- فصائل سورية: اتفاق وقف الأعمال العدائية على وشك الانهيار.. ودى مستورا: الاتفاق مازال هشا بعد ستة أيام على بدء سريانه أعلنت فصائل سورية معارضة، أمس، أن الحرب لم تتوقف منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، متهمة قوات النظام السورى وحلفاءها بمواصلة انتهاك الاتفاق، وذلك غداة تحذير منظمات إنسانية من احتمال تعرض مدينة حلب (شمال) إلى مصير مدينة «سريبرينتشا» البوسنية. وقالت جماعة جيش الإسلام فى بيان لها نقلته رويترز، إنه «لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار فى سوريا مادامت الميليشيات والدول تقتل شعبنا وتشرده وتحتل أرضنا». وأضاف البيان أن «مواجهاتنا مع عصابات الأسد لم تتوقف سواء فى الغوطة أو فى حمص أو حلب، وبالنسبة لنا لم تتوقف الحرب عمليا على الأرض فى ظل هذه الانتهاكات». وتابع: «النظام يشن هجوما شرسا على المنطقة منذ أكثر من 4 أشهر، وقد تفاجأنا أنه وبعد إعلان الهدنة من قبل المجتمع الدولى، استمر هذا الهجوم وسيطرت قوات الأسد على نقاط جديدة فى المنطقة». وجيش الإسلام من أكبر الجماعات المعارضة التى تقاتل الرئيس السورى بشار الأسد فى غرب البلاد، وعضو مهم فى اللجنة العليا للتفاوض التى تدعمها السعودية. من جانبه، أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، أن الهدنة فى سوريا على وشك الانهيار، داعيا إلى تدخلات دولية للحد من العنف الذى لم يتوقف، ولردع بشار الأسد عن جرائمه. وأكد المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، أمس الأول، أن وقف العمليات القتالية صامد بشكل عام لكنه مازال هشا بعد ستة أيام على بدء سريانه، وأن محافظات حمص وحماة واللاذقية ودمشق شهدت وقائع تم احتواؤها. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن وقف إطلاق النار الحالى فى سوريا هو الخطوة الأولى لوقف تام لإطلاق النار فى البلاد. وقال لافروف فى مؤتمر صحفى بعد محادثات لوزراء خارجية دول «رباعية نورماندى» فى باريس، إن «هذه ليست سوى الخطوة الأولى لوقف إطلاق نار شامل. ثمة فرق قانونى بين وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار. والأخير نظام أكثر استقرارا وجدية»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. فى سياق متصل، حذرت منظمات إنسانية غير حكومية من احتمال تعرض مدينة حلب لمصير مدينة «سريبرينتشا» البوسنية عام 1995، إذا ما تعرضت للحصار الجيش السورى والجماعات الموالية له، رغم توقف الأعمال القتالية. ومن أبرز هذه المنظمات، أوكسفام وميرسى كوربس والجمعية الطبية السورية الأمريكية، التى عقدت اجتماعا مشتركا فى العاصمة الأمريكية، واشنطن. وقال المسئول فى الجمعية الطبية السورية الأمريكية زاهر سهلول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حلب ستكون سريبرينتشا القادمة»، فى إشارة إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم فى البوسنة فى يوليو 1995 بأيدى مليشيات صرب البوسنة. وأضاف سهلول «أن الطريق الوحيد الذى يربط تركيا بحلب تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية (سورية) حليفة للحكومة السورية». وتابع أنه يخشى أن «300 ألف شخص فى حلب سيعانون كما يعانى آخرون» فى سوريا. وكان سكان مدينة حلب قد خرجوا، أمس الأول، ولأول مرة منذ شهور طويلة للتسوق فى أمان، وذلك مع سريان الهدنة. وعبر الكثيرون منهم عن أملهم فى استمرار وقف إطلاق النار، بينما شكك آخرون فى إمكانية صمود الهدنة.