مع الانحناءة الأخيرة التي قام بها مايكل فيلبس عقب مسيرته الرائعة التي شملت حصوله على 18 ميدالية ذهبية وتلقيه تحية قوية تساوي حجم ما حققه من انجازات في دورة لندن الاولمبية يوم السبت بدا واضحا أن الرياضة ستفتقد السباح الأمريكي أكثر من افتقاد الفريق الأمريكي للسباحة له. وشكل فيلبس الرياضي الأبرز في لندن كما كان متوقعا إلا أن التشكيلة الرائعة الداعمة له هي التي بذلت الدور الأكبر مع الفريق الأمريكي الذي فاز بستة عشر ميدالية ذهبية وهو ما يشكل نصف عدد الميداليات المتاحة على صعيد السباحة إضافة إلى 30 ميدالية في المجمل وهو ما يزيد بنحو 20 ميدالية عن الصين صاحبة المركز الثاني. وتقاسم رجال وسيدات السباحة النجاح حيث نال الرجال 16 ميدالية بما في ذلك ثماني ذهبيات بينما حصدت السيدات 14 ميدالية من بينها ثماني ذهبيات أيضا. وقال جريج توري مدرب فريق الرجال "لم يكن لدينا حقا إي أهداف. تحدثنا فقط عن ضرورة ظهور الجميع بمستوى جيد وكانوا جميعا يدركون ما يجب القيام به. اعتقد أننا نمتلك النواة لتحقيق شيء جيد." وأضاف "سنكون أفضل حالا بعد أربع سنوات من الآن." ورغم انه اظهر لمحات خاطفة من أدائه القوي الذي قدمه في دورة بكين حين فاز بثماني ميداليات ذهبية وهو ما يشكل رقما قياسيا فان إسهام فيلبس في الجهود الأمريكية الجماعية ليس بالقليل حيث نال أربع ذهبيات وفضيتين ليرفع رصيده من الميداليات على الصعيد الاولمبي إلى 22 ميدالية. ألا أن أكثر الأمور التي ستفتقد بسبب غياب فيلبس هي قدرته على اجتذاب جماهير كانت غير مبالية بالرياضة. وأكثر الأمور التي يمكن القول أن رياضة السباحة تدين بها لهذا السباح الأسطوري هو أن فيلبس يجلب المزيد من المتابعين لأي لقاء سباحة ينافس فيه بنفس الطريقة التي يجذب بها تايجر وودز الاهتمام لأي بطولة جولف يشارك فيها. وقالت اليسون شميت التي تبلغ حصيلتها الاولمبية ثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية "لقد قام بالكثير من اجل الرياضة. لقد فتح المجال أمام رياضتنا وترك العالم يعرف أن السباحة تمثل رياضة أيضا. انه رياضي كرس حياته للرياضة..انه ملهم." إلا انه من غير المحتمل ان يشعر الفريق الأمريكي بالخوف المفاجئ في طريقه نحو دورة ريو دي جانيرو 2016 بسبب غياب فيلبس عن مقعد القيادة وذلك بعد ظهور جيل جديد من ماكينات حصد الميداليات في مسابح دورة لندن. وتم الترحيب بميسي فرانكلين البالغة من العمر 17 عاما والفائزة بأربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة باعتبارها الوجه الجديد للفريق بينما اعنت كاتي ليديكي (15 عاما) عن وصولها في سباق 800 متر حرة بأداء كاد ان يدفعها لتحطيم الرقم القياسي العالمي.