•• الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة.. هذا موعد مباراة فيورنتينا بطل الدورى مرتين فى عامى 1956 و1969 وميلان البطل 18 مرة على ملعب ارتيميو فرانكى أو أرتيميو فرانتشى الذى تمتلكه بلدية فلورنسا.. فى الموعد تجمع الأهل والأصدقاء لمتابعة محمد صلاح.. فقط محمد صلاح كانت هناك معلومات تؤكد أنه لن يشارك. جلسنا على أى حال نتابع اللقاء فربما يشارك. بدأت المباراة بدون محمد صلاح.. تابعنا اللقاء على أى حال فربما يدفع به المدرب فى الشوط الثانى.. ما هذا الملل؟ المباراة مدرسية ضعيفة. أليس هذا فريق ميلان الشهير؟ ماذا جرى للكرة الإيطالية التى كانت قوية. ماذا أصاب الكالتشيو، وهو يسمى كذلك منذ عرف الإيطاليون كرة القدم، ولعبوها فى طرقات مدينة البندقية، وهو يسمى (الكالشيو) «calcio»، وذلك بالضبط فى القرن السادس عشر. •• كيف أختصر المصريون فريقا كاملا فى لاعب واحد؟ كيف يفعلون ذلك مع كل لاعب مصرى يتألق أو ينضم، فقط ينضم لفريق أوروبى؟ لقد شجعنا تشيلسى من أجل محمد صلاح مع أن تشيلسى أحد الفرق النادرة فى التاريخ، التى يحبها جمهوره فقط ولا يحبه أى جمهور آخر.. قد يكون مورينيو بأساليب لعبه وبغروره وتصريحاته وراء ذلك، وهناك فارق هائل بين هذا المدرب البرتغالى وبين الإسبانى جوارديولا.. كلاهما حصد بطولات.. لكن مورينيو يلعب كرة تجارية، وجوارديولا فى كرته المتعة والجرأة والخيال.. ومع هذا شجعنا تشيلسى من أجل صلاح بدون أن يلعب صلاح. •• منذ انتقال ابن قرية نجريج فى كفر الشيخ إلى فيورنتينا أصبحنا ننتظر كل مباراة للفريق الإيطالى، وأعرف أنه من الوارد أن ينتظر مواطن مصرى مباراة لإيه سى ميلان أو يوفنتوس، لكن انتظار لقاء لفريق فيورنتينا لم يكن على الخاطر. إلا أننا عشقنا اللون البنفسجى وشجعنا فيورنتينا من أجل صلاح.. ما بين شوطى المباراة ظهر صلاح بابتسامته، التى تعكس قلبه الأبيض.. هو فعلا زهرة البنفسج السعيدة.. حين سلطت عليه الكاميرا توقعنا أن يلعب. انتهى نصف الشوط الثانى ولم يلعب صلاح.. المباراة تبدو لنا بلا طعم. •• حقق فيورنتينا الفوز على ميلان 2/1 بعد ان كان متخلفا حتى الدقائق السبع الأخيرة، وانفرد بالمركز الخامس برصيد 45 نقطة بعدما فك بدوره. وكان ميلان تقدم فى بداية الشوط الثانى، فقلنا حسنا أن صلاح لم يلعب.. ففريقه يخسر على أرضه. إلا أن فيورنتينا تعادل وحقق الفوز قبل نهاية المباراة بسبع دقائق. فقلنا يا خسارة ليت صلاح.. ليته لعب وسجل هدف الفوز. •• الفيولا أو البنفسج يبدو بلا رائحة بدون محمد صلاح.. فيورنتينا بدون محمد صلاح بلا طعم.. إنه مثل البيتزا بدون موتزريلا.. أتحدث عن البيتزا الإيطالية الحقيقية.. فليست كل بيتزا هنا بيتزا بجد.. بعض البيتزا هنا عبارة عن قرص من الخبز محلى بشوائب من الخضراوات.. أظن أنى جعان؟!