سيحاول الاسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا استعادة مملتكه في دورة مونتي كارلو، ثالث الدورات الكبرى للماسترز في كرة التنس (1000 نقطة)، بعد فقدانه اللقب الذي احتكره 8 اعوام متتالية، لصالح غريمه الصربي نوفاك ديوكوفيتس الثاني في 2013. واصبحت هذه الدورة البالغة جوائزها هذا العام 3 ملايين و452 الفا و415 دولارا، البيت الثاني لنادال الذي يستمتع بملاعبها الترابية المفضلة لديه واحرز عليها افضل سلسلة من الانتصارات حيث لم يخسر أي مباراة على مدى 8 سنوات. ومنذ هزيمته الأولى في مونتي كارلو عام 2003 عندما كان في السادسة عشرة من عمره أمام الارجنتيني جييرمو كوريا، حقق نادال 46 فوزا متتاليا قبل أن يخسر العام الماضي في النهائي أمام ديوكوفيتش. ولم تؤثر تلك الخسارة على معنويات الاسباني العائد من اصابة ابعدته 7 اشهر عن الملاعب لمداواة التهاب شديد في الركبة، واحرز اللقب الثامن ايضا في بطولة رولان جاروس، ثاني البطولات الاربع الكبرى. ويرغب نادال في استعادة هيبته في مونتي كارلو في اطار الصراع المحموم بينه وبين الصربي، فهو انتزع منه المركز الأول في التصنيف العالمي بعد أن ابتسم له العام 2013، لكن غريمه بدأ الموسم الحالي بشكل افضل منه. وبعد أن خرج من ربع نهائي بطولة استراليا المفتوحة، أولى بطولات الجراند سلام اواخر يناير الماضي والتي توج فيها في السنوات الثلاث السابقة، استعاد ديوكوفيتش توازنه واحرز الشهر الماضي اللقب في دورتي الماسترز الاوليين في انديان ويلز وميامي الاميركيتين. من جانبه، وبعد خروجه من الدور الثالث في انديان ويلز متأثرا باصابة في الظهر حرمته من خوض نهائي بطولة استراليا بالشكل المطلوب امام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، لم يصمد نادال طويلا أمام ديوكوفيتش في نهائي ميامي (3-6 و3-6)، وتوج الاخير للمرة الرابعة بطلا للدورة. وكان ديوكوفيتش احرز الثنائية (انديان ويلز-ميامي) في 2011 وخاض موسما رائعا تفوق فيه على الجميع بمن فيهم نادال الذي خسر أمامه في 6 مباريات نهائية. وإذا ما استطاع ديوكوفيتش الاحتفاظ باللقب في مونتي كارلو، سيكون في الطريق الصحيح لاعتلاء منصة التتويج في رولان غاروس لاول مرة في مسيرته والوحيدة التي تغيب عن انجازاته في البطولات الاربع الكبرى. لكنه سيواجه في طريقه بعض العقبات حيث من المحتمل أن يواجه 3 لاعبين من اصحاب المراس الصعب اولهم الفرنسي غايل مونفيس في ثمن النهائي، ثم التشيكي توماس برديتش الخامس عالميا في ربع النهائي، واخيرا السويسري روجيه فيدرر الرابع في نصف النهائي. ويعود فيدرر للمشاركة في دورة مونتي كارلو بدعوة من المنظمين بعد غياب عنها في العامين الماضيين، بدافع من نتائجه الجيدة هذا العام خصوصا بلوغه نهائي دورة انديان ويلز، علما بأنها لم تكن اصلا في برنامجه. يذكر أن فيدرر الذي عاني من اصابة في الظهر جعلت موسمه في 2013 غير منتظم، بلغ نهائي مونتي كارلو 3 مرات متتالية اعوام 2006 و2007 و2008 دون أن يتمكن من احراز اللقب. في المقابل، سيكون الوضع بالنسبة إلى نادال هادئا اكثر حيث يشكل مواطنه دافيد فيرر السادس العقبة الاكبر، وذلك اذا لم يتمكن فافرينكا من التخلص من عسر الهضم الذي اصابه جراء تتويجه باول لقب كبير في ملبورن اذ لم يحقق بعد ذلك ما يذكر. واعفي المصنفون الثمانية الاوائل من خوض الدور الأول، علما بأن الفرنسي جو ويلفريد تسونغا دخل -على اساس مصائب قوم عند قوم فوائد- في المركز التاسع لإنسحاب مواطنه ريشار جاسكيه السابع بعد سحب القرعة الرسمية بداعي الاصابة.