خضع المتهم أسامة محمد عثمان، رئيس مجلس دار أيتام مكة، المتهم بتعذيب 15 طفلاً داخل الدار بالضرب بالعصى والركل بالقدم واليد، للتحقيقات للمرة الثانية أمام نيابة حوادث جنوبالجيزة بإشراف المستشار محمد شقير، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بالإنابة، فيما واجه محقق النيابة المستشار أسامة حنفى مدير نيابة الحوادث المتهم ب140 جيجا، عبارة عن محتوى 6 كاميرات جرى تفريغها عن طريق الأدلة الجنائية، وتبين أن المتهم يظهر فيها وهو يتعدى بالضرب على الأطفال بعنف، وأيضاً تبين من خلال محتوى الكاميرات ارتكابه مخالفات أخلاقية داخل صالة الدار، وعند مواجهته بذلك اعترف المتهم، وبرر بالقول بإنه كان متزوجاً من مربيتين من الدار "عرفياً"، فيما قالت مصادر قضائية إن المتهم سيحال إلى محكمة الجنح لمحاكمته بتهمة استعمال القسوة وتعريض حياة الأطفال للخطر. وواجهت النيابة المتهم أيضاً بأقوال الأطفال بأنه كان دائم التعدى عليهم بالضرب دون سبب واحد، وأنه كان يضربهم وهو يلبس "خاتماً" فى يده. وأكدت تقارير الطب الشرعى النهائى، الذى تسلمته النيابة مساء أمس، ما جاء على لسان أقوال الأطفال فى التحقيقات. وحرز محقق النيابة أسامة حنفى رئيس النيابة "الخاتم" الذى كان المتهم يلبسه، بالإضافة إلى 10 قطع خشبية تبين أن المتهم استخدمها فى ضرب وتعذيب الأطفال. وخلال التحقيقات جرت مواجهة المتهم أيضاً بتحريات المباحث التى أكدت استخدامه الدار ك"سبوبة"، وأن العاملين بالدار جميعهم من عائلته وهم زوجته ووالدته وشقيقه ونجله. وأنه استولى على تبرعات الدار، وكان ينفقها على أصدقائه ونزواته الخاصة. واعترف المتهم بما ورد بتحريات الأجهزة الأمنية من أنه كان يعمل مدرب ألعاب رياضية فى السعودية، وأنه قرر فى عام 2006 إنشاء جمعية خيرية فى مسقط رأسه بالطالبية، وعقب انتهاء الإجراءات قررت زوجته ترك السعودية والاستقرار فى القاهرة، وتولت عقب ذلك هى ووالدة المتهم منصب أمين الصندوق، ونائب رئيس مجلس الإدارة لمدة عامين، حتى أنهى المتهم "أسامة" أعماله فى السعودية وحضر إلى القاهرة وباشر العمل كرئيس مجلس إدارة للدار. وكشفت التحقيقات عن أن المتهم عقب توليه مسئولية الدار استمر فى الاستيلاء على مبالغ التبرعات التى تتلقاها الدار، وأنفقها على أسرته وأولاده وأصحابه. وأضافت التحقيقات أيضاً أن المتهم زوَّر أوراقاً وأرسلها لوزارة التضامن الاجتماعى وتفيد بوجود 6 موظفين آخرين فى الدار مع المتهم وزوجته وأسرته، وأوضحت التحقيقات أنه لا يوجد أى موظفين فى الدار غير المتهم ووالدته وزوجته "إلهام"، و"منى" مديرة الدار. كما شرحت التحقيقات أن المتهم كان دائم التعدى على الأطفال بالضرب والتعذيب بعصى خشبية والركل بالأقدام، والضرب باليد، وأن الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب على يد المتهم 15 طفلاً، منذ عام ونصف، وتم تسليم النيابة 3 مقاطع فيديو من زوجة المتهم تؤكد صحة الواقعة، وأن المتهم ارتكب تلك الجرائم فى شهر رمضان قبل الماضى، وتم تفريغ تلك المقاطع ومواجهة المتهم بها واعترف بارتكابه لتلك الوقائع. وأسندت النيابة إلى المتهم ارتكابه لجرائم الضرب، واستعمال القسوة، وتعريض حياة الأطفال للخطر، وذلك بعد أن سجلت اعترافاته بارتكابه لوقائع تعذيب الأطفال والاستيلاء على تبرعات الدار، فى قرابة 18 ورقة، بعد تحقيقات استمرت معه قرابة 3 ساعات متواصلة. وقد انتهت النيابة من التحقيقات فى تلك الواقعة وأجرت معاينة لمكان الواقعة وقررت تشميع الدار. كما تسلمت تحريات المباحث والطب الشرعى وتقارير الأدلة الجنائية واستمعت لأقوال الأطفال ومديرة الدار وزوجة المتهم التى تقدمت بالبلاغ، وقدمت للنيابة 4 مقاطع فيديو تدين المتهم إدانة كاملة، وأضافت المصادر أن جميع أدلة القضية تدين المتهم إدانة كاملة وأن النيابة سوف تحيل المتهم إلى محكمة الجنح بتهمة استعمال القسوة وتعريض حياة الأطفال للخطر. وسوف يجرى تحديد جلسة للمتهم خلال الأسبوع المقبل أمام محكمة جنح الطالبية لبدء محاكمته فى تلك الاتهامات.