شدد الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على خطورة تأخر المجتمعات العربية في المجال التكنولوجي وثورة الاتصالات، مؤكدًا أنها أحد الأسباب التي تقف جنبا إلي جنب مع الحفاظ علي التراث والثقافة العربية للتصدي إلي التطرف والانغلاق. جاء ذلك في كلمته مساء الأحد، خلال افتتاح مؤتمر «صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية»؛ والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية للعام الثاني بمشاركة 18 دولة عربية تضم خبراء في مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، ويستمر ثلاثة أيام. وألمح «سراج الدين»، إلى رعاية الرئيسين عبد الفتاح السيسي، والسابق عدلي منصور لمؤتمر مكتبة الإسكندرية لمواجهة التطرف؛ والدعوة له خلال القمة العربية في الكويت، ومناقشة نتائجه خلال القمة العربية في القاهرة – مارس 2014 – واستمراره من خلال برامج مكثفة في اتجاه مواجهة التطرف في العديد من العواصم العربية. وأضاف، أن برامج المكتبة تتضمن إعادة طباعة ونشر الكتب التراثية، وتقديم دراسات نقدية في مواجهة خطابات التطرف. ووصف «سراج الدين»، التطرف الديني بالمدمر للمجتمعات ليست العربية فقط، ولكن للعالم كله.. مبينًا التفاف المفكرين والباحثين حول كافة الأنشطة التي تبنتها المكتبة للقضايا الفكرية ومواجهة التطرف. واعتبر أن الفكر هو السلاح الحقيقي لمواجهة الفكر المتطرف، بالاستناد إلي آراء كبار العلماء والفقهاء في ظل اعتبارات الزمن الراهن من خلال الجد والبحث بعدم تكرار النصوص والاستعانة بأحاديث السلف فحسب، مشددًا باختلاف صحيح الدين عما تردده الجماعات المتطرفة – داعش – بما يولد تحديات جديدة كل لحظة. وأضاف «سراج الدين»، أن المسلمين يتعرضوا حاليًا إلى محنة لم يتعرضوا لها على مدار تاريخهم بالدفاع عن الأوطان من التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن الإسلام دين الوسطية بما يحمله التاريخ من شواهد تؤكد عدم المساس بالحرية الدينية والمساواة بين البشر. وطالب بالتمكن من الاستفادة من استراتجيات الحكمة والمبدأ وانعكاسه على الواقع الجديد، بمعرفة المقاصد والقواعد، وتبني التعددية والتخلص من النعرات العرقية والإثنية – التي تخلق الصراعات في المجتمعات. واختتم حديثه بالتساؤل عما يمكن أن يعوض العراق وسوريا عن تراثها وثقافتها وإضعاف التعددية التي طالما كانت تفخر بها، وتراجع المجال العام وتفريغ المجتمعات من إمكانيات التعاون والثقة، مرجعًا تلك الحالة من منابع التطرف إلي الأنظمة الشمولية والتدخل الأجنبي في الشئون العربية والكيل بمكيالين في القضايا العربية. وشدد على أنه لا بديل عن تبني مبادئ التنمية والحكم الرشيد والسعي إلي تطوير التعليم وبناء العقل النقدي ومنجزات العلم الحديث دون التضحية بالهوية العربية الإسلامية. وبدوره شدد الدكتور أسامة نبيل؛ ممثلاً عن الأزهر الشريف، على دور المؤسسة في التصدي إلي التطرف من خلال عشرات الأنشطة على مدار السنوات تتواصل مع الدور الذي تجاوز عدة قرون لنشر وسطية الإسلام، مكرسًا مختلف الموارد من أجل الإنسانية وتبني موقف واضح بالتصدي لكافة التيارات الدينية المنحرفة تنطلق من الإدانة والتأكيد علي براءة الإسلام من تلك التيارات المنحرفة التي تستهدف تشويه الإسلام. وتطرق «نبيل» إلى الخطوات التي اتخذها الأزهر لتطوير الخطاب الديني من خلال سلسلة من اللقاءات لصياغة وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الديني، وتبني تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، إلي جانب إعلان الأزهر عن خطته لمكافحة الإرهاب بمشاركة 120 دولة إسلامية من سنة وشيعة وبعض الطوائف الأخرى. وأرجع تكثيف دور الأزهر في مواجهة التطرف بحلول 2015 للتحذير من مغبة وأنه لا دين له، ووصفه بالوباء الذي ينخر في عظام الأمة، مشيرًا إلي دور الأزهر في تطوير منظومة التعليم الأزهري، وتدريب الأئمة والدعاة والباحثين حول تجديد الفكر والخطاب الديني، وطباعة العديد من الكتب حول وسطية الإسلام. واختتم «نبيل» حديثه بطرح مشروع الأزهر بفتح الباب أمام السيدات في مجال الدعوة والإفتاء بتعيين 500 سيدة في الإفتاء وتجهيز قطاع لرد على سؤال فتاوى المواطنين عبر الهاتف يعمل علي مدار الساعة.