اتهامات متبادلة بين كلا من المملكة العربية السعودية وحزب الله في لبنان والتي تضمنت إشعال الفتن وإثارتها في الإقليم، تحت مسمى توسيع نطاق الصراع بين السنة والشيعة بعد أن اعتبرت المملكة ودول الخليج حسن نصر الله والقادة التابعين له بمثابة رأس حربة لإيران، التي هي على خلاف مع السعودية بعد الحرب الدائرة في اليمن. وقد اشتعلت وتيرة الصراع بين الطرفين خلال الآونة الأخيرة حتى بلغت مداها بعد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية على أن يشمل هذا القرار جميع قادة وفصائل والتنظيمات التابعة للحزب والمنبثقة عنه، وقد زاد من حدة الموقف القرار السابق للنظام الحاكم في السعودية بوقف مساعدات قيمتها 3 مليارات دولار للجيش اللبناني، بعد عدم إصدار حكومة لبنان بيانات إدانة للهجوم على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران. يرى الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرار دول مجلس التعاون باعتبار حزب الله منظمة إرهابية يأتي في إطار أجندة امريكية في المنطقة تنفذها السعودية ودول الخليج، والدليل على ذلك أن إيران لها علاقة بحزب الله فضلا عن أنها طوال السنوات الماضية كانت عدوا لدودا للغرب. وأوضح اللاوندي في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أنه «بعد حوار استمر 15 عاما بين إيران ودول الغرب أصبح هناك ما يسمى بالاتفاق النووي الإيراني الغربي وبعدها أصحبت إيران صديقا لكن الغرب يتمنى بقيادة أمريكا أن تكون هناك حربا في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة ومن ثم سوف تقدم أمريكا المزيد من صفقات الأسلحة لكلا من دول الخليج وكلك إيران في نفس التوقيت لإنهاكهم. واستطرد في حديثه «لو كان هناك وعي عربي لكان أبسط رد على الاتفاق النووي الإيراني الغربي هو حوار عربي إيراني لكن حتى هذه اللحظة يتم تعقيد المسألة وبدلا من أن يكون هناك حرب بين العرب وإيران أصبح هناك حرب بين العرب وحزب الله فضلا عن أن الدول الخليجية ترى مع السعودية أن حسن نصر الله بمثابة رأس حربة إيرانية في المنطقة يجب القضاء عليه وهذه بداية الحرب الطائفية التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عندما قال إننا في حاجة إلى قوات إسلامية سنية». وتابع: السعودية تواصل سياسة فتح الصراع في أكثر من جبهة في الإقليم مثلما أقحمت نفسها في موضوع سوريا ولا يعرف أي مواطن لماذا كان هناك خلاف سوري سعودي ولكن أمريكا هي من أرادت أن تدفع السعودية للحرب الدائرة في سوريا، خاصة بعد انخفاض سعر النفط وبالتالي منطقة الخليج تتجه نحو حرب كبيرة لن تتكرر في الشرق الأوسط والسبب استماع السعودية وتنفيذها لمخطط إرهابي من خلال دوائر صنع القرار في واشنطن.