أوباما يريد تمهيد الأرض لاتفاق سلام بالشرق الأوسط

«نيويورك تايمز»: الرئيس الأمريكى يسعى لوضع أساس يرسخ حل الدولتين قبل مغادرته منصبه

ذكر تقرير أمريكى أن الرئيس باراك أوباما سيسعى خلال الفترة المتبقية من ولايته الثانية التى تنتهى بنهاية العام الحالى، لوضع أساس لحل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، يقود إلى انهائه خلال فترة حكم الرئيس القادم للولايات المتحدة.
وفى تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكترونى، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الرئيس الأمريكى يسعى خلال الفترة المتبقية من حكمه، إلى عمل خطة تحفظ على الأقل مبدأ حل الدولتين، ما يسمح لمن سيخلفه بالعمل وفقا لها.
وقال مسئولون أمريكيون للصحيفة إن البيت الأبيض يناقش ما إذا كان ينبغى للرئيس أن يضع الخطوط العريضة لاتفاق يرسخ حل الدولتين، من خلال قرار فى مجلس الأمن الدولى أو فى خطاب رئاسى، علما بأن الهدف لن يكون إعادة إحياء المفاوضات الذى يعد صعبا فى الوقت الحالى، وإنما تكريس المقترحات التى قدمها وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، عام 2014، لإنهاء هذا الصراع.
كما أوضح المسئولون أن قرارا من مجلس الأمن سيعطى شرعية ثابتة للتسويات التى توصل إليها كيرى فى مفاوضات خاصة مع الجانبين، كما سيبنى دعما دوليا واسعا لسلسلة من الحلول التى قد توفر إطارا لاتفاق فلسطينى إسرائيلى فى المستقبل، بحسب «نيويورك تايمز».
ووفقا للصحيفة ذاتها، فإن تلك المداولات، التى «تتسرب» منذ أشهر، هزت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كما قد تؤدى إلى حلقة جديدة فى مسلسل التوتر بينه وبين أوباما، التى كانت آخر حلقاته يوم الاثنين الماضى، حين رفض نتنياهو لقاء أوباما، متحججا بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ويقول المسئولون الأمريكيون إن ثمة مصدرا آخر محتملا وأعمق للاحتكاك بين الرجلين وبالتالى مزيد من الخلاف، ينبع من احتمالية أن يتدخل أوباما بقوة فى عملية صنع السلام، فى اطار خطته لوضع أسس للحل. وبغض النظر عن شكل التدخل، سيكون الغرض إظهار طريق لحل جميع القضايا الرئيسة بين الجانبين، بدءا من حدود الدولة الفلسطينية، لأمن إسرائيل والوضع السياسى للقدس المحتلة.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مارتن إنديك، الذى عمل مبعوثا خاصا لمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية تحت إشراف كيرى فى 2013 و2014، قوله إن «أوباما وكيرى يضعان أمام اعينهما احتمالية نهاية حل الدولتين على مرأى ومسمع منهما».
وأضاف إنديك «أعتقد أنهما يشعران بمسئولية، قبل كل شىء، عن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وكذلك الحفاظ على مبدأ حل الدولتين».
كان كيرى قد فشل، بعد أشهر من المحادثات المكثفة فى 2014، فى جهوده لكسر الجمود فيما يتعلق قضايا ما يسمى بالوضع الدائم، بين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، قبل أن يعاد انتخاب نتنياهو، فى مارس الماضى، رئيسا لحكومة أكثر تشددا من سابقتها فى ذلك السياق، فيما ضعف موقف عباس بسبب الهجمات التى يشنها مدنيون فلسطينيون ضد الإسرائيليين منذ أشهر.