أنهى الوفد الأمنى المصرى المسئول عن إدارة ملف الحوار الوطنى الفلسطينى جولة خارجية شملت الأراضى الفلسطينية وسوريا، لم تسفر عن تقدم ملموس، بقدر ما عاد الوفد مثقلا بمزيد من القضايا الشائكة المتعلقة بجوهر الصراع السياسى بين الفصائل الفلسطينية، فضلا عن ظهور إشكاليات جديدة تتعلق بتشكيل الوفود والمواعيد، الذى قطعت مصادر مصرية وفلسطينة متطابقة أنه سيؤجل إلى ما بعد عيد الفطر حيث كان مقررا له أن ينعقد فى الأسبوع الحالى. وبحسب مصدر مصرى مطلع فإن الوفد يرى أن زيارته خلصت بعدة نتائج إيجابية، أهمها أن الحوار مستمر، وهو ما يعد أمرا إيجابيا بالنظر إلى الأزمات المستحكمة المتتالية، على حد قول المصدر، وشهدها الموقف بين حركتى فتح وحماس منذ الجولة السابعة وفى أثناء مؤتمر فتح السادس، الأمر الذى كان الجميع يتوقع معه انتهاء الحوار تماما، وأضاف المصدر المسئول: الجولة كانت مهمة لوقف اتساع مساحة الخلاف أكثر مما هى عليه بين الأطراف، بل كانت هناك مخاوف حقيقة أن تجدد الحرب الفصائلية. من جانبه، قال عزام الأحمد، عضو طاقم مفاوضات فتح فى الحوار ل«الشروق» «إن الوفد المصرى ليس صندوق بريد تضع فيه الفصائل آراءها ومقترحاتها، فالراعى المصرى لا يكف عن تقديم المقترحات، لكن هذا يقبل وذاك يرفض، لقد طرح الوفد رؤية واقعية تقول للجميع، إننا إذا فشلنا فى أن نحل الانقسام بالحوار فعلينا أن نحتكم إلى صناديق الانتخابات. مشيرا إلى أن حركة فتح جاهزة للانتخابات فى موعدها المتفق عليه، وهو ما أشاد به الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى التقى الوفد فى مهد زيارته فى عمان». حماس التى تتخذ موقف رفض المقترح المصرى، فيما تؤيده غالبية الفصائل، ترى فى طلب فتح التوجه إلى الانتخابات التفافا على اتفاق فصائلى عام فى القاهرة فى مارس الماضى، وهو ما شدد عليه الناطق باسم الحركة فى حديثه ل«الشروق» تم الاتفاق على أن يكون الاتفاق رزمة واحدة، وفتح تحاول بهذا تجزئة الملفات، مشيرا إلى أن حماس رفضت نهائيا الاقتراح. على جانب آخر، من المرتقب أن يزور القيادى الفتحاوى المنشق فاروق قدومى القاهرة خلال نهاية الأسبوع الحالى.