى اشارة لتبنى «النور» سياسات «الوطني» الفاسدة هددت نجاح تلك الاتفاقات، بعد أن أبدى عدد كبير من القواعد الشعبية للدعوة السلفية بالمحافظة اعتراضها على الدخول فى مثل تلك التحالفات . كما التقى «أحمد الشريف» مساعد رئيس الحزب، النائب السابق ببرلمان 2012، والذى يحظى بشعبية كبيرة بالاسكندرية عدداً من رجال الصف الثانى للحزب الوطنى بالمحافظة، مثل «محمد عبدالسلام» و«جمال بخيت»، و«محمد عبدالعزيز» و«عمر جابر» و«شريف أنور»، بعد أن بدأوا فى التحرك من اجل خوض الانتخابات القادمة على المقاعد الفردية كمستقلين، فى محاولة منه لاقناعهم بالترشح تحت عباءة الحزب . ولم يكتف «النور» بوساطة نواب «الوطني» مع قبائل المحافظة لحماية عرشه الانتخابي، بل ارسل وفوداً إلى عدد من العائلات البدوية، والتى سيطرت لوقت طويل على مقاعد البرلمان بالمحافظة، منها قبيلة «أولاد على الأبيض»، و«العزايم» أكبر عائلات غرب الإسكندرية، واللتان سيطرتا لفترة طويلة على مناطق «الساحل الشمالي»، و«برج العرب»، لكسب تأييدهما لمرشحى الفردى فى الدوائر المسيطرين عليها . وعلى صعيد متصل، أخذت مشاورات المجلس الرئاسى للحزب حول الاسماء التى من الممكن دعمها بالمحافظة، للحفاظ على المكاسب التى حققها الحزب فى آخر انتخابات، حيزاً كبيراً من اجتماعات الحزب الأخيرة حول الأمور الانتخابية، حيث انقسم الحزب الى فريقين، أحدهما يدعم الدفع بأبناء الحزب الذين استطاعوا أن ينجحوا فى آخر تجربة سواء على المقاعد الفردية كالنائب «عصام محمد حسنين»، او على مقاعد القوائم كالنائب «أحمد خليل» الذى يتمتع بدعم كبير من عائلته «العزايم»، ذات النفوذ القبلى الكبير بنواحى المحافظة، ما يعزز من فرص الدفع به، والنائب «طلعت مرزوق» رئيس اللجنة القانونية للحزب، والذى كان على رأس قوائم «النور» فى آخر انتخابات، ولم ينقطع عن العمل العام بعد حل البرلمان، والقيادى «اشرف ثابت» الذى كان يقود قائمة النور فى آخر انتخابات، وفريق آخر يدعم الدفع بأسماء جديدة قادرة على مواجهة التغيرات التى طرأت على الساحة السياسية، ما قد ينتج عنه ترشح بعض شيوخ الدعوة السلفية، الذين يحظون بشعبية كبيرة بين أبناء الاسكندرية .