لم تعد شبرا الخيمة أهم وأكبر قلاع الصناعة في مصر حين كانت تحوي مصانع للزجاج والغزل والنسيج والكرتون والمنظفات وغيرها من المصانع التي كانت تسهم في نهضة مصر وتقوية اقتصادها قبل أن تدخل في منافسة شرسة وغير آدمية لطرد العمال الذين كان عددهم يتجاوز 470 ألف قبل سنوات قليلة. «صوت الأمة» تجولت داخل بعض المصانع التي كانت تسمي «عملاقة» والتقت بعدد من عمال مصنع مصر للزجاج الذي ينتج الأكواب والزجاجات والأدوات المنزلية وقال «م.ب» أعمل في الشركة منذ 1982 وقتها كان هناك أكثر من 13 ألف عامل وكانت منتجاتنا تغرق الأسواق وقادرة علي المنافسة أما الآن لم نعد قادرين علي المنافسة وأضاف «أ.م» الأكواب التركية أغرقت الأسواق وتباع بأسعار أقل من منتجاتنا، ويكفي القول أن واحدة من ماكينتين قيمتهما ملايين الجنيهات توقفت عن العمل لعجز انتاجها علي المنافسة وعليه تم تقليص عدد العمال من 13 ألفا في الثمانينيات إلي نحو 300 عامل حالياً وسط توقعات بتشريد آخرين مستقبلاً بسبب الأزمة المالية. ومن صناعة الزجاج إلي الغزل والنسيج والتي بحسب استجواب تقدم به النائب جمال زهران كانت شبرا الخيمة القلعة الثانية في صناعتها بعد المحلة عندما كانت تضم العديد من الشركات ومنها شركات اسكو وبوليتيكس وولتكس والصباغة والتجهيز والمنسوجات الحريرية، وكانت هذه الصناعة تحتل بين 15% و30% من اجمالي القيمة المضافة للقطاع الصناعي ولكنها تحولت - بفضل سياسات الخصخصة والإهمال الحكومي -إلي الخسارة الشديدة وأصبحت تحتل ما بين 5% و13% من اجمالي القيمة المضافة ووصلت خسائر شركة اسكو إلي 121 مليون جنيه في 2007 فضلاً عن تخفيض عمالها من 50 ألفا إلي 3 آلاف عامل ويروي أحمد عبدالنبي مأساته مع التشريد من شركة اسكو فيقول «عملت في الشركة منذ أكثر من 18 عاماً وعندما باعتها لمستثمر أجنبي وبعد 6 أشهر من العمل معه فوجئنا بأنه يضغط علينا لمغادرة المصنع بدعوي تغيير نشاط المصنع وعندما احتججنا هددنا بابلاغ أمن الدولة وطردنا دون تعويضنا، وكانت النتيجة مغادرتنا الشركة مقابل 7 آلاف جنيه فقط. ولم تكن صناعة المنظفات أفضل حالاً فالوضع مأساوي في شركة النيل للمنظفات والزيوت هناك اصطحبنا الأمن إلي مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة وأخبرنا سكرتيره بصعوبة مقابلتنا له وعلينا ترك الاسم ورقم التليفون لتحديد موعد آخر وحتي مثول الجريدة للطبع لم نتلق أي اتصال وان كنا لم ننس ما قالته موظفة لنا قابلناها هناك: «بصراحة أنا لا أشتري منتجات شركتنا لأنها رديئة للغاية «في الستينيات والسبعينيات كانت منتجاتنا معروفة في كل أنحاء العالم بجودة انتاجها وكان عدد العمال آنذاك حوالي 10 آلاف وصل لأقل من 800 عامل الآن. وفي شركات صناعة الورق والكرتون التي أسسها سيد جلال وجدنا أكوام الزبالة في كل مكان والعمال عاطلين عن العمل وأكد لنا العمال أن صاحب المصنع أوقف العمل منذ ما يزيد علي العام وتقلص عدد العمال من 1500 لأقل من 100 عامل وذلك لأن أصحاب الشركة يريدون إغلاقها وبيع الأرض المقامة عليها بملايين الجنيهات.