يصطدم مانشستر سيتي، الثالث، وبطل الموسم قبل الماضي على ملعب الاتحاد اليوم، بليفربول المتصدر في نزال من الوزن الثقيل في المرحلة ال18 من الدوري الإنجليزي. وسيكون اللقاء بالغ الأهمية بالنسبة للمتصدر الذي يأمل في الحفاظ على سجله المميز في النصف الأول من الدوري، والمتسلح بأخطر المهاجمين في العالم حالياً لويس سواريز، صاحب الشهية المفتوحة للتسجيل. ويعرف اليوم عند الإنجليز ب«البوكسينج داي»، وتصح هذه التسمية على المواجهة بين الفريقين الطامحين لمتابعة انتصاراتهما المتتالية، وعدم وقوفها عند أربعة لكل منهما، واللذين تفصل بينهما نقطة واحدة فقط (36 مقابل 35). وسجل ليفربول 17 هدفاً في المراحل الاربع الأخيرة، 10 منها لنجمه الاوروجوياني لويس سواريز (بعد ثلاثية وثلاث ثنائيات)، مقابل 16 هدفاً لمانشستر سيتي الذي سيرتقي درجة على الاقل في الترتيب حال حقق فوزه العاشر على التوالي على ملعب الاتحاد، الذي تحول الى مقصلة لكل الفرق الأخرى. ويخشى ليفربول الذي يغيب عنه قائده وصانع ألعابه ستيفن جيرارد ومهاجمه الآخر داني ستوريدج من الانزلاق قبل يومين من مواجهة ثانية من العيار نفسه، إذ سيقابل بعد غد تشلسي على ملعب الاخير ستامفورد بريدج في لندن. في المقابل، يغيب عن مانشستر سيتي، الذي فاز في 14 من المباريات ال17 الاخيرة وأحياناً بنتائج باهرة، مهاجمه الارجنتيني سيرجيو أجويرو. ويعتقد مدرب ليفربول برندان رودجرز أن مانشستر سيتي سيخسر يوماً ما وعاجلاً ام آجلاً هذا الرقم القياسي على أرضه، لكن الأمر يتعلق بالفريق الذي تكون لديه الشجاعة بمهاجمته في عقر داره ويستفيد قليلا من بعض الحظ. وقد لا يؤثر غياب اجويرو في أداء مانشستر سيتي بوجود ترسانة هجومية كبيرة مؤلفة من الفرنسي سمير نصري، والاسبانيين دافيد سيلفا وخيسوس نافاس والفارو نغريدو، والعاجي يايا توريه، والبوسني ادين دزيكو، والانجليزي جيمس ميلنر، الذين يشكلون خطراً داهماً ودائماً في اي لحظة. في المقابل، لم يؤثر غياب جيرارد في ليفربول بل على العكس اصبح أكثر نشاطا وحيوية وسرعة، خصوصاً في وسط الميدان، لكن الخطورة تكمن في اعتماد الفريق كلياً على سواريز، متصدر ترتيب الهدافين برصيد 19 هدفاً رغم غيابه عن المراحل الخمس الأولى بسبب عقوبة اتحادية، وقد يصاب بالإجهاد قبل المواجهة التالية مع تشلسي. وكان سواريز عض ذراع مدافع تشلسي الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش أواخر الموسم الماضي، فعاقبه الاتحاد الإنجليزي بالإيقاف 10 مباريات، وذلك للمرة الثانية في أقل من سنتين بعد ان تفوه بعبارات عنصرية تجاه مدافع مانشستر يونايتد، الفرنسي باتريس ايفرا، وتم إيقافه حينها ثماني مباريات. ويعاني ليفربول دائماً خارج ارضه، ولم يحقق الفوز إلا مرة واحدة في رحلاته الخمس الاخيرة، وكانت مزلزلة، فقد هزم مضيفه توتنهام 5- صفر. ويتعين على مانشستر سيتي ايضاً ان يحذر في خطوطه الدفاعية، فقد استقبلت شباكه ثمانية أهداف في آخر أربع مباريات، وعلى مدربه التشيلي مانويل بيليجريني ان يسد هذه الثغرات الدفاعية. وتنازل أرسنال الثاني بفارق الاهداف خلف ليفربول عن الصدارة بتعادله مع تشلسي صفر- صفر الاثنين الماضي، بعد ان كان بعيداً سبع نقاط عن مطارديه، وذلك لأول مرة منذ ان اعتلاها في 22 سبتمبر. وتبدو مهمة رجال المدرب الفرنسي ارسين فينحر سهلة نظرياً، إذ يحل ضيفاً على وست هام ال17، وقد تجدد لهم هذه الرحلة الثقة بالنفس قبل مواجهة نيوكاسل السادس. ويتعين على فينجر ان يوقف هذا النزيف بعد ثلاث مباريات لم يحقق فيها أي انتصار إذا كان يريد الاستمرار في سعيه الى لقب أول منذ 2004. من جانبه، مازال مدرب تشلسي الرابع (بفارق نقطتين فقط خلف المتصدرين)، البرتغالي جوزيه مورينيو، يجرب اللاعبين، إذ لم يتوصل بعد الى توليفة مثالية، فمجموعته الحالية ينقصها الانسجام وليس الخبرة او القدرة، وقد يستفيد من استضافة سوانسي للبقاء في بحر المباراة وبين أمواجهم. وتشبه مهمة ايفرتون الخامس بفارق الأهداف عن تشلسي (34 نقطة لكل منهما)، الى حد بعيد مهمة الاخير، إذ يستقبل على ملعبه جوديسون بارك سندرلاند متذيل الترتيب. بدوره، يستضيف توتنهام السابع (بفارق ست نقاط عن المتصدر) الذي لايزال تحت اثر صدمة ليفربول، ما أدى إلى إقالة مدربه البرتغالي اندري فياش - بواش، وست بروميتش البيون ال16. وسيحاول مدرب توتنهام الجديد تيم شيروود الذي حقق فوزاً صعباً على مضيفه ساوثمبتون (3-2) الاحد، إثبات وجوده بعد ان تحول عقده عشية الميلاد من مؤقت إلى دائم. من جانبه، استعاد مانشستر يونايتد حامل اللقب توازنه بعد سقوطه مرتين في اولد ترافورد وحقق أربعة انتصارات متتالية (في جميع المسابقات)، ولم يدخل مرماه إلا هدف واحد، فارتقى الى المركز الثامن (بفارق ثماني نقاط)، وطموحه مشروع للعودة من ملعب هال سيتي بالنقاط الثلاث. ويلعب استون فيلا مع كريستال بالاس، وكارديف مع ساوثمبتون، ونيوكاسل مع ستوك سيتي، ونوريتش مع فولهام.