في كل مرة يفشل فيها الزمالك في التغلب على الغريم التقليدي الأهلي خلال مباريات القمة على مدار 8 سنوات، يتردد ذلك السؤال الأزلي خاصة أن الأبيض على مدار تلك السنوات أهدر فرصاً عدة للتفوق على الأحمر. منذ الحادي والعشرين من مايو عام 2007 وحتى تاريخ كتابة هذه السطور مازال السؤال بلا إجابة، متى يفوز الزمالك على الأهلي؟! وفي محاولة واجتهاد للبحث عن إجابة للسؤال، كان يتعين علينا أولاً أن نعيش "الحالة الزملكاوية" حتى يتسنى لنا الخروج بإجابة شافية وافية ترضي الأهلاوية وتعبر عن الزملكاوية. على سبيل المثال كانت المباراة الأخيرة التي جمعت القطبين في ملعب الدفاع الجوي، فرصة ذهبية – كما يراها أنصار الزمالك – لأن يحسم الأبيض أول قمة له منذ مايقرب من 100 شهر، فالحالة الفنية والمعنوية للمتصدر الزمالك أفضل في ظل وجود كتيبة من النجوم والتعاقدات المميزة. في المقابل يخسر الأهلي جهود بعض لاعبيه المؤثرين فضلا عن أن المستوى الفني غير مقنع تحت القيادة الفنية للإسباني جاريدو. تلك المعطيات تمهد إلى فوز زملكاوي، ولكن لكي نجيب على السؤال وهو "متى يفوز الزمالك؟" .. فعلينا التعمق أكثر في أجواء ما قبل المباراة في الزمالك. تسبق مباراة القمة بأيام أجواء من التفاؤل والثقة الكبيرة في إمكانية الفوز بل وبنتيجة كبيرة أيضا.. تتراجع تلك الثقة تدريجيا لعدة عوامل أهمها على الإطلاق الضغط الإعلامي الذي يتأثره به المعسكر الأبيض من أن الفوز غائب منذ سنوات على الأهلي فضلا عن التفكير فيما يمكن أن يحدث لو لم يفز الفريق واستمر الحال على ما هو عليه. في الساعات السابقة للمباراة تتحول الثقة البيضاء في الفوز إلى تمنيات تصدم بالواقع من حيث الأداء في المباراة، فالأهلي يجيد لعب مباريات القمة حتى ولو في أسوأ حالاته، أما الزمالك فمهما كان متفوق نظرياً لا يؤدي بشكل جيد خلال مواجهات الأهلي. الأمر ربما يفسره أزمة نفسية تتمثل في الخوف من الخسارة حتى لا تتكرر العقدة، والضغوط الجماهيرية التي ربما تشكل أعباءً إضافية، والتفكير فيما يمكن أن يتناوله الإعلام من نقد إذا لم يفذ الفريق الأبيض. ولكي يفوز الزمالك في القمة فإنه بحاجة لتهيئة نفسية أكثر منها فنية، فربما يكون أقل فنياً من الأهلي لكنه قادر على الفوز لو أن لدى لاعبيه تركيز أكبر في أن المنافس مجرد فريق آخر في سبيل حصد أكبر قدر من النقاط من اجل الفوز بالدوري. الزمالك قدم مباريات أفضل بكثير من أدائه أمام الأهلي، حتى مباراة إنبي الوحيدة التي خسرها لم يكن بهذا السوء، وفي تعادلاته مع الإسماعيلي ووادي دجلة وحتى امام الشرطة والداخلية لم يكن الفريق سيئا. التأثر النفسي قادر على أن يضيع أي مجهود فني، ويتحول الأمر من التزام بخطة – إن وجدت – إلى لعب بمجهود فردي أملا في تحقيق التفوق. الخلاصة أن الزمالك سيفوز على الزمالك متى يدرك اللاعبون قدامى أو جدد أو يلعبون لأول مرة مباراة القمة، أن الأهلي مجرد منافس عادي يمكن التغلب عليه دون أي ضغوط جماهيرية.