رون لوند: علوش لعب دورا بارزا فى توحيد فصائل معارضة.. والملك ل«الشروق»: التنظيم معتدل جدا ولا يقارن ب«داعش» و«النصرة» رأى خبير ومعارض سورى بارز أن مقتل زهران علوش قائد تنظيم «جيش الاسلام» المعارض المسلح فى غارة جوية، أمس، مثل ضربة قوية للمعارضة وللمفاوضات بين النظام السورى والمعارضين المفترض بدأها نهاية الشهر المقبل. وقال عضو الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية، محمد بسام الملك، فى تصريحات ل«الشروق»، إن مقتل علوش «قسم ظهر» المفاوضات وأثبت أن النظام وداعميه من الروس ليس لديهم مصداقية، إذ إن جيش الاسلام وقائده كان من بين الموقعين على اتفاقية الرياض التى تعد أحد الأسس التى يفترض أن تبنى عليها المفاوضات. وأوضح الملك أن جميع المؤشرات تشير إلى أن المفاوضات المزمع عقدها يناير القادم مع النظام ستتوقف ما لم يدن مجلس الأمن هذه الجريمة، ومالم يدن مقتل المدنيين المستمر بواسطة طائرات النظام. وحول موقف المعارضة من جيش الاسلام، أكد الملك أنهم يعتبرن أن التنظيم «معتدل جدا» ولا يمكن مقارنته بتنظيم داعش أو جبهة النصرة، مشيرا إلى أنه أحد التنظيمات التى تمثل المجتمع الاسلامى المحافظ الوسطى. من جانبه، اعتبر الخبير رون لوند، محرر موقع «كارنيجى انداومنت» الخاص بالأزمة فى سوريا إن «زهران علوش أدى بشكل ما دورا نادرا كعنصر موحد ناجح فى حركة المعارضة السورية»، وبمقتله فإن هذا التماسك «قد ينهار»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما يمكن لمقتله أن يؤثر على مساعى السلام الهشة الهادفة إلى التفاوض على حل سياسى للحرب فى سوريا والتى أدت إلى مقتل أكثر من 250 آلف شخص حتى الآن. وأضاف لوند أن «المفاوضات بحاجة لمشاركة متطرفين مثل زهران علوش لتكتسب مصداقية»، وتابع: «مقتل علوش يمكن أن يؤثر على عملية السلام من حيث زعزعته لتنظيم جيش الإسلام وإضعافه». ويعد جيش الاسلام الفصيل المسلح الأبرز فى الغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق والتى تتعرض بانتظام لقصف القوات الحكومية والطيران الروسى. وشارك التنظيم فى اجتماع الرياض لأبرز فصائل المعارضة فى 10 ديسمبر الحالى، الذى أعلن المشاركون فيه موافقتهم على مفاوضات مع دمشق لكنهم طالبوا برحيل الرئيس بشار الاسد مع بدء فترة انتقالية محتملة. إلى ذلك، قالت قيادة الجيش السورى فى بيان بثه التليفزيون الرسمى أنها شنت «عملية خاصة» ادت إلى مقتل علوش فى اطار «مهمة وطنية». وقال مصدر امنى سورى إن «عشرات» المقاتلين المسلحين قتلوا فى الغارات التى شنها الطيران السورى بصواريخ روسية حصل عليها أخيرا، مضيفا أن الطائرات شنت غارتين استهدفتا الاجتماع، واطلقت اربعة صواريخ فى كل غارة. وقتل 12 على الاقل من اعضاء جيش الاسلام وسبعة من اعضاء تنظيم «احرار الشام» الاسلامى. وبعد ساعات من مقتل علوش عين مسئولو التنظيم قائدا جديدا لهم هو ابو همام البويضانى (40 عاما) وهو مقاتل تقيم عائلته علاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين، بحسب ما افاد رامى عبدالرحمن مدير المرصد السورى لحقوق الانسان. بدوره، نعى الائتلاف الوطنى المعارض فى بيان له مقتل علوش، مؤكدا أن «الغارات الروسية تخدم مصالح التنظيمات المتطرفة وتحديدا داعش عن طريق إضعاف فصائل الجيش الحر التى تتصدى للإرهاب». من جهته، نعى الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، مقتل علوش، واصفا إياه ب«أحد أفاضل الدعاة فى سوريا». وقال برهامى فى بيان له أمس: «فقدت الأمة الإسلامية والشعب السورى الشقيق فضيلة الأخ المجاهد الشيخ الداعية زهران علوش، أحد أفاضل الدعاة من أهل العلم القادة المجاهدين على منهج أهل السنة والجماعة»، مشيرا إلى أن علوش ربى أجيالا على التوحيد واتباع منهج السلف رضوان الله عليهم، وكان من أكثر قادة المجاهدين السوريين فهما وإدراكا للواقع، والتزاما بمنهج السلف وله قبوا عالمى واسع». وفى سياق متصل، يتوقع أن يخرج نحو اربعة آلاف شخص بين جهاديين ومدنيين، والجريدة ماثلة للطبع، من ثلاثة أحياء جنوبدمشق، وذلك بموجب اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية ينطبق على تنظيم داعش وجبهة النصرة إضافة إلى مدنيين ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحياء المجاورة لمنطقتى الحجر الاسود والقدم. وهذه الأحياء الثلاثة تشهد تدهورا كبيرا فى الظروف المعيشية بسبب الحصار الذى يفرضه الجيش السورى منذ عام 2013، بحسب المرصد السورى لحقوق الانسان.