طالب عبد الرحيم ريحان مدير البحث والنشر العلمي بوزارة الآثار، بالتعاون بين وزارات الآثار والسياحة والثقافة والمحليات بمحافظتى شمال وجنوب سيناء، إحياء طريق الحج المصري القديم، وتسويقه على خريطة السياحة الدينية. وأضاف ريحان، في ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي "الحياة اليومية في مصر القديمة" المقرر انعقاده غدًا الثلاثاء، في جامعة عين شمس، أنه من الممكن استغلال طريق الحج القديم في تقديم عرض متكامل لموكب المحمل الشريف، وعروض أناشيد وتواشيح دينية مرتبطة، وإشراك قبائل سيناء بجِمالهم فى عمل هذه الرحلة من السويس إلى طابا مع إشراك جمال من كل القبائل التى تمر بها قافلة الحج وربط ذلك بدعاية إعلامية لوضع الطريق على خارطة السياحة الدينية فى مصر. وعرض ريحان خلال ورقته البحثية المعنونة "تحقيق الطرق التاريخية الدينية والتجارية والحربية بشبه جزيرة سيناء" أن استخدام طريق الحج عبر سيناء بدأ منذ بداية العصر الإسلامى وتميز بوجود ثلاث مراحل زمنية الأولى من الفتح الإسلامى حتى أواخر حكم الفاطميين، والثانية من أواخر حكم الفاطميين حتى أوائل حكم المماليك، والثالثة من أوائل حكم المماليك حتى عام (1303ه / 1885م) حين تحول للطريق البحري. وانقسم درب الحاج المصرى القديم إلى أربعة أرباع، الربع الأول من صحراء القاهرة إلى عقبة أيلة، والثانى من عقبة أيلة إلى قلعة الأزلم، والثالث من قلعة الأزلم إلى ينبع، والرابع من ينبع إلى مكةالمكرمة، وأما الجزء الخاص بطريق الحاج بسيناء فينقسم لثلاث مراحل تتقارب فى مسافاتها إلى حد كبير فالأولى من بداية الطريق عند العاصمة وحتى عجرود وطولها 150كم، والثانية من عجرود إلى نخل وطولها 150كم، والثالثة من نخل إلى عقبة أيلة وطولها 200كم، وكانت تقطع كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث فى نحو ثلاثة أيام بسير قوافل الحجيج، خاصة أنه لم يكن قاصراً على خدمة حجاج مصر وإنما كان يخدم حجاج المغرب العربى والأندلس وحجاج غرب أفريقيا. وكانت قافلة الحجيج مجتمعاً متكاملا يرافقها قاضي المحمل، وشخص مهمته مراقبة الدواب وحالتهم الصحية يطلق عليه "أميراخور" ومعه طبيب بيطرى، ومشرفون على ملئ المياه وتوزيعها ونظافة الأوعية الجلدية التى تحمل فيها المياه، ومشرفون على طهى الطعام، وطبيب صحة وجراح وطبيب عيون وبعض الأدوية، وميقاتى لتحديد مواعيد الصلاة.