• لن نسمح بتشويه معالم القانون الموحد للصحافة والإعلام.. ونحشد النواب لتأييده • المجلس مطالب بإصدار قانون الإدارة المحلية سريعا لأن المحافظين يعملون بلا رقابة شعبية • على الدولة أن تشمل كل «الغلابة» بالتأمين الصحى.. ورئيس الوزراء اقترب من النواب بعد رفض «الخدمة المدنية» • أطالب بتعيين نائبين من الشباب لرئيس الحكومة.. والنواب «مش هيوافقوا على أى كلام يتقالهم» • ننصح الحكومة قبل عرض برنامجها بتبنى حلول بأفكار خارج الصندوق.. والناس زهقت من تكرار مفردات نسمعها منذ خمسين عاما دعا النائب عن دائرة الباجور بالمنوفية معتز كمال الشاذلى، مجلس النواب، والحكومة، إلى المبادرة بتحويل ما ورد فى بيان رئيس الجمهورية أمام المجلس، السبت، إلى مشروعات قوانين تصب فى مصلحة الفقراء ولو على حساب الأغنياء، على حد تعبيره. نائب الباجور، الذى خلف والده البرلمانى الراحل كمال الشاذلى تحت القبة، رأى فى حواره مع «الشروق» أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل اقترب من النواب فى الفترة الأخيرة «بعد رفض المجلس قانون الخدمة المدنية». وشدد الشاذلى، وهو عضو نقابة الصحفيين، على حشد أعضاء النقابة البالغ عددهم 18 نائبا، زملاءهم تحت القبة من أجل تمرير القانون الموحد للصحافة والإعلام، المزمع مناقشته خلال الفترة المقبلة. وإلى نص الحوار: • ما تصورك لعمل اللجنة البرلمانية المعنية بخطاب الرئيس؟ مطلوب من النواب أن يحولوا بيان الرئيس فورا إلى برنامج عمل فى صورة مشروعات قوانين، وأبرزها قانون التأمين الصحى، وأنا أرى ضرورة صدور هذا القانون سريعا وأن تشمل مظلته جميع المصريين خاصة الغلابة، فليس كل المواطنين يعملون فى وظائف سواء حكومية أو لدى القطاع الخاص، وليس مقبولا أن ترفض الجهات المعنية إجراء عمليات معينة، فلابد أن تلتزم بإجراء جميع العمليات وعلاج جميع الأمراض، كما أننا كنواب مطالبون بالتعاون مع الحكومة من أجل ذلك، وخاصة فى إصدار قانون لتشجيع الاستثمار من أجل تهيئة مناخ جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية بتسهيل الإجراءات وإزالة العقبات، ففى ظل عدم وجود وفرة فى الوظائف الحكومية لأبناء دوائرنا، علينا توفير فرص لهم فى القطاع الخاص. • لكن البعض يتحدث عن شروط أخرى لجذب الاستثمارات، ترتبط بالعملية السياسية والمناخ العام، بخلاف إصدار قانون للاستثمار؟ لا أرى ذلك، فبعد اكتمال خارطة الطريق بانتخاب البرلمان، الكرة الآن فى ملعب الحكومة، وكما قلت لك، ملف الصحة من أهم الملفات التى يجب أن تكون على رأس أولويات الفترة الراهنة، فحالة المستشفيات العامة والوحدات الصحية فى المحافظات، لا تسر عدوا ولا حبيبا. وعلى الجميع إدراك أن النواب لن يوافقوا على أى شىء يطرح عليهم من مشروعات القوانين، ولن يوافقوا إلا على ما يلبى احتياجات المواطن الفقير، وعلى الحكومة أن يكون لديها حس سياسى. • هل ترى الحكومة تفتقر إلى الحس السياسى؟ أتمنى أن يكون لديها مزيد من الحنكة والحس السياسى، وهو ما بدأ يظهر بلقاء رئيس الوزراء بالعديد من نواب المحافظات أخيرا لمناقشة مشكلات دوائرهم، وهذا شىء جيد. • ألا تظن أن هذه اللقاءات تهدف لتصويت النواب بمنح الثقة للحكومة حين تعرض برنامجها تحت القبة؟ البعض قال إنه (رئيس الوزراء) يفعل ذلك من أجل برنامج الحكومة. وأنا لم ألتقه بعد، وأرى أن رئيس الحكومة بدأ يقترب من النواب بعد رفض المجلس قانون الخدمة المدنية. وأقول للحكومة إننى أتمنى أن تترجم ما قاله الرئيس فى برنامج يتم تنفيذه على الأرض، كما أنه على النواب تذكر ما ذكره الرئيس بشأن تغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الشخصية، وكذلك حديثه عمن يبحث عن استعراض، فهذه رسالة لمن كان يظن أن الشو الإعلامى سينجحه فى دائرته. دورنا كنواب فى التشريع والرقابة أهم من الخدمات فى الدوائر. لذلك أطالب بسرعة إصدار قانون الإدارة المحلية، لأن الرقابة الشعبية على أعمال السلطة التفيذية غائبة تماما، كما أن ذلك سيتيح لنواب البرلمان التفرغ لمهامهم التشريعية والرقابية. إصدار قانون الإدارة المحلية فى الدورة الحالية للبرلمان سيوجد رقابة شعبية على أعمال المحافظين الذين يعملون اليوم بدونها، وسأطالب أثناء مناقشة القانون فى المجلس بإتاحة حق استجواب أعضاء المجالس المحلية للمحافظين، حتى تكون المجالس المحلية المنتخبة بمثابة برلمانات مصغرة، خاصة أن المادة 180 من الدستور نصت على ضرورة أن يكون ربع أعضاء تلك المجالس من المرأة وربع آخر من الشباب. وأود العودة إلى بيان الرئيس أمام المجلس، فأقول إننا كنواب ننتظر إقرار اللائحة الداخلية للمجلس سريعا، تمهيدا لانتخاب اللجان النوعية حتى يتم توزيع بيان الرئيس على كل لجنة بحسب مجال اختصاصها، بحيث تتولى لجنة الصحة ما يخصها، وتنزل الإدارة المحلية تشوف المحافظين، وتتولى لجنة الإعلام، التى أنا عضو فيها، الدفاع عن الصحفيين والإعلاميين وحرية التعبير وكل ما يخصهم من تشريعات وقوانين. • على ذكر التشريعات الصحفية، ثمة مخاوف لدى الأسرة الصحفية حول ما تردد من احتمال رفض المجلس إقرار القانون الموحد للصحافة والإعلام، والذى خرج بتوافق واسع من كل الجهات المعنية والمهتمين؟ أطمئنك وأطمئن جميع الزملاء الصحفيين والإعلاميين، نحن 18 صحفيا داخل المجلس، سنكون أول المدافعين عن القانون أمام زملائنا وسنتواصل معهم من أجل تأييده وتمريره، وكذلك من أجل كل ما يخص حرية الصحافة وحرية الرأى، ولن نترك القانون فريسة لأى محاولة لتشويه معالمه، وكما ذكرت لك، نحن نتواصل مع جميع النواب لإقناعهم بوجهة نظر نقابتنا. • انتقد بعض النواب خلو بيان رئيس الجمهورية أمام المجلس من الحديث عن ملف سد النهضة بالغ الأهمية.. ما رأيك؟ أريد أن أقول إن لدى إحساسا داخليا بأن سيادة الرئيس لم يحب ولم يرغب فى أن يطرح ملفا سياديا على البرلمان، ربما الوقت غير مناسب، وربما هناك مفاوضات جارية، وهذه مسألة أمن قومى، ليست كالبطالة مثلا، وربما القضية فى طور مفاوضات سرية، وبالتالى فإن طرحها قد يؤثر بالسلب على تلك المفاوضات. • ما تصورك لأهم أولويات البرلمان فى المرحلة الراهنة؟ قبل إقرار برنامج الحكومة، سننظر ماذا تقدم الدولة والحكومة لمشكلة البطالة التى تعد قنبلة موقوتة وتعانى منها كل أسرة مصرية، ونحن كنواب نعانى الأمرين فى مواجهة أبناء دوائرنا الذين نصارحهم ولا نخادعهم. نقول لهم: لن نستطيع توفير فرص عمل بالحكومة، وفى المقابل، فالأهالى مرعوبون من القطاع الخاص وما يحدث فيه من فصل تعسفى وإجبار الموظفين الجدد على توقيع استمارة الاستقالة مع كتابة عقد التعيين، لذلك، سنعمل من أجل قانون عمل يحمى العامل. مفيش حاجة اسمها توازن بين العامل وصاحب العمل، أنا دورى الحفاظ على حقوق الغلابة قبل حقوق الأغنياء، وبالتالى علينا إلزام أصحاب الشركات بأنه مفيش حاجة اسمها فصل تعسفى تانى. أتمنى من الزملاء النواب أن يؤسسوا لسابقة فى البرلمان، بأن ينتصروا للغلابة ولو على حساب الأغنياء، فإرادة الغلابة هى التى جاءت بهم إلى مقاعد التمثيل النيابى، والأغنياء معندهمش مشاكل، بدل مابيكسبوا عشرة يكسبوا خمسة، لذلك كلى أمل أن يكون لدينا قانون عمل يحمى العمالة الجديدة من بطش أصحاب الأعمال. وفى ختام هذا الحوار، أود القول إن الرئيس السيسى كرر كلمة الشباب كثيرا فى خطابه، فأتمنى من البرلمان الحالى، ونحن نناقش بيان الحكومة إذا ما قدر لحكومة اسماعيل الاستمرار ووفقت فى برنامج ينال رضا النواب، أتمنى أن يلزموا الحكومة بتعيين نائبين لرئيس الوزراء من الشباب، حتى نرى فى يوم من الأيام رئيسا للحكومة من الشباب، وأقول إننا كنواب سنفرض إرادة الشعب على الحكومة وسنتدخل فى اختيار السادة الوزراء. وننصح الحكومة قبل عرض برنامجها على المجلس أن تتبنى حلولا بأفكار خارج الصندوق، الناس زهقت من تكرار مفردات وأفكار وخطط نسمعها منذ خمسين عاما. لدينا اليوم برلمان يضم نوابا من أفضل العناصر على مستوى الجمهورية، ومش هيوافقوا على أى كلام يتقالهم، إلا إذا كان فى صالح محدودى الدخل.