سباحة ضد التيار بفيلم يتناول الفساد والانتهازية عبر الإسقاط والصورة الحلوة محمد خان: المهرجان الأفريقى عندى أهم من مسقط السينمائى ودبى كان نافذتى على العالم هنا شيحة: قبلت دور «هالة» بعد موافقة أبنائى اختتم مهرجان الاقصر للسينما الافريقية عروضه بفيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج محمد خان، وشهدت ندوة الفيلم الكثير من التساؤلات حول تفاصيله، واسقاطاته. تدور أحداث الفيلم فى قرية شاطئية مع بداية الموسم الصيفى، حيث يكون اول من يصلها «يحيى» الطبيب الهارب من ملاحقة قضائية بسبب خطأ طبى فى المستشفى الاستثمارى التى يملك نصف اسهمها، وترافقه زوجته التى تضيق بتصرفاته الصبيانية، ومراهقته المتأخرة، خاصة بعد وصول «هالة» المطلقة التى تعانى الوحدة والكبت وتقرر الهروب إلى الساحل حيث ترتب للقاء بعيدا عن الانظار مع صديقها «هشام» ممثل الادوار الثانية على شاشة السينما، لتنطلق الاحداث الفيلم راصدة ملامح تلك الشخصيات التى تجتمع فى القرية، بكل تعقيداها ومشاكلها، والتى تنعكس على تصرفاتها وأسلوب حياتها. ورغم البساطة فى التناول إلا ان الفيلم تصل اعماقه إلى قضايا مزمنة فى المجتمع المصرى، منها الفساد المتمثل فى الطبيب الفاشل الذى يتخذ من مهنة الرحمة طريقا إلى الثروة على حساب آلام وأرواح الناس، والانتهازية والوصولية التى يمثلها «هشام» الذى يستثمر موهبته فى استغلال النساء، واحلام البسطاء فى وظيفة بسيطة والتى عبر عنها «جمعة» العامل الوحيد فى القرية، والذى لا يخرج بشىء سوى الحلم، ولكن يقدم خان كل هذه التعقيدات من خلال صورة جميلة ومواقف تميل للكوميديا وخفة الظل واداء هادئ حتى فى اقصى تصاعد للصراع. وفى ندوة الفيلم التى ادارها الناقد أحمد شوقى وحضرها مخرجه محمد خان، وبطلته هنا شيحة والواعد أحمد داود والفنانة لنا مشتاق، اكد كثير من الحاضرين على اهمية التجربة التى انتجت فيلما بعيدا عن السائد على الساحة من افلام الفرقعات والصخب، واعتبروا تقديم خان لفيلم يحمل قدرا كبيرا من الشاعرية فى التناول والتصوير والمونتاج والموسيقى التصويرية سباحة ضد التيار. وبدأ خان الحديث بأن فكرة الفيلم ولدت فى قرية سياحية فى هذا التوقيت من العام، وان هناك شخصيات حقيقية اوحت له بها، مشيرا إلى انه يعتبر الفيلم رؤية شخصية له، موضحا انه كان يريد ان يقدم فيلما عن الحياة بالقرية فى هذا الوقت من العام. وقال انه صور جميع مشاهد العمل فى شهر نوفمبر حيث كانت اجواء القرية مناسبة للتصوير، وان الحظ خدمه فى تصوير مشهد المطر الغزير بالفيلم، حيث استغل أمطارا طبيعية رغم استعانته بمحترفين فى الخدع السينمائية لتنفيذه، ولكنه كان يشعر دائما انه مفتعل وظل يعيد المشهد اكثر من مرة إلى ان تفاجأ بنزول الامطار طبيعيا وخرج المشهد بالصورة التى يرضى عنها. وعن عرض «قبل زحمة الصيف» بالمهرجان قال خان انه سعيد بعرض الفيلم فى الاقصر مؤكدا ان مهرجان السينما الافريقية اهم عشرات المرات من مهرجان مسقط السينمائى، لافتا إلى ان فيلمه لم يتم رفضه من قبل المهرجان، بل ان ادارة المهرجان هى التى طلبته ولم يسعَ هو اليها، ولكن الرقابة فى عمان هى التى اعترضت على عرضه. وأضاف ان الفيلم لم يعرض فى الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأنه لم يكن جاهزا للعرض كما انه فضل عرضه فى مهرجان دبى لانه يعد نافذة على العالم. ونفى المخرج إساءة الفيلم للمرأة المصرية وإظهار المطلقات بصورة المنحلات اخلاقيا، وقال: «الفيلم يحكى عن سيدة تدعى «هالة» وهى حالة خاصة، ولا أتحدث عن المرأة المصرية ولا أسمح بتعميم حكايتها على جميع السيدات». وعن قرارها بقبول الدور يتضمن مشاهد ساخنة وقالت الفنانة هنا شيحة إنها أعجبت بالشخصية بمجرد ان قرأتها على الورق، لكنها احست بانها تريد ان تتحدث مع ابنائها قبل الموافقة عليه نظرا لجرأة الدور، ولكنها وجدتهم يتفهمون المسألة بشكل فنى، وافقوا على الفيلم بل وشجعوها على القيام به. واشارت إلى اسلوب محمد خان كمخرج، والذى يتناقش فى كل التفاصيل الخاصة بالشخصيات قبل بدء التصوير، ويكون الجميع على علم بما يجب فعله بمجرد ان تدور الكاميرا، وهو ما جعل تصوير الفيلم يتم بسهولة، مشيرة إلى ان التصوير فى الساحل تم خلال شهر قضاه فريق العمل بعيدا عن عائلاتهم وهو ما ساعدهم على الامساك بخيوط شخصياتهم. وقال الفنان أحمد داوود انه اتقن شخصية الشاب الصعيدى «جمعة» التى جسدها بالفيلم بعد ان تعرف على شاب يدعى محمد بإحدى القرى السياحية بالغردقة، وأخذ يراقب تصرفاته فى المواقف المختلفة وطريقة كلامه، لافتا إلى انه لا يقلده ولكنه اقتبس منه بعض التعبيرات. وقال انه لا يركز على تفاصيل الشخصية بقدر ما يهمه ان يعيشها حتى يستطيع اخراجها للناس بالصورة التى يرضى عنها. وأضاف انه استمتع بالشغل مع محمد خان قائلا «كنت اسأل نفسى لماذا لا يعيد خان تصوير المشهد اكثر من مرة كما يفعل باقى المخرجين، ولكنى تعلمت من تجربتى معه أن البساطة تخرج الاشياء جميلة». وأشارت الفنانة لنا مشتاق التى بدت فى الاقصر على هيئة مختلفة عن صورتها بالفيلم، إلى انها اضطرت إلى انقاض وزنها 12 كيلو جراما من اجل التصوير، وانها بعد الفيلم استمرت فى المسيرة لتفقد 18 كيلو جراما اخرى.