يشارك مشايخ وعلماء من الإسكندرية تابعين للأزهر بفحص تسجيلات وتصريحات الإعلامى "ابراهيم عيسى" عن عذاب القبر والتى أثارت استياءً واسعاً داخل المجتمع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، مثيرة موجة من الانتقادات. كان آخر تلك التصريحات والتى أثارت ضجة كبيرة لدى علماء الشريعة من الأزهر الشريف حين قال "عيسى" فى برنامجه"مدرسة المشاغبين" الذى كان يعرض فى شهر رمضان: أنه لا يوجد عذاب فى قبر ولا ثعبان أقرع ولا "بشعر" . حيث كلف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المكتب الفني بمشيخة الأزهر، بجمع التسجيلات المنتشرة مؤخرا حول "إنكار عذاب القبر" أو"عذاب تارك الصلاة"، وغيرها من الأحاديث للإعلامى إبراهيم عيسى، لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية. حيث أعلن وزير الأوقاف الدكتور "محمد مختار جمعة" إن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة كعذاب القبر لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة ، لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت مما ينبغي التنبه له والحذر منه، ووقوف كل إنسان عند حدود ما يعلم ، وعدم إقحام نفسه فيما لا يعلم وفي غير مجال اختصاصه. وأن "الدين ليس كلأ مباحا ، إنما يجب الرجوع في قضاياه العقدية والفقهية إلى علمائه المتخصصين". هذا فيما استنكرت الدكتورة "آمنة نصير" أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر هذا الكلام وقالت مستهزئة "مش موجود إزاى" وقالت أنها تتمنى أن يتوقف هؤلاء عن الغرور على حد وصفها. وقالت أنه لابد أن نبتعد عن القياس لما فى دنيانا المحسوسة المرئية عن دنيا أخرى مختلفة فى أمور الغيبيات، فالعالم الأخر له خصوصية لا يجوز أن نستدعيه ونطبق عليه مفاهيم الدنيا فلا نتكلم عن عذاب القبر بمقاييس العذاب فى حياتنا الدنيوية، فهذه حقائق لا ينكرها أى إنسان يدرك قيمة ما ورد فى هذه القضايا من نصوص صحيحة، فيجب أن نتعلم الايمان بهذه الحقائق ايمانا غيبيا يدخل عقل وعقيدة المسلم أنه حق والتفصيل فى هذه القضية هو المرفوض لأن أحدا لم يعد إلينا من قبره ليحكى لنا ما حدث هناك فالإسهاب فى هذا الأمر مرفوض ولكن لا ننكر هذه الأمور والكلام على أنها عذاب دون نعيم فكما هناك عذاب هناك نعيم، فيجب ان نؤمن بها كما وردت فى النصوص الصحيحة دون تعقيل أو إسهاب. وطالبت أن لا يغرق المفكرين من الصحفيين أنفسهم فى هذا الأمر بوسائلنا السمعية والحسية الدنيوية بل لابد أن نؤمن بها ونقر بها دون الإسهاب أو الإنكار. كما استنكر الشيخ محمد عثمان البسطويسى نقيب الأئمة والدعاة، ادعاءات عيسى، ووصفها بإقحام صحفى فى العمل الدينى، مؤكدا أن هذا الأمر لا يتكلم فيه إلا أهل هذا العلم وهم أهل الحل والعقد فى الأمور الدينية، حيث يتحدث الإعلامى فى تخصصه لا فى الدين. وأكد أن عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسنة وليس لأحد أنه ينكره بعد قوله تعالى "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة ادخلو آل فرعون أشد العذاب"، مدللا بذلك على أنهم كانوا يعذبون غدوا وعشيا ثم يدخلون النار يوم القيامة، مشيرا إلى تواتر النقل عن الرسول. وجود عذاب القبر ومنها وضعه جريد أخضر على قبر شخصين يعذبان لمشيهما بالنميمة بين الناس وعدم التبرؤ من البول.