البداية عبر طرق أسوان والأقصر الوعرة وحلايب وشلاتين والنوبة والسلوم ووصولا إلي مراكب في عرض النيل، حتي تسليمهم من تاجر إلي أخر ومنه إلي إلي سيناء،عن طريق الجبال..هكذايمكن تلخيص عملية تهريب الافارقة والأجانب من الحدود الجنوبية مع السودان وصولا إلي شمال سيناء ومنها إلي اسرائيل أو تركيا وأوربا.. صوت الأمة رصد تفاصيل رحلة التهريب وأخطر الأماكن التي يتم من خلالها التهريب والقائمين علي عملية الاتجار بالبشر. مصر ترانزيت بشر فى تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية لعام 2008 عن ظاهرة الاتجار بالبشر، تم تصنيف مصر كدولة ترانزيت يتم عبرها تهريب النساء من دول أوروبا الشرقية إلى إسرائيل لغرض الاستغلال الجنسي وتشغيلهن في بيوت و محلات الدعارة التقرير الحقوقي الامريكي السنوي حول الاتجار بالبشر يؤكد أن مصر تعد محطة تمكن من نقل النساء و البنات من أوروبا الشرقية و روسيا إلى إسرائيل ليستغلوا في الأغراض الجنسية وأن عددا غير محدود من النساء خاصة من مولدوفيا و أوكرانيا وأوزبكستان قد تم تهريبهن عبر صحراء سيناء إلى داخل إسرائيل. و بعض النساء اللاتي سعين للحصول على فرص اقتصادية أفضل في إسرائيل قررن بمحض إرادتهن الذهاب في هذه الرحلة و هناك أخريات تم خداعهن أو أجبرن على القيام بهذه الرحلة و المهربون من البدو يلعبون دورا أساسيا في سفرهن و بمجرد أن يصلن إلى إسرائيل يتم استغلالهن جنسيا في أعمال الدعارة. نقطة الأنطلاق من أسوان وبسبب احكام القوات المسلحة والشرطة قبضتهما الأمنية على المنافذ الحدودية للبلاد، صعب ذلك من مهمة تهريب المخدرات والسلاح من الأمور المستحيلة على عصابات التهريب، لجأ بعضهم إلى طريق جديد لجلب الأموال الغير مشروعة عن طريق الاتجار فى تهريب البشر إلى بر مصر عبر الحدود السودانية. وفى الأونة الأخيرة تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط عديد من محاولات الأفارقة لدخول البلاد وضبطهم فى محطات القطارات المختلفة بالصعيد، وتبين للأجهزة الأمنية أن وراء تلك الظاهرة قبيلة العبابدة التى تتمركز فى محافظة أسوان والتى أشتهرت قريبا بتجارة المخدرات والسلاح، ولكنها غيرت نشاطها الى تهريب البشر مقابل ألاف الدولارات. «كركر» المسؤل الأول عن توريد الأفارقة مباحث شرطة النقل والمواصلات ألقت القبض على 19 أفريقيا، يوم الأثنين الماضى، لدخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة، أثناء تواجدهم بقطار أسوان، وتسلم قسم شرطة محطة سكك حديد أسوان من الخدمة الأمنية المعينة لتأمين القطار رقم 187 ( أسوان / القاهرة ) مجموعة من الصوماليين والأرتريين والأثيوبيين عقب وصول القطار لمحطة أدفو، وجميعهم لا يحملون جوازات سفر. كما تم ضبط صالح. ح. ك 30 سنة، حاصل على دبلوم تجارة، مقيم بأسوان وضبط بحوزته 1050 جنيه وبطاقة رقم قومي بإسم كرار على على حسين وبمناقشته عن سبب تواجده مع المضبوطين أنكر صلته بهم. وبمناقشة المتهمين قرروا أنهم دخلوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية عن طريق دولة السودان للبحث عن فرصة عمل بمساعدة المتهم المضبوط مقابل 1000 دولار عن الواحد، ويشار الى أن المتهم صالح حسن و كرار من قبيلة العبابدة التى تشتهر بضلوعها فى عمليات التهجير الغير شرعية وسبق أن تم ضبط الأخير بمحطة سكك حديد المنيا فى منتصف الشهر الماضى وبصحبته 11 أثيوبي الجنسية ومحرر عن ذلك المحضر رقم 3/8 أحوال قسم شرطة محطة سكك حديد المنيا. وفى الشهر الماضى ألقى القبض علي نفس المتهم بعدما تمكن ضباط مباحث قسم شرطة محطة سكك حديد المنيا والقوة المرافقة من ضبط 11 إثيوبيا خلال وجودهم داخل القطار رقم 187 أسوانالقاهرة، خلال توقّفه بمحطة سكك حديد مغاغة، وبصحبتهم كرار. ع. ح 33 سنة، مصري الجنسية، عامل ومقيم نجع ونس دائرة مركز شرطة دراو أسوان، وبمناقشتهم تبين أن 9 منهم يحملون تحقيقات الشخصية الخاصة بهم، جوازات سفر تحقيق هوية، و2 لا يحملان شيئا، ودخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، عن طريق السودان واستقلوا القطار من محطة أسوان في طريقهم إلى القاهرة بمساعدة كرار للبحث عن فرص عمل. _ الطريق الى رفح وسيناء بعد دخولهم المهاجرين إلي البلاد، يصطحبهم وسيط ثاني إلي محافظات القناة، عن طريق المداقات الجبلية والوديان الموجودة على ساحل البحر الأحمر، وسط مطاردة مستمرة مع قوات الأمن، حيث ينجح البعض في الوصول، ويفشل الكثير والكثير في الوصول إلي محافظات القناة المطلة على شمال سيناء وبالتحديد إلي رفح. وفي حالة نجاح المهربين الوصول إلي هدفهم، يصطحبهم وسيط ثالث إلي سيناء، وهنا تقوم قوات الأمن بالقبض على العشرات منهم شهرياً، لأن القوات المسلحة والشرطة المدنية نقوم بأعلى درجات التأمين سواء كان على المجرى الملاحي لقناة السويس أو شبه جزيرة سيناء، لكن ينجح القليل منهم في الوصول إلى سيناء ولا يتعدون في الوقت الحالي عدة أفراد فقط وتكاد تكون منعدمة نتيجة الرقابة الأمنية الشديدة. بعد ثورة30 يونيه التهريب عن طريق السلوم الاختيار الأصعب بداية من جنوب منفذ السلوم البرى على ساحل البحر المتوسط وحتى جنوب واحة سيوة بطول ما يقرب من 200 كيلو متر، يوجد ما يزيد على 45 ممرا ودربا صحراويا، من أبرزها رأس الجدى والقرن، حيث يتم استخدامها فى نقل البضائع المهربة من ليبيا إلى مصر، وكذلك عمليات تهريب المخدرات والسلاح، ورحلات الهجرة غير الشرعية من مصر إلى ليبيا، التى يتم خلالها نقل المئات يومياً من داخل الأراضى المصرية إلى الداخل الليبى من خلال أدلاء من البدو القربيين من المكان. وعقب اندلاع ثورة 30 يونيو ومع انتشار المليشيات المسلحة وتجارة السلاح فى ليبيا وخاصة لدى الجماعات التكفيرية وجماعة أنصار الشريعة، قامت القوات المسلحة المصرية بمضاعفة نقاط التفتيش والمراقبة والتتبع والدوريات بطول الحدود المشتركة فى المنطقة الغربية العسكرية، وحتى حدود المنطقة الجنوبية العسكرية والتى قامت هى أيضا بنفس الإجراءات منعا لتسلل العناصر الإرهابية المسلحة إلى داخل مصر لتنفيذ أعمال تخريبية. فيما قال اللواء عنانى حسن حمودة، مدير أمن مطروح، إن قوات حرس الحدود المصرية استطاعت أن تحبط أعمال تسلل لما يقرب من 709 مهاجرين غير شرعيين من المصريين وجنسيات مختلفة فى حالة ذهاب وإياب بين مصر وليبيا خلال الشهرين الماضيين فقط. ولفت إلى أن تشديدات قوات الأمن المصرية على الحدود الغربية اكتملت مع سيطرت قوات الجيش الليبى بقيادة اللواء خليفة بالقاسم حفتر على أجزاء كبيرة من الحدود الليبية، مما جعل من منافذ وممرات التهريب أبوابا مغلقة، خاصة بعد الاستعانة بأجهزة الرصد الحرارى للتجمعات البشرية والرادارات لرصد المركبات.