•• عندما خسر الأهلى أمام أورلاندو بايرتس فى الجونة، شعرت أن رحلة الفريق مع بطولة إفريقيا هذا الموسم انتهت، فمن النادر أن يخسر على أرضه من فريق إفريقى بثلاثة أهداف، إلا أن الأهلى قفز فوق كل الحواجز، وتأهل بجدارة إلى بطولة العالم للأندية. وحقق ذلك مع توقف النشاط وغياب جماهيره، وعجز موارده المالية، لكنها روح الأهلى المعروفة منذ مائة عام، أو إرادة الأهلى هذا العام. •• أخشى أن نتحجج بالظروف الصعبة من كثرة ما تكررت، كما أخشى من هذا الاحتفال الذى بدأ قبل أن تبدأ حفلة الأهلى غدا أمام جوانزو اول فريق صينى يفوز بلقب أبطال آسيا منذ 23 عاما، وهى مواجهة صعبة حيث يضم هذا الفريق ثلاثة لاعبين محترفين، منهم برازيليان وأرجنتينى يمثلون قوته الهجومية الضاربة، بجانب سبعة لاعبين دوليين فى منتخب الصين. والأهم أن مدير الفريق يعد واحدا من اشهر وأقدر المدربين وهو الإيطالى مارشيللو ليبى بطل كأس العالم 2006.. وهذا الفريق يلقب بمانشستر يونايتد آسيا، باعتبار أن زيه الرسمى هو اللون الأحمر.. ولعل الأداء يكون بالفعل مانشستر يونايتد الحالى تحت قيادة مدربه ديفيد ميوس وليس مانشستر يونايتد الذى كان تحت قيادة قائده أليكس فيرجسون. •• يحترم محمد يوسف فريق جوانزو ومدربه بالطبع، وعلى الأهلى التسلح بالثقة، وبخبرات لاعبيه المستمدة من بطولات عديدة ومن خمس مشاركات فى كأس العالم للأندية. وهو الأمر الذى يراه مارشيللو ليبى مدرب جوانزو من أهم أسلحة الأهلى كما يراه فريقا منظما يمتلك الروح القتالية.. وفى المقابل سنرى أن السرعة والدقة وارتفاع اللياقة من أهم أسلحة جوانزو، بالإضافة إلى رغبة الصينيين أصلا فى انطلاق كرتهم إلى آفاق دائرة القمة فى آسيا وإلى العالمية أيضا. وهو هدف تشتغل عليه شركة إيفرجراندى العقارية التى اشترت الفريق وضخت أموالا طائلة لتطويره وهو ما انعكس على أداء جوانزو بطل الصين وآسيا ووصيف بطولة الكأس.. وكذلك هو هدف يشتغل عليه اتحاد كرة القدم فى الصين الذى فتح أبواب الاحتراف وشراء أفضل اللاعبين والمدربين الأجانب عبر شركات كبرى قامت بشراء الأندية والإنفاق عليها، خاصة بعد مرحلة الانطلاق الاقتصادى ومنها شركة داليان واندا للاستثمار العقارى التى أنفقت 77 مليون دولار فى ثلاث سنوات على فريقها. •• لقد وجدت الصين أن كرة القدم تمثل وجها حضاريا يستحق الاهتمام، مع أن اللعبة لها تاريخ وجذور فى البلاد تعود إلى عشرات السنين فى العصر الحديث وإلى آلاف السنين فى الزمن القديم.. لكن التاريخ يصبح تاريخا، ويصبح ماضيا بوقته وظروفه، وما يبقى هو الحاضر والمستقبل والعمل والتطوير، ومن أسف أن يتوكأ البعض على عصا التاريخ كل الوقت، ونحن من هذا البعض.. أو نحن تحديدا كل هذا البعض وليس بعضه. •• الأمل فى عصا الأهلى. فى قوته، وروح لاعبيه، وإرادتهم، وقدراتهم ومهاراتهم.. شد حيلك يا أهلى.