استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة ,خوسيه مانويل جارسيا مارجايو، وزير الخارجية والتعاون الإسباني، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، مانويل جوميث أثيبو، مدير إدارة شئون البحر المتوسط وإفريقيا والمغرب والشرق الأوسط بالخارجية الإسبانية. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الوزير الإسباني قد استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تعد نقطة التوازن في المنطقة، ومن ثم فإن تحقيق أمنها واستقرارها سينعكس إيجابيا على كافة دول المنطقة، وسيساهم إسهاماً مباشرا في تحقيق استقرارها، مشيرا إلى إدراك بلاده أنه لا يمكن أن تزدهر الحريات في أي مجتمع دون تحقيق الأمن أولا، ومنوها إلى إدراك إسبانيا لحقيقة أن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا له تداعياته السلبية على حدود مصر الغربية. من جانبه، وجه الرئيس التهنئة للوزير الإسباني بمناسبة تولي الملك الجديد فيلبي السادس، كما طلب سيادته نقل تقديره للملك السابق خوان كارلوس الأول، مشيرا إلى تطلعنا لمزيد من التنسيق والتعاون مع إسبانيا، وكذا الاتحاد الأوروبي، في مختلف جوانب العلاقات، بما يساهم في استعادة مصر لمكانتها التقليدية في المنطقة سريعا، أخذا في الاعتبار ما سيكون لذلك من تأثير إيجابي على منطقة الشرق الأوسط. وعلى صعيد تطورات الأوضاع في قطاع غزة، استعرض "السيسى" الجهود والاتصالات المصرية المبذولة لتهدئة الأوضاع، وذلك قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، ملقيا الضوء على عناصر المبادرة المصرية، ومعربا عن تطلعنا لمساندة إسبانيا لجهود التهدئة بين الجانبين، بما يمهد لإقرار هدنة دائمة لحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وبما يقلص من الانعكاسات السلبية على إمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين في المستقبل. وقد أكد "مارجايو" على دعم بلاده لإقرار التهدئة بين الجانبين بما يضمن عدم تكرار التصعيد، معرباً عن تأييدها لإقامة دولة فلسطينية في أقرب فرصة ممكنة. كما حذر الوزير الإسباني من خطورة انتشار الإرهاب، ولاسيما في القارة الافريقية، منوها إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مصر، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار سياسة الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، وكذا عبْر الاتحاد من أجل المتوسط. وعلى الصعيد الداخلي، أطلع الرئيس الجانب الإسباني على رؤيته لتطورات الوضع الداخلي في مصر، مشيرا إلى الاستعدادات الجارية لإنجاز آخر خطوات خريطة المستقبل المتمثلة في الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري؛ استكمالا لبناء كافة مؤسسات الدولة الديمقراطية. كما أكد على تطلعنا لاستمرار موقف اسبانيا المتفهم للتطورات في مصر، ودعم مدريد لجهود مصر لإقامة نظام سياسي ديمقراطي، ولمكافحة الإرهاب، لاسيما في ضوء الخبرات الإسبانية السابقة في التعاطي مع ملف مكافحة الإرهاب، فضلا عن تعافيها الاقتصادي ونجاحها في التعاطي مع التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية، اخذا في الاعتبار أن قطاعي الصناعة والسياحة الإسبانيين قد لعبا دورا محوريا في هذا التعافي الاقتصادي.