تنظيم الدورة رقم 36 من مهرجان القاهرة السينمائى كان من أفضل القرارات التى اتخذت. فلن يرهب المصريين هذا الإرهاب. ومن يزرع القنابل فى قطارات وفى طرق وفى جامعات، لا يدرك أن هذا العمل الخسيس يزيد من إصرار كل مصرى على المقاومة، ويرفع من درجات كراهية المصريين للإرهاب بكل تبريراته وتمريراته التى يحاول أن يمررها. الناس تكره وتمقت الإرهاب ومن يمول الإرهاب، ومن يوافق على الإرهاب ومن يسانده الإرهاب.. لم أعرف غباء مثل هذا الغباء.. لم أعرف فى حياتى من يراهن على الخسارة دائما وعلى المزيد من الخسارة كل يوم وكل ساعة وكل لحظة؟ •• فى سوريا التى تخوض حروبا متفرقة، انطلقت بطولة الدورى رقم 44، وتُقام على طريقة التجمع من مرحلتين بمشاركة 18 فريقا، وزعت على مجموعتين ضمت كل واحدة 9 فرق، فالحياة لم تتوقف هناك، على الرغم من المصاعب والظروف الأمنية، ومن قرر إطلاق بطولة الدورى المصرى كان شجاعا وكان صاحب رؤية.. الحياة لن تتوقف هنا على الرغم من هذا الإرهاب الأسود. •• الفن وجه من وجوه مصر الناضرة المثقفة والمتحضرة. مصر التى كانت عاصمتها فى مطلع القرن العشرين توصف بأنها باريس الشرق. الفن قوة من قوى مصر الناعمة أيضا.. الموسيقى والغناء والسينما والدراما والأدب والكتاب والصحافة والرياضة كلها من القوى الناعمة.. هل تعرفون ما تلك القوى؟ كلها أسلحة نظيفة، عميقة، تصيب الوجدان والعقل، وتصدر مصر بها أفكارها ورسائلها، وكانت تفعل ذلك دون تعمد قبل مائة عام بحكم الريادة، وعليها أن تفعل ذلك اليوم بإصرار وبعدة وسائل ومن أهمها الإتقان فى المحتوى. •• أذكر أن محمد بن جالون مؤسس نادى الوداد المغربى قال يوما ما: «كانت لقاءات الأهلى والزمالك بالنسبة لنا منشورا وطنيا يبث فينا روح العروبة التى حاول الاستعمار الفرنسى قتلها بالضبط كما كانت أم كلثوم هى الوسيلة الوحيدة، التى كنا نعلم أولادنا منها النطق الصحيح لكلمات اللغة العربية بعدما فرض علينا المستعمر نسيانها، وقال محمد بن قاسى المزاواوى أحد المؤسسين لنادى مولودية الجزائرى: «الأهلى والزمالك وراء تأسيس الأندية الجزائرية بشكلها العصرى مثلنا مثل كل البلاد العربية الأخرى». •• على مدى السنين تحولت المنافسة بين الأهلى والزمالك إلى ظاهرة رياضية واجتماعية وسياسية، كما قال الكاتب اللبنانى سليم اللوزى مؤسس مجلة الحوادث: «إن الأهلى والزمالك هما الحزبان الوحيدان فى الوطن العربى»، وهو نفس ما كتبه د. يوسف إدريس فى واحدة من مقالاته السياسية إذ قال ان الأهلى والزمالك، هما الحزبان السياسيان الوحيدان فى مصر.. وأظن أنهما ما زالا (أنا الذى يقول)؟! •• الرياضة الفن والدراما والموسيقى والغناء أيضا قوة ناعمة وصناعة مهمة، يمكن ويجب أن تدر ملايين الجنيهات بمزيد من الاهتمام والدقة والعمق.. والتنمية ونهضة الأمم تنطلق بكل المجالات، ففى كثير من الأحيان تبدو عملية طرح الأولويات تأجيلا لأى بداية حقيقية؟!