يلعب المنتخب المكسيكي ورقة الشباب بقيادة نجم مانشستر يونايتد الانجليزي خافيير هرنانديز تشيتشاريتو من أجل التألق في كأس القارات المقررة في البرازيل من 15 الى 30 يونيو الجاري. ودأب المنتخب المكسيكي على المشاركة في كاس القارات منذ انطلاقتها وهو سيدخل غمارها في البرازيل للمرة السادسة توج خلالها باللقب مرة واحدة وكانت على ارضه امام البرازيل بالذات في مباراة نهائية تاريخية 4-3 امام 110 الاف متفرج (رقم قياسي في تاريخ البطولة) وبطولة تألق فيها قائده السابق كواتيموك بلانكو بتسجيله 9 اهداف ليتقاسم بها صدارة افضل هدافي المسابقة مع البرازيلي رونالدينيو. وتدين المكسيك بتأهلها هذا العام الى مباراة نهائية مثيرة أخرى وكانت في الكأس الذهبية (الكونكاكاف) على حساب جارتها العنيدة الولاياتالمتحدة 4-2 عام 2011. وكان الفوز باللقب القاري ضمن سلسلة تتويجات حققتها المكسيك بجيلها الشاب والواعد حيث ظفرت بلقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) على ارضها في العام ذاته، ثم نالت ذهبية دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة في لندن 2012 على حساب البرازيل بالذات، وحققت العلامة الكاملة في 6 مباريات في الدور الاول من تصفيات المونديال على حساب كل من كوستاريكا وسلفادور وجويانا. لكن اداء المنتخب المكسيكي تراجع بشكل مخيف هذا العام، حيث سقط رجال المدرب خوسيه مانويل دي لا تور "شيبو" في فخ التعادل في 3 مباريات متتالية في الدور الحاسم قبل ان يتنفسوا الصعداء بالفوز على جامايكا، لكنهم عادوا الى النتائج المخيبة بالتعادل مع بنما. وتأخذ المكسيك دائما مشاركتها في كأس القارات على محمل الجد وهي مصممة على ذلك في النسخة الحالية بحسب ما اعلنه مدربها دي لا تور الذي اكد رغبة منتخب بلاده بالظفر بلقب المسابقة على الرغم من صعوبة المنافسة في الدور الاول حيث تلتقي المكسيك مع ايطاليا وصيفة بطلة اوروبا في 16 الحالي في ريو دي جانيرو، ثم البرازيل المضيفة في 19 منه في فورتاليزا، ثم اليابان في 22 من الشهر ذاته في بيلو اوريزونتي. هرنانديز ومورينو ودوس سانتوس ويعول المدرب على تشكيلة ممزوجة بلاعبي الخبرة على غرار جييرمو اوشوا وكارلوس سالسيدو واندريس جواردادو، والشباب مثل جيوفاني دوس سانتوس وهكتور مورينو وهرنانديز. وكان دوس سانتوس ضمن التشكيلة التي توجت بالذهب الاولمبي وهو يملك خبرة كبيرة مع منتخب بلاده على الرغم من صغر سنه كونه دافع عن الوانه في ريعان شبابه حيث توج مع منتخب "التري" بلقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في البيرو عام 2005. ويمني دوس سانتوس، الذي هبط فريقه مايوركا الاسباني الى الدرجة الثانية هذا الموسم، النفس بقيادة منتخب بلاده الى مصاف المنتخبات العالمية مستفيدا من الخبرة التي اكتسبها من دفاعه عن الوان برشلونة العريق. ويشكل دوس سانتوس عنصرا اساسيا في التشكيلة المكسيكية واحد الاركان المهمة الى جانب هرنانديز الذي على الرغم من معاناته في فرض نفسه اساسيا في صفوف الشياطين الحمر، يبقى أحد أفضل المهاجمين في العالم. وتنتظر الجماهير المكسيكية الكثير من هرنانديز خاصة وانه لا يتأخر في التألق عندما يدافع عن الوانها سواء من خلال تسجيل الاهداف او صناعتها. ومن بين اللاعبين الواعدين المعول عليهم مدافع اسبانيول برشلونة هيكتور مورينو الذي كان ضمن المنتخب المتوج باللقب العالمي للناشئين عام 2005 مع دوس سانتوس. ولفت مورينو الانظار منذ صغره وهو احترف مبكرا خارج الديار المكسيكية وتحديدا في هولندا مع الكمار واعطى اشارات كبيرة لخلافة القائد السابق رافايل ماركيز. دي لا تور يبحث عن لقب ثان ويسعى المدرب الشاب دي لا تور (47 عاما) الى لقبه الثاني مع منتخب بلاده بعد الاول في الكأس الذهبية على حساب الولاياتالمتحدة، لكنه يدرك انه يتعين عليه اعادة منتخب بلاده الى سكة الانتصارات من خلال حل مشكلة الفعالية امام المرمى خصوصا في الدور الحاسم حيث اكتفت المكسيك بتسجيل هدفين فقط في 3 مبارياتها الثلاث الاولى و3 اهداف في مبارياتها الخمس الاخيرة. وعلل الدولي السابق لويس جارسيا هذه المشكلة بقوله في تصريح لوكالة فرانس برس: "المكسيك لا تلعب بأسلوب محدد، انه منتخب قوي يحب اللعب بسرعة وبالتالي فان المنتخبات المنافسة فهمت ذلك وتفعل كل ما في وسعها لسد المنافذ"، مضيفا انه يتعين على اللاعبين "التنويع في ايجاد الثغرات وعدم المجازفة حتى لا يدفعون الثمن من خلال الهجمات المرتدة". بيد ان دي لا تور الذي استلم المهمة في اكتوبر 2010 خلفا لمواطنه الشهير خافيير اغيري، خفف من حجم هذه الضغوطات بقوله: "انها مشكلة عابرة وانا متاكد من تجاوزها خاصة واننا سنخوض بطولة قارية في فترة قصيرة وليست تصفيات على مدى اشهر". يملك دي لا تور خبرة كبيرة في كرة القدم سواء كلاعب من خلال دفاعه عن الوان تشيفاس وكروز ازول وبويبلا المكسيكية واوفييدو الاسباني ومنتخب بلاده (47 مباراة دولية) او كمدرب من خلال قيادته فريقي تشيفاس وتولوكا الى اللقب المحلي 3 مرات في 5 اعوام.