تنطلق كأس العالم الاكثر جدلا في التاريخ اليوم الخميس بلقاء يجمع بين منتخبي البرازيل وكرواتيا حيث يأمل جميع البرازيليين بألا يتحول هذا العيد الكروي الكبير الذي يقام مرة كل اربع سنوات الى فوضى بسبب التهديدات باللجوء الى الاضرابات في بلد تجتاحه مشاكل اجتماعية جمة تستمر منذ اكثر من عام. ودافعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف مساء امس الثلاثاء عن التنظيم المثير للجدل لمونديال 2014 مؤكدة ان البرازيل "مستعدة على ارضية المستطيل الاخضر وخارج الملاعب". وفي كلمة الى الامة بثتها محطات التليفزيون والاذاعة، رحبت روسيف بالمشجعين من العالم باسره وقالت لهم ان البرازيل تنتظرهم ب"اذرع مفتوحة" مثل (تمثال) المسيح المخلص الذي يشرف على خليج ريو دي جانيرو. وقالت ان "البرازيل تخطت العقبات الرئيسية وهي مستعدة على وخارج الملاعب". وفي كلمة الى المشجعين الاجانب الذين قد يصل عددهم الى حوالى 600 الف شخص، قالت روسيف "اصدقاؤنا في العالم باسره، تعالوا بسلام" ان البرازيل ك"المسيح المخلص (الذين يشرف على خليج ريو دي جانيرو) تفتح ذراعيها لاستقبالكم". في المقابل، اعرب رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر ان الامور ستسير جيدا، وقال "نحن واثقون بأن كأس العالم ستكون احتفالية رائعة". وتوالت الاضرابات في مختلف المدن البرازيلية بسبب الاموال الضخمة التي انفقتها الحكومة لتنظيم المونديال والتي بلغت 11 مليار دولار وتحديدا منذ يونيو عام 2013 حيث استغل الشعب البرازيلي اقامة كأس القارات لتعبير عن غضبه وعدم رضاه بعد ان وعدت الحكومة بالاعتماد على الشركات الخاصة لتمويل عملية تنظيم كأس العالم واذ بها تقتطع الاموال من الشعب. وشهدت مختلف المدن البرازيلية في حينها اعمال شغب كبيرة ادت الى خسائر مادية كبيرة. وكان عمال المترو في ساو باولو اضربوا في الايام الاخيرة مطالبين بالحصول على حقوقهم ايضا وتوعدوا بمواصلة تحركهم خلال المونديال في حال لم ينالوا مطالبهم ما سيؤثر بشكل كبير على الوصول الى ملعب ارينا كورينتشاس الذي يطلق عليه اسم ايتاكيراو ايضا، حيث ستجري المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا بحضور 66 الف متفرج بينهم الرئيسة ديلما روسيف وقادة 11 دولة. ويطالب المضربون بزيادة رواتبهم بنسبة 12,2 % ورفضوا العرض الذي قدمته حكومة ساو باولو لهم بمنحهم زيادة نسبتها 9,5 %. وبسبب هذا الاضراب شهدت ساو باولو التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين مليون نسمة، الخميس والجمعة الماضيين حالة من الفوضى مع اختناقات حادة في حركة السير ادت الى صفوف من السيارات على امتداد 250 كيلومترا. وعلى الرغم من ان الخطر يبقى قائما فانه بدأ يتراجع حيث ساهمت تدخلات الشرطة العنيفة في بعض الاحيان الى عدم حماسة لدى الشعب البرازيلي في النزول الى الشوارع، كما ان الانشقاق بدأ يظهر بين مختلف الجهات والنقابات المعارضة، فقد اعلنت نقابة "العمال الذين لا مأوى لهم" بانها لن تلتزم باي نوع من الاضرابات خلال كأس العالم وذلك بعد ان تفاوضت مع مسؤولين في الحكومة من اجل بناء منازل للعمال وقال احد المتحدثين باسم النقابة لوكالة فرانس برس "التحرك الذي قمنا به ليس موجها ضد كأس العالم وليس لدينا ادنى رغبة في الازعاج". وتستضيف البرازيل وعلى مدى 31 يوما النسخة العشرين من كأس العالم بمشاركة 32 منتخبا ستتنافس على احراز الكأس المرموقة التي تزن 4,970 كلغ ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا. وستكون منتخبات اسبانيا حاملة اللقب وبطلة اوروبا 2008 و2012 والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب (5 مرات) والارجنتين والمانيا مرشحة بقوة لاحراز اللقب، وبدرجة اقل فرنسا وايطاليا وانجلترا وهولندا والبرتغال. ويسبق المباراة الاولى غدا الخميس مراسم احتفالية تستمر 25 دقيقة مخصصة "لتوجيه تحية الى ثروات البرازيل الثلاث: الطبيعة، الشعب وكرة القدم".