فضائيات بيع الوهم.. ضحك على العقول

العديد من الإعلانات لمنتاجات عده، تقع على مرأى ومسمع المواطن بكثافة امام شاشات التلفاز، فينجذب إليها ويقع في فخ النصب والاحتيال من قبل شركات وهميه لا تعرف غير لغة الاحتيال لجني الأموال، دون اكتراث لما سيلقى المواطنين من ضرر يصل إلى حد الموت، وفي هذا السياق تسلط «صوت الامه» الضوء على تلك الظاهرة التي باتت ترهق المواطنين دون وجود رقيب يحد او يمنع تلك الاعلانات الوهميه.
منتجات وهمية:.
تحكي ايمان عطية انها كنت تعمل في شركة لتسويق المنتجات الوهمية يطلق عليها (الأميرة) وكان مقرها في جسر السويس ثم نُقِلت إلى بولاق وكانت تعلن لمنتجاتها على قنوات (التت ،أفراح ،المدح ،تاي)م وتسوق لمنتجات مثل (زيت الحشيش ،زيت البرارى ،حزام التخسيس ،الجهاز الأمريكى ،كريمات تكبير وتصغير الثدى ،تايجر كنج ،السيجارة الالكترونية) وغيرها .
معامل بير السلم:.
وتوضح ايمان أنه يتم تصنيع هذه المنتجات فى معامل بير السلم ولا أحد يعلم مكانها ويكتب عليها يتصريح من وزارة الصحة ثم توضع فى كراتين وترسل للشركة، لافته إلى ان معظم العملاء كانوا من الرجال وعندما يتصل لطلب المنتج ويريد أن يأتي للشركة لشراءه كنا نقوم بتضليله ونعطيه عنوان خاطئ حتى لا يتم كشف امر الشركة الوهمية.
وأ شارت أن دخل هذه الشركة يوميًا من 6 إلى 10 الاف جنيه وللشركة عدة فروع بأسماء مختلفة وفي أماكن مختلفة لأن العميل عندما يشتري منتج من فرع ما و طلع مضروب يعرف أن المنتج غير أصلي ويتصل يطلب المنتج من فرع اخر.
وتضيف: أن أصحاب هذه الشركات لا يوجد عندهم ضمير لأن كل هدفهم جمع الأموال بأي طريقة وبأي وسيلة حتى اذا كان على حساب الناس الغلابة.
ومن خلال استطلاع اراء الموطنين حول تلك الإعلانات والمنتاجات الوهمية:.
تقول ندى أحمد طالبة، أن إعلانات تسويق الوهم نصب على المشاهدين حيث قامت بشراء منتجات كثير للبشرة والشعر من خلال الإعلانات التي تظهر على التليفزيون لأطباء مشهورين ولم تأتي معها بأي نتيجة واصابها الضرر.
وتشير إلى أنها توقفت عن شراء أي منتج من التليفزيون لافتة إلى أن تلك الإعلانات تزيد بشكل كبير
لعدم وجود رقابة كافية وتضيف انه لا بد من وجود قانون رادع ضد تلك الشركات يجعلهم يخافون أن يعلنوا عن المنتجات التي تضر بصحة المواطن.
فيما يقول عاطف محمد مدرس، أنه لايثق في جميع المنتجات التي يتم الإعلان عنها في التلفزيون لأن أصحابها لا يريدون إلا الكسب فقط لأن المادة هي كل شىء بالنسبة لهم، ويضف أنه لا يوجد أسهل من إذاعة الإعلانات وترويج لسلع وهمية، لافتًا أن العديد من المرضى تصدق تلك الإعلانات لأنهم مثل الغريق الذي يبحث عن أي أمل في الشفاء لتحسين حالته الصحية.
وتروي منة على ربة منزل انها قامت بشراء احد المنتجات التي يتم عرضها على شاشات التليفزيون وكان عبارة عن زيت لشعر من احد الاطباء المشهورين ما أصاب شعرها بالضرر البالغ، لافته إلى أن تلك المنتجات وصيلة للنصب على المواطن واكثر الاشياء التي من الممكن ان تصيب الانسان بالعديد من الامراض فور استخدامها.
حماية المستهلك السبيل للحماية:.
ويفيد اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الجهاز بصدد انشاء مشروع قانون جديد لحماية المستهلك يتضمن القانون بند تنظيم كل المستهلكين في مجال الإعلانات وسيتم مناقشته قريبا وطرحه على شبكة الإنترنت لإتاحة فرصة للحوار المجتمعي حول مشروع القانون الجديد.
وأضاف أن الجهاز احال أكثر من 11 قناة فضائية للنيابة العامة لرصده العديد من الممارسات والاعلانات المضللة من خلال تقديم رسائل اعلانية يكون بها مزايا غير موجودة بالمنتج وتقوم الشركات بحجب عيوب المنتج وخاصة في الاعلانات الخاصة بالأدوية التى تسبب أضرار صحية جسيمة لمن يستخدمها.
وأشار يعقوب إلى أن الجهاز بصدد انشاء مرصد اعلامي هدفه الحد من الاعلانات المضللة وأن الجهاز تلقى شكوى من احدى الشركات الكبرى في مجال أجهزة التليفون المحمول تتضرر فيها من بعض القنوات التي تقوم بعرض عدة اعلانات من شركات متنوعة لبيع تليفونات محمول مقلدة ومغشوشة تحمل العلامة التجارية الخاصة بالشركة مما يؤدى إلى تضليل المستهلك وتلقيه معلومات خاطئة عن طبيعة المنتجات والأضرار بالسلامة العامة وتحري الجهاز الشكوى وأحالت القنوات الفضائية للنيابة العامة.
ويوضح أن الشركات المعلنة التي تحال للنيابة خالفت أحكام قانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 مخالفة نص المادة 4-2 من المواصفة القياسية رقم 4841 لسنة 2005 بشأن اشتراطات الإعلان عن السلع والخدمات التي تؤكد على ضرورة أن يكون الإعلان بلغة سهلة ومفهومة للجميع وألا يتضمن أي بيانات مخالفة أو مضللة.
ويرى عاطف أن الوقاية خير من العلاج وينصح المشاهدين بتجنب التعامل مع منتجات مجهولة المصدر سواء الموجودة في التليفزيون أو الأسواق.
أضرار المنتجات الجنسية:.
فيما يقول الدكتور محمود صبحي طبيب أمراض الذكورة: أن جميع المنتجات الجنسية التي تعرض في التليفزيون مجهولة المنشأ وغير مرخصة من وزارة الصحة، بالإضافة أنها لا تفيد متناولها على القدرة الجنسية.
وأضاف أنها تسبب العديد من الأضرار مثل (اضطرابات القلب وارتفاع ضغط الدم) مما يعرض حياة متناولها لخطر دائم وليس لفترة مؤقتة.
ويرى الدكتور اسلام عثمان خبير التجميل، أن كثير من الكريمات المعلن عنها في التلفاز لتكبير وتصغير مناطق بالجسم ليس لها علاقة بالطب، مندهشًا من وجود كريم واحد لتكبير وتصغير الثدي.
وأضاف أن هذا الأمر يعد استخفاف بعقل المشاهد ويحذر المشاهدين من شراء مثل هذه المنتجات الضارة دون الرجوع للطبيب المختص.
بينما يقول الدكتور اسلام عبده أستشاري أمراض الباطنة، أن منتجات التخسيس التي تظهر في الاعلانات تحدث أمراض عديدة مثل الزايدة وأمراض المعدة ولا بد من أحكام الرقابة على هذه المنتجات.
ويوضح اسلام أن كثير من الأطباء الذين يظهرون في مثل هذه الاعلانات وينصحوا باستخدام هذه المنتجات ليسوا أطباء بالاساس والبعض منهم أطباء مغمورين.