** مرة واحدة قد تكون صدفة. ومرة ثانية قد تكون توفيقا. ومرة ثالثة بالتأكيد مهارة. ثم مرات ومرات. فهذا يعنى أنه رأس حربة، يجيد فنون مركزه، بدءا من التسديد بالقدمين، واللعب بالرأس، ونهاية باختيار المكان، والتمركز حيث يجب أن يكون والتركيز مهما كان زمن لعبه.. وكنت أعلم أن عماد متعب يشعر بالألم والغضب، لجلوسه احتياطيا، ولأن بعض جمهوره الذى يقبل رأسه الآن سبق وهاجمه، وانتقده، وتوقعت أن يعلن اعتزاله، فكيف لنجم كبير أن يظل على قائمة الانتظار فى كل مباراة. وكيف يلعب بعد أن احتل مركزه جون انطوى، وإيفونا، وكلاهما جاء بقصة طالت روايتها على مدى أسابيع قبل بدء الموسم؟ ** فجأة من رأس الحربة الأول، وضع عماد متعب فى مركز رأس الحربة الرابع. بعد إيفونا، وأنطوى، وعمرو جمال. ولكنه لم يستسلم للواقع. وأدرك أن فرصته سوف تأتى. وأنه سيكون سببا فى انتزاع الفرحة والآهات. وكان كلما شارك لدقائق فى مباراة يسجل هدفا قاتلا يمنح فريقه انتصارا طالت المحاولات من أجله، دون أن تنجح كل الرءوس فى التهديف، حتى نجح رأسه. ** ما زلت أتساءل.. من يحكم التعاقدات مع اللاعبين الجدد؟ وما هى المعايير؟ وهل نجاح ماليك إيفونا مع المغرب التطوانى، يعنى نجاحه مع الأهلى؟ وهل تألق جون أنطوى مع الإسماعيلى فى مركز رأس الحربة يمنحه نفس الدرجة من اللمعان مع الأهلى؟ (لا أحكم بفشل صفقة إيفونا وأنطوى.. وضع خط أحمر أسفل تلك الجملة وهو ليس مثل الخط الأحمر الذى يقف أمامه كل شىء الآن. لكنه خط يذكرك بأننى لم أقل إن التعاقد فاشل بعد). ** من المؤكد أن رأس عماد متعب عمل جيدا فى مباراة الإنتاج الحربى بفضل تمريرات أحمد فتحى العرضية الجيدة فى اللقاء. فقد كان فتحى مميزا للغاية فى إرسالها، وقد غاب عنه تميزه فى عدة مباريات. وهذا يقودنا إلى النقاش الفنى التالى: هل يلعب إيفونا خلف متعب متأخرا؟ أين يوضع أنطوى؟ بجوار متعب أم على الدكة؟ هل لابد من طرفين جناحين إيجابيين كى يعود الأهلى إلى التحليق كما كان فى السابق عبر سيد معوض وجيلبرتو، وفتحى وبركات؟ ** كلاهما الزمالك والأهلى فازا بصعوبة هذا الأسبوع على المقاصة والإنتاج. وفى توقيت قاتل. وهو توقيت يجسد إرادة لاعبى الفريقين، ولا يضعف تلك الإرادة.. ثم إن الفوضى التى اندلعت عقب مباراة الأهلى والإنتاج، لا معنى لها، ففى قانون الكرة لا يوجد ما يمنع الأهداف فى الوقت الضائع. كذلك ليس صحيحا كما يفسر المتعصبون تلك الأهداف بأن الوقت الضائع مدته «حتى يسجل الزمالك والأهلى»..! ** ربما يكون لغياب الجماهير العريضة التى كانت تحتشد من أجل مساندة القطبين تأثيره على الفرق المنافسة، مما جعلها تقاوم أكثر وأعنف، إلا أن تلك النتائج المتغيرة والصعبة التى يحققها الزمالك والأهلى تعود إلى سنوات قليلة مضت، وليست وليدة هذا الدورى.. فقد أدركت الفرق الأخرى أن الفريقين الكبيرين يرتبكان حين يتعرضان للضغط والهجوم، ويرتبكان حين يتأخر فوزهما.. ومنذ سنوات بعيدة كنا نسأل: بكم هدف يفوز الزمالك والأهلى.. وبات السؤال الآن: هل يفوز الزمالك والأهلى؟!