الأسبوع الماضي كان من أسوأ الأسابيع في حياة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة بعد ان فقد فريقه فرصة الحصول على الدوري إثر خسارته مباراة الكلاسيكو امام غريمه التقليدي – ومتصدر جدول الترتيب في هذا التوقيت وحامل اللقب رسميا حاليا – فريق ريال مدريد على أرضه ووسط جماهيره ، لكن الأمر لم يتوقف عند حدود ذلك ، لكن الأسبوع إنتهى نهاية مآساوية بعد أن ودع مع فريقه بطولة دوري أبطال أوروبا على يد تشيلسي ، خاصة بعد أن اخفق ليو في إحراز أي هدف في المباراتين ، وزاد الأمر عن ذلك بإضاعته ركلة جزاء في معقل البلوجرانا ، إستاد الكامب نو. وإستمر الأسبوع السيء لميسي وبرشلونة عامة عندما أعلن المدير الفني بيب جوارديولا الذي صنع في أربع سنوات من مجد للبارسا ، وسطر معهم تاريخا جديدا ، ودون إسمه في سجلات النادي مع هذا الجيل من اللاعبين بحروف من نور عدم إستكمال مشاوره ، مفضلا الرحيل عن تدريب الفريق الكاتالوني مع ان حصد معهم على 13 لقب. كل هذه المعطيات كنت تشير إلى إنتهاء أسطورة برشلونة ، وبالتحديد النجم الأبرز في الفريق الأرجنيتيني الصغير ليونيل ميسي ، لكن الأخير أثبت أنه لاعب خارج التوقعات بعد ان واصل تحطيم الأرقام القياسية ، ففي اول مباراة بعد إعلان جواردويلا رحيله ، تمكن البارسا من الفوز بسباعية نظيفة على فريق رايو فاليكانو ، أحرز منهم ميسي هدفين ليصل إلى رقم جديد بالنسبة له وهو 65 هدف في موسم واحد متساويا مع صاحب المركز الرابع في قائمة الأكثر إحرازا للأهداف في موسم واحد في أوروبا ، المجري يوليوس زينجلر مع نادي يوجبيست. لكن هل يكتفي ميسي بالتساوي مع صاحب المركز الرابع فقط؟، هل شك احدكم للحظة ان أسطورة هذا الجيل من اللاعبين قد تقف حدوده عند هذا المركز؟ ، لو كان جال هذا الخاطر ببال أحد فميسي رد عليه في المباراة التالية مباشرة أمام ملقا والتي فاز بها برشلونة بأربعة اهداف مقابل هدف ، أحرز منهم ميسي ثلاثة أهداف ، ليحطم ليو رقما قياسيا جديدا وينفرد بالمركز الاول في القائمة ب68 هدفا متفوقا على لاعب جيل السبعينات الألماني جيرد موللر صاحب ال67 هدفا ، ليعزز ميسي صدارته بإحرازه أمس أربعة اهداف في مباراة ديربي مقاطعة كاتالونيا امام إسبانيول من أصل أربعة اهداف فاز بها برشلونة. ويبدو أن السماء هي حدود الولد ذو ال24 عاما ، والذي أحرز 53 هدفا في مختلف بطولات الموسم متأخرا عن منافسه الاول في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد بعدة أهداف فقط ، ليخرج بتصريح يقول فيه: " أبلغ من العمر 23 عاما فقط ، ولازلت أحتاج لإكتساب المزيد من الخبرات ، مازلت احتاج الوصول إلى قمة مستواي" ، وهو بالتأكيد بث الرعب في قلوب مدافعين الفرق المنافسة ، فكم من الاهداف سيحرزها اللاعب الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم في الثلاث سنوات الأخيرة إذا ما وصل إلى قمة مستواه ، وهو ما أوضحه البرغوث – كما كان يطلق عليه الخبراء في السابق – للجميع. إنتهى موسم برشلونة ، لم يتبق فيه غير كأس ملك إسبانيا ، والذي أصبح أمل جماهير البلوجرانا للخروج باي بطولة في موسم غير معتاد بالنسبة لهم ، ورحل صانع الإنجازات بيب جوارديولا ، لكن يبقى ميسي أسطورة فريدة من نوعها ، يبقى الولد الصغير الذي أبهر الكبار بسحره ، كل ما علينا الآن ان نسمتع بما يقدمه الليو ، ونتساءل ، هل بإمكان ميسي ان يواصل تحطيم الأرقام في الموسم المقبل ، ومنها أرقامه الشخصية ، أم أن هذا الموسم كان تعيسا على برشلونة ، إستثنائيا لميسي ؟.