قال المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، إن "إيجابيات الانتخابات البرلمانية كانت أكثر من السلبيات"، مؤكدا أنه لأول مرة منذ فترة طويلة جدا يأتي برلمان حقيقيا معبرا عن إرادة الناخبين. وأضاف مروان، خلال مؤتمر صحفي للجنة حول الرؤية التحليلية لانتخابات مجلس النواب، اليوم السبت، أن "الانتخابات شهدت إجراءات غير مسبوقة مثل تشكيل لجان حفظ الأوراق الانتخابية وإدخال البيانات على الحاسب الآلي، ووجود المراقب القضائي الإضافي، والدليل الإرشادي للقضاة"، لافتا إلى أن بعثة الجامعة العربية طالبت بتعميم تلك الإجراءات على كافة الانتخابات المقبلة. وأوضح أنه جرى انتخاب 568 نائبا بإرادة شعبية حرة لأول مرة منذ فترة طويلة، لافتا إلى أن البرلمان الحالي من أنزه 5 انتخابات أجريت في مصر إن لم يكن الأنزه على الإطلاق، وفقا لما أعلنه عدد كبير من الباحثين. وتابع: "متوسط المرشحين أكثر من 12 مترشحا على كل مقعد، وهو ما عكس وجود حراك في المجتمع وتغير في المفاهيم السياسية، ونسبة التمثيل للمرأة والشباب غير مسبوق، كما تم اختيار النواب دون التفكير في انتماءاتهم الدينية، بالإضافة إلى أن متوسط عمر النواب 50 عاما تجمع بين الخبرة والحكم والقدرة على العطاء، بينهم 80% حاصلين على مؤهل عالي". وأشار إلى أن نسبة الحزبيين في البرلمان 43% ممثلين ل19 حزبا وهو أكبر رقم يسجل في تاريخ الأحزاب بالحياة النيابية في مصر، لافتا إلى أن البرلمان الماضي شهد تمثيل 15 حزبا فقط. وأوضح أن 47 ألف قاضي راقبوا الانتخابات البرلمانية، وسقط من بينهم 4 شهداء وأصيب اثنين آخرين، ولكن الإرهاب لم يستطع إثنائهم عن فرض السيطرة على الدولة. وأكد أنه تم استخراج تصاريح متابعة ل21 ألف 915 شخصا بما يمثل أكثر من متابع على كل لجنة، وأنهم جميعها أكدوا على نزاهة وحيادية الانتخابات وأن ما تم رصده من مخالفات لا يؤثر على إيجابية المشهد الانتخابي. وأشار إلى وجود عدد من التجاوزات في الانتخابات تمثلت في مخالفات دعايا انتخابية حيث تم ضبط 337 واقعة منها وإحالتها إلى النيابة العامة، ومخالفات بنكية أخرى ومخالفات في ضوابط التغطية الإعلامية. واستطرد مروان، قائلا، "لكن وعي المواطنين أدى إلى سقوط المرشحين الذين أثيرت الشكوك حول تقديمهم رشاوى، كما أنه تم ضبط عدد من موزعي تلك الرشاوى الانتخابية ولكنهم لم يعترفوا عن المرشحين". وأضاف المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، "لوحظ أيضا وجود بعض المخالفات التي أثيرت في وسائل الإعلام، ولكن لم يتم الإبلاغ عنها بعد عرضها في وسائل الإعلام، ولذلك لم نتمكن من فحصها، ولكن لابد أن نؤكد أنه على الرغم من وجود تلك السلبيات إلا أن شهادات المتابعين أكدت أنها لم تكن لها نتائج على الانتخابات.. ولنا أمل في أن يأتي أداء النواب على المستوى المأمول فيهم".