الثقافة الرياضية تحتفل بالقوات المسلحة في المدينة الباسلة

أربعون عاماً على النصر

على أرض الصمود .. في المدينة الباسلة التي دحرت الأعداء واحداً تلو الأخر ، من عدوان ثلاثي عام 1956 ، أو جيش الإحتلال الصهيوني في حرب 1967 ، وحتى مع الإحتلال البريطاني الذي شهد مقاومة أبطال بورسعيد لسنوات طويلة ، أقام الإتحاد المصري للثقافة الرياضية برئاسة أشرف محمود إحتفالية رياضية بمناسبة مرور 40 عاماً على إنتصار السادس من أكتوبر تحت رعاية وزير الرياضة طاهر أبوزيد.
توجه وفد من أعلام الرياضة في مصر ، سواء إعلاميين أو رياضيين ، من القاهرة إلى ميناء الملك سعيد ، التي أصبحت بعد ذلك رمزاً للنضال الوطني ، ليقيموا على مدار يوم كامل إحتفالات بها تمجيداً لذكرى العبور والإنتصار ، في واحدة من المحافظات التي اشتهر أبنائها بحب هذا الوطن.
قام الوفد الذي ضم أشرف محمود والكاتب الصحفي أيمن بدرة نائب رئيس الإتحاد والدكتور إبراهيم خليل وكيل وزارة الرياضة ورئيس الإدارة المركزية لبرامج التنمية الرياضية (مندوباً عن سيادة الوزير) وصالح جمال رئيس لجنة العلاقات العامة بالوزارة والدكتور أشرف صبحي رئيس هيئة إستاد القاهرة والنقاد الرياضيين شريف عبدالقادر وفتحي سند وأيمن أبوعايد والأستاذ عمر عبدالخالق رئيس الإذاعة ، والإذاعي الكبير عبدالباري زاهر والحكم المونديالي جمال الغندور وقاسم الهواري أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل البندي بمنتخب الشباب سابقاً وفريق الإنتاج الحربي حالياً بتنظيم مسيرة حاشدة في بداية اليوم في شوارع المحافظة بمشاركة وفود من مديريات الشباب في الإسماعيلية والسويس رافيعن علم مصر هاتفين لجيش مصر العظيم ، ومرددين الأغاني الوطنية المختلفة.
وانتهت المسيرة عند الصالة المغطاة بالمحافظة ، ليتقدم لنا أبناء بورسعيد بعض العروض الفنية والرياضية المختلفة التي تعبر عن الحدث ، قبل أن ينتقل الإتحاد إلى تكريم اللواء يسري عمارة.
آسر عساف ياجوري .. قصة بطولة مصرية:
اللواء يسري عمارة هو مثال حي على النضال ، وهو من سكان مدينة بورسعيد ، لذلك كان لزاماً على الإتحاد تحيته وتكريمه على بطولاته ، لكن من أين جاءت شهرة يسري عمار.
شهرته جاءت حينما كان نقيباً في كتيبة المشاة بالجيش الثاني الميداني ، وبالتحديد في يوم 8 أكتوبر ، بعد ثلاثة أيام من القتال مع العدو الصهيوني في معركة الكرامة ، وبعد أن تمكن مع كتيبته من تدمير 73 دبابة من اللواء 190 بالجيش الصهيوني والذي كانت تشير التقارير إلى تراوح عدد دباباته ما بين 75 و 100 دبابة.
واستمر النقيب في بطولاته عندما أصيب في ذراعه بطل ناري لكنه تمكن من الصمود حتى أسر أربعة من جنود جيش العدو ، ومنهم من عرف نفسه بأنه قائدهم ، ليتعرف عليه عمارة على أنه القائد الالقائد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد اللواء 190 بسلاح المدرعات.
وخلال تكريمه ، أرسل سيادة اللواء رسالة إلى الأجيال الجديدة ، طالبهم فيها بحب هذا الوطن ، ورفع رايته عالياً ، وتقديم كل غالي ونفيس من أجله.
وأضاف عمارة أن جيله الذي شاك في الحرب قدم الكثير حتى الآن ، وتحمل الكثير من أجلهم ، وأدوا واجبهم كما ينبغي ، وأن الدور جاء على الجيل الجديد لحمل الراية والمضي قدماً في إعلائها فوق الجميع ، مشدداً على أن مصر أمانة من الواجب تحملها.
وبنهاية كلمات اللواء يسري عمارة إنتهت فقرات الحفل ، ليتوجه الوفد بعد ذلك إلى إلى نادي الصيد ، في ضيافة أحمد الجيزي رئيس النادي ونجم مصر في الكرة الطائرة الأسبق ، وحسني غندر أمين عام إتحاد الشركات ونجم النادي المصري الأسبق ومحمد البياع مدير مديرية الشباب والرياضة في بورسعيد ، في حضور محافظ بورسعيد اللواء سماح قنديل ، الذي خدم في صفوف القوات المسلحة سابقاً في المخابرات الحربية.
وقد شهد الجلسة تحاور جميع الاطراف في مختلف المواضيع ، لتنتهي الجلسة بتكريم الإتحاد لسيادة المحافظ ، وإهدائه درع الإتحاد تقدرياً لجهوده وخدماته من أجل مصر.
يوم على أرض الصمود:
محافظة صغيرة ، هوائها منعش ، وأهلها طيبون ، يفتخرون كثيراً بها ، ويحبونها كحبهم لتراب هذا الوطن ، ومستعدين للتضحية بأرواحهم من أجلها ، على مدار يوم كامل إستشعر الجميع كرم الضيافة ، وحسن الخلق ، والحفاوة البالغة من كل الأشخاص ، ليرحل الوفد بعد نهاية يوم حافل بالأحداث ، واستعادة تاريخ وطن ، بعد مرور أربعون عاماً على النصر.