إشادة برلمانية وحزبية بكلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء.. حددت ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية.. ويؤكدون : رفض مخطط التهجير ..والقوات المسلحة جاهزة لحماية الأمن القومى    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    على مدار 3 أيام، ثبات سعر اليوان الصيني في البنك المركزي    أسعار اللحوم اليوم 26-4-2024 بعد انخفاضها بمحال الجزارة    الذهب يتجه عالمياً لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    لمناقشة إصلاح العدالة الجنائية، هاريس تستضيف كيم كارداشيان في البيت الأبيض    طيران الاحتلال يشن غارات على حزب الله في كفرشوبا    الطلاب المؤيدون ل غزة يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومبيا الأمريكية|شاهد    فرنسا تهدد بعقوبات ضد المستوطنين المذنبين بارتكاب عنف في الضفة الغربية    موعد مباراة مونبيلييه ونانت في الدوري الفرنسي    عودة نيدفيد.. مصراوي يكشف تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي الكونغولي    «شرف ليا ولكن».. رمضان صبحي يكشف موقفه من الانضمام للأهلي أو الزمالك في الصيف (فيديو)    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 27 أبريل 2024 | إنفوجراف    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    مبادرة مقاطعة الأسماك: التجار حاولوا لي ذراع المواطنين فقرر الأهالي المقاطعة    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    الإنترنت المظلم، قصة ال"دارك ويب" في جريمة طفل شبرا وسر رصد ملايين الجنيهات لقتله    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد أباظة فى الحلقة الأخيرة: انتقدت تويوتا فاتهمنى البعض بتلقى رشوة نصف مليون جنيه من «منصف»!
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 12 - 2015

• اتصل بى شريف المعلم وقال: «رد فعل الناس أكتر من رائع، احنا لازم نطبع لك كتاب»!
• لم يثق بى د.عبد المنعم سعودى وطلب مراجعة أول حوار لنا قبل النشر!
• مصطفى حسين: «ليه يا خالد اخترت تعمل الحوار مع الشروق وانت عارف انه جورنال إخوان؟!»
• أتوقع عودة مقال «كلام فى سرك» خلال شهور قليلة
• أحمد ريان ظاهرة لن تتكرر وصاحب مدرسة «خاصة به فقط»!
• ثناء عفيفى ست ب 100 راجل!
• مسئولو الشركات ضحوا بوقتهم وجاملونا فى الموافقة على حضور سفريات المعرض
• رئيس مجلس الإدارة وافق على التعاون وطلب أن يصبح اسم المعرض «أوتوماك – أخبار اليوم»
• أنا وأحمد الخادم فى خيمه بأحراش جنوب أفريقيا ومعنا فيل مصاب بنوبه هيجان!
بعد أن وصلنا للحلقة الأخيرة من هذا الحوار، كيف تصف رد الفعل خلال الأسابيع الأخيرة، من مجتمع السيارات، وبشكل عام أيضا؟
(106)
إذا وصفت رد الفعل بكلمة واحدة سوف أقول «رائع»، وسوف أتحدث عن رد فعل سوق ومجتمع السيارات بشكل أكتر تحديدا؛ رجال الأعمال وأصحاب التوكيلات، ومسئولي شركات السيارات، ومجتمع صحافة السيارات أيضا، الحقيقة أننى عشت ولمست رد فعل مدهش على مدار الخمسة أسابيع الماضية، تطور كثيرا منذ ظهور التنويه، قبل أسبوع من الحلقة الأولى وحتى نشر الحلقة الرابعة الأسبوع الماضي!، أحدث التنويه حالة من «القلق»، وتخيل البعض أن هذا الحوار سوف يكون سلسلة أسبوعية من الفضائح، على صفحات جريدة الشروق!، وأننى لن أتوانى عن نشر أى قصص وأسرار «شخصية» أعرفها عن المنتمين لسوق السيارات، ما يسمى ب «حلقات الإثارة» فى صناعة السينما، وليس سرا أن البعض اتصلوا بى وسألونى بكل صراحة وبشكل مباشر: «هتقول أيه؟ وهتتكلم عن مين؟».
(107)
لن أدعى أن رد الفعل الأول كان مفاجئ بالنسبة لى، كنت أعلم أن حالة من الترقب سوف تسيطر على مجتمع السيارات، ولكن ليس بهذا الحد أبدا، عندما كان يتصل بى أحدا لينقل لى حالة القلق، كنت أتساءل: «طيب هو ايه الفضايح اللى ممكن أكتبها؟ لا أنا أعرف فضايح بالمعنى المفهوم، ولا سوق السيارات فى مصر بهذا القدر من الفساد!»، كما ذكرت فى حلقة سابقة، أن سوق السيارات «محترم» فعلا فى بلدنا، وبغض النظر عن الفضائح كان البعض متخوف أيضا أن أروى تفاصيل قد تتسبب فى خلافات بين موظفين ورؤسائهم، باعتباري كنت صديق مقرب لمعظم مسئولى شركات السيارات فى مصر، وأعرف بالطبع تفاصيل كثيرة تخص عملهم، مواقف مع رؤسائهم وربما بعض أسرار العمل أيضا.
(108)
تطور رد الفعل كثيرا وأخذ منحنى مختلف تماما بمجرد نشر الحلقة الأولى، كان رد الفعل رائعا من الجميع، تعاقبت الأسابيع والحلقات وأجمع الكل كما ذكرت؛ رجال أعمال ومسئولين كبار داخل الشركات وصحافة أيضا، أجمعوا فى حديثهم – معى على الأقل – على «روعة» تلك الحلقات، والقصص والحكايات التى تم سردها، والتى تخص ذكريات لعدد كبير منهم، خرجت الحلقات التى نشرتها الشروق وأسعدت الكثيرين على عكس ما تصوره البعض «أن خالد عاد لينتقم»!، عدت لأنتقم من الذين تسببوا فى أذى لى، أو فى خروجى من أخبار اليوم، أو من الذين شمتوا حتى فى المحنة التى مررت بها!، وأننى سوف أنتقم منهم بعد أن أصبح لى نافذة محترمة مثل جريدة الشروق، والحقيقة أننى لست بهذا القدر من الفراغ!، فقد سببت لى أسماء بعينها داخل وخارج أخبار اليوم أذى ولكنى على مدار الحلقات لم أذكرها ولم ألوح حتى لها، ولو امتدت هذه الحلقات لأسابيع أخرى وشهور، لم أكن أبدا لأرد الإساءة بأي شكل من الأشكال.
(109)
لمست حالة من السعادة داخل سوق السيارات، أسعدتني جدا في الحقيقة، الجميع قال أن الفكرة كانت رائعة من جريدة الشروق، المثير فى الأمر أن الكثيرين وخصوصا أفراد عائلتى، كانوا يتصلون بى بعد قرأة الحلقات، ويسألونني؛ «هو انت اللى كاتب، احنا حاسين اننا بنقرأ مقال كلام فى سرك؟!»، والأمر له تفسيرات كثيرة من وجهة نظرى، فخلال سنوات عملك معي يا بهاء فى أخبار اليوم، من المؤكد أنك تشبعت بالسياسة التحريرية وأسلوبى أيضا، وتفسير أخر أنك قررت صياغة الحوار بشكل مطابق جدا لما كنت أرويه، فقد عشت معى جزء كبير من تلك الأحداث والحكايات، والأمر له فعلا تفسيرات كثيرة، لم أشغل نفسي بها، وأريد أن أشكر جريدة الشروق على الفكرة وعلى المجهود أيضا، الأمر الذى لم نذكره من قبل، هو أن الفكرة عند الشروق منذ أكثر من عام وعدة أشهر، ولكن لظروف السفر الدائم لى لم نتمكن من تنفيذها، وهذا ما كنت أرد به دائما على بعض الملاحق والإصدارات المتخصصة التى بادرت بالاتصال بى بعد نشر التنويه وطلبت أن تأخذ هي الحوار، وكنت أقول لهم: «دى فكرة الشروق من الأول، ماحدش فيكم فكر فيها، والشروق هى اللى طلبت وألحت وهي أولى أكيد بيها» وفى الحقيقة أيضا، كنت وأثق أن التنفيذ لن يتم بهذا القدر من الجودة فى أي إصدار أخر.
(110)
لا أستطيع أن أذكر أسماء ومكالمات هاتفية، فالحديث سوف يطول جدا، ولكن الحقيقة لم يتصل بى أحد للنقد أو العتاب، أو يقول أنى كنت قاسيا عندما رويت حكاية من الحكايات، بالعكس الجميع كان سعيدا، ومقدرا حتى عندما دخلت بشكل حذر إلى تفاصيل ربما شخصية تخص شخص ليس معنا اليوم، وأعنى رجل الأعمال محمد نصير رحمة الله، كنت أخشى أن تنزعج عائلته من حديثى عن تفاصيل مرضه والفترة الأخيرة فى حياته التي ذكرتها، ولكن حدث العكس عندما اتصل بى أحمد شرف، الرئيس التنفيذي للمجموعة وابن أخت محمد نصير، اتصل بى قائلا: «انت رجعتنا لأجمل أيام والله ياخالد، وانا بتابع الحوار على الأنترنت لأنى مش فى لندن دلوقتى، وأنا بكيت لما قرأت اللى كتبته عن أعز إنسان فى العيله، وعارف انك أكيد انت كمان بكيت». الحقيقة أن ذكر محمد نصير بخلاف كل من تم ذكرهم كان الأصعب، فعندما يتعلق الأمر بشخص متوفى فى ثقافتنا المصرية نترحم عليه ولا نتحدث بتفاصيل تخص مرضه، هذا بخلاف أن الحديث قد لا تتوافر فيه المصداقية لأن هذا الشخص لم يعد يملك القدرة علي الرد، على عكس الأخريين الذين يملكون تلك القدرة بالطبع.
ربما من أكبر محطات النجاح فى سنوات عملك التى شهد لك بها الجميع، رعاية أخبار اليوم لمعرض أوتوماك والنجاح المبهر الذي حققه المعرض مع اسم الملحق، ما هى تفاصيل قصة أوتوماك وكيف بدأ التعاون بين المعرض وأخبار اليوم؟
(111)
فى النصف الثانى من عام 2000 بدأت قصتى مع معرض أوتوماك، وكانت البداية بخلاف قوى مع صاحب المعرض ورئيس الشركة المنظمة أحمد غزي، فقد كان غزي متجاهلا للملحق تماما، وحملة المعرض الإعلانية تذهب بشكل كامل إلى جريدة الأهرام، ولم يكن هذا مقبولا أبدا بالنسبة لى، ففى عام 2000 كان وضع الملحق قوى فى السوق وتجاهله كان أمرا غريبا، لذلك لم أكن أحب هذا الشخص أو أقبله، وكان من الطبيعي أن انتقد المعرض بقسوة عام 2000 وخصوصا وقد وجدت موزعين أو تجار سيارات مشاركين فى المعرض تحت مسمى وكلاء، وفى عرف المعارض هي فضيحة، وهاجمت المعرض ووصفته بالفشل، وفوجئت بالصديق محمد مصطفى شردي يتصل بى ويخبرنى أنه صديق مشترك بيني وبين غزي وأنه يريد أن ينظم اجتماع للتعارف وتبادل وجهات النظر.
(112)
ولم أكن أعرف أحمد ولم أكن أحبه لتلك الأسباب، ولكنى قبلت الحضور والتقينا نحن الثلاثة فى نادي العاصمة بجاردن سيتي، استمرت اللقاء لنحو 7 ساعات واكتشفت أن أحمد شخص لطيف جدا، وقال لى أيضا أننى مختلف تماما عن الصورة التى قد أبدو بها من خلال مقالاتى، وأكد لى أنه لا يمكن أن ينكر نجاح ملحق السيارات بأخبار اليوم، وأنه يريد أن يتم إقران اسم أخبار اليوم باسم المعرض من خلال تعاون بشكل ما، ونقلت بدورى فى اليوم التالى الفكرة لمدير عام الإعلانات فى المؤسسة الأستاذ هانى كامل رحمه الله، وأخذنى لمقابلة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ إبراهيم سعدة وشرح له الفكرة وكيف أنها سوف تعود بالنفع على المؤسسة واقترح أن يكون المعرض تحت رعاية مؤسسة أخبار اليوم، ووافق رئيس مجلس الإدارة ووجه أيضا أن يكون أسم المعرض «أوتوماك – أخبار اليوم».
(113)
فى الدورة الأولى للمعرض عام 2001 بعد رعايتنا، بدأت قصة نجاح غير مسبوقة، حيث حدثت مفاجأة فى تاريخ المعارض على مستوى مصر والشرق الأوسط فى هذا الوقت، ففى الوقت الذي كانت تتمنى فيه المعارض حضور مسئول حكومي واحد لقص الشريط وافتتاح المعرض، حضر الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس مجلس الإدارة لمراسم افتتاح المعرض برفقة رئيس الوزراء عاطف عبيد ووزير الإعلام صفوت الشريف و14 وزير أخريين مع رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور، وفى سابقة كانت أيضا الأولى من ونوعها نقل التليفزيون المصري بتوجيهات من وزير الإعلام مراسم الافتتاح علي الهواء مباشرة، كانت نقلة نوعية ورفعنا بالفعل أسهم المعرض إلى السماء، والحق يقال، كان أحمد عزي دائما حريص على تقديم مستوى متفوق من التنظيم، ولم يكن يبخل أبدا بالصرف والاستثمار فى المعرض، وأصبحت بمثابة شراكة نجاح، والمثير أن أخبار اليوم باللغة الدارجة «أخدت تريقة كتيره» وسخرية عندما قمنا برعاية هذا المعرض، وكان البعض يتساءل بسخرية: «مالها أخبار اليوم ومال معارض العربيات؟!، بعد كده أخبار اليوم تعملنا معرض بوتاجازات وغسالات بقى»، وكنا نستمع لهذا النقد والسخرية ونضحك، لأن الربح المادى من وراء تلك الرعاية كان ضخما فعلا، من خلال حملات المعرض الإعلانية، والملاحق الخاصة التى كنا نصدرها طوال فترات المعرض وأذكر فى سنه من السنوات أننا حققنا صافى ربح 12 مليون جنيه، وكانت أخبار اليوم سباقة، فقد «قلدتنا» الأهرام بعد ذلك وتعاقدت مع المعرض المنافس واطلق عليه «فورميلا – الأهرام».
هل تعلم أن البعض كان يوجه لكم الاتهامات بخصوص رحلة أوتوماك السنوية التى كنتم تصطحبون فيها مسئولى شركات السيارات لمدة خمسة أيام أو أسبوع خارج مصر؟!
(114)
جميعنا استمع لهذه الاتهامات، ولكن قبل أن أعلق عليها أريد أن أقول أن هذه الرحلات ساهمت بشكل كبير فى تعريف أعضاء سوق السيارات فى مصر ببعضهم البعض، وتقريبهم وتكوين ما يسمى بمجتمع السيارات، قبل دعوتنا للمسئولين لتلك الرحلات أزعم أن علاقاتهم كانت معدومة أو محدودة جدا، فلان فى شركة BMW مثلا يعرف أن مدير شركة تويوتا اسمه فلان، هكذا كانت العلاقة بينهم، مع الوقت وفى رحلة تعتبر ترفيهية بشكل كبير لخمسة أيام أو أكثر تكونت بينهم صداقات قوية، وأصبحوا يتشاركون ويستمعون لآراء البعض فى معلومات كانت تعتبر سرية مثل حملات إعلانية، وطرح طرازات جديدة، وتسعير السيارات!، بل وأكثر من ذلك أنه فى الأحداث والحفلات كان من الطبيعي أن تدعو أى شركة كبار العملاء مع الصحفيين، بعد أن أصبح مسئولى الشركات أصدقاء أصبحت الشركات تدعو بعضها البعض أيضا فى الاحتفالات، أزعم أن تلك الرحلات ساهمت فى تكوين ما يسمى بمجتمع السيارات فى بلدنا.
(115)
وبخصوص سؤالك الذي يدور حول اتهام المسئولين فى شركات السيارات، أريد اليوم أن أشكر كل مسئول قبل دعوتنا خصوصا فى الرحلة الأولى والثانية، وتحمل الاتهامات السخيفة والأقاويل التى كنا نستمع لها فى السوق: «السفريات دى رشوه»، أشكر كل مسئول دعمنا بتلبية الدعوة، وكل مالك شركة دعم قرار المسئول بالسفر، الحقيقة أن هذه الرحلات لم تكن رشوه بالتأكيد ومسئولى السيارات من أكثر الموظفين سفرا بين القطاعات المختلفة، ربما يسافر مسئولى شركات السيارات مرة كل أسبوعين بين اجتماعات مع الشركة الأم وتدريبات واختبارات قيادة، بالعكس تماما، عندما قبلوا دعوتنا كانوا يقتطعون من وقت راحتهم وعائلاتهم، والمدهش أن من رددوا هذه الأقاويل يعرفون الحقيقة جيدا.
على مدار سنوات عملك داخل سوق السيارات، إذا طلبت منك أن تذكر أسماء أثرت فيك بشكل من الأشكال، فمن يستحق أن يكون فى تلك القائمة؟!
(116)
هناك أسماء كثيرة، أود أن أعبر لها عن امتنانى بالفعل:
أحمد منصف؛ يحتل المركز الأول فى هذه القائمة، أحمد منصف رئيس مجلس إدارة تويوتا إيچيبت، علاقتى به كانت غريبة جدا، فهو يكبرني فى السن، وقد لا يسمح فارق السن بأن نكون أصدقاء بالمعنى المتعارف عليه، ورغم ذلك كان دائما من أقرب الناس لى مثل أصدقائي المقربين تماما، ولكن فى صورة أخرى، فقد كنت أستشيره دائما في أمور حياتية لا تتعلق بسوق السيارات أو العمل، ورغم أن علاقته بالصحافة محدودة جدا، إلا أن علاقتنا تطورت بقوة وأصبحت علاقة عائلة بمعنى الكلمة، كان منصف دائم النصح لى، وهو من النوع الملح عند تقديم النصيحة ومع الوقت والمتابعة المستمرة تتحول فعلا تلك النصيحة لأمر، ومن المواقف الرائعة التى لا يمكن أن أنساها له معى، والتي لا يمكن أن أذكرها بالأسماء ولكن حدث بينى وبين أحد المنتمين لسوق السيارات خلاف وتطور بشكل سريع، وعلم أحمد منصف بما حدث وفى الوقت الذى كانت تتصاعد فيه حدة الأزمة، ولم أكن أبالى فى الواقع، وجدت منصف يأخذ منحنى أخر من الخوف على، وكان يرى أن هذه الأزمة أو الخلاف قد يكون له تبعات لم أحسبها جيدا، وبعد أن تم حل الخلاف بشكل ودى علمت أن منصف كان قد طلب لقاء الطرف الأخر خلال الخلاف والذى تعجب من زيارة منصف فالمعروف عنه أنه عادة لا يخرج لزيارة أحد فى مكتبه، ولكنه رحب به وتفاجئ عندما قال له منصف: «إلا خالد أباظة» ورد الطرف الثانى: «انت جاي تقول لى إلا خالد وأنا فى عز كرهي له»، وقال له منصف: «خالد ده مش مجرد صحفى ولا مشرف على ملحق فى أخبار اليوم، ده أخويا الصغير وبناته زي بناتي بالظبط، وأنا برجوك انكم تتصالحوا والخلاف يخلص»، وعندما علمت بالقصة تعجبت فعلا أن يقوم شخص بمثل هذه المبادرة فى هذا الزمان.
(117)
هناك مواقف كثيرة مع منصف ولكن أبرز موقف هو أننى قمت بتوريطه معي بسبب مقال كتبته وتلقى هو اتهامات عنيفة والحقيقة أنه لم يكن له أي ذنب، كتبت مقال ناري عن شركة تويوتا، ولم يكن لمنصف علاقة بتويوتا فى ذلك الوقت، كان يدير هوندا والعلامتين يتبعا لإدارة مجموعة «الفطيم»، وكشفت من خلال المقال بعض المعلومات الدقيقة التى كنت أعرفها عن تويوتا فى هذا الوقت، وكان المقال سببا في تغيير الهيكل الإدارى للشركة بالكامل من قبل الإدارة العليا بالإمارات، والتى قامت بنقل أحمد منصف من هوندا وتعيينه فى منصب الرجل الأول بتويوتا، ولأنه كان بالفعل المستفيد الوحيد من هذه التغيرات، تلقى فى المقابل اتهامات صريحة بتسريب الأخبار والمعلومات التى تم الكشف عنها فى المقال، ولكن الحقيقة أن أحمد منصف لم يكن يعرف أى شيء عن المقال قبل نشره، وقد التقيت به فى احتفال لموزع على ما أذكر يوم الخميس قبل صدور الملحق يوم السبت، وكما تعلم أن مطابع أخبار اليوم كانت تنتهى من طباعة الملحق فى فجر الخميس، والتقيت منصف، وقلت له؛ «أنا كاتب مقال بعد بكره ممكن يزعلك، وكاتب بعض التفاصيل اللى ممكن يتم بسببها بعض التغيرات فى الشركة»، وبدأت ملامح وجهه تتغير ولم يكن مرحبا بما يسمع، وقال لى: «أنت كده هتضر بموقفى في الشركة، والكلام ده هيتم تفسيره بشكل مختلف وأنا هبقى متهم، كان المفروض تاخد رأيي فى حاجه زى دى قبل ما تكتب» وقلت له أننى قررت الكتابة دون أن أرجع لأحد وأن أتحمل مسؤولية ما كتبت، لو كنت استشرتك كنت بالتأكيد سوف تحاول أن تثنيني عن الكتابة.
(118)
وطلب منى يومها أن يأتى معى إلى منزلي وينتظرنى حتى أرسل له نسخة من الملحق لقراءة المقال، وبالفعل وقفنا سويا أسفل العمارة الساعة الواحدة صباحا يقرأ المقال، وأغضبه ولم يعلق وانصرف، وكما توقع منصف، بدأ البعض يواجهه بالاتهامات، وكعادة فى المجتمع المصرى، تم اتهامنا بالرشوة، وتم تحديد مبلغ الرشوة أيضا بنصف مليون جنيه!، ووصلتني تلك الاتهامات، ووصلته أيضا، وبادر هو بالاتصال رغم غضبه وانفعاله وكانت المكالمة كالأتى؛
- سمعت اللى بيتقال عننا؟ عرفت انك كنت لازم تاخد رأيي قبل الكتابه عشان ماتشوهش سمعتي ولا سمعتك بالشكل ده؟
- تقصد قصة الرشوة؟
- أيوه يا خالد، ده اتهام وحش جدا، أنا متهم برشوتك بنص مليون جنيه!
- قلت ضاحكا: وحاجه كده تدفع فيها نص مليون جنيه بس؟! ده انت بقيت رئيس مجلس إدارة تويوتا
- ووسط انفعاله ضحك منصف وقال: هو أنا لاقى أكل لما هديك نص مليون جنيه!
(119)
وانتهت تلك القصة، والحقيقة أن منصف كان يحقق قصص نجاح باستمرار، فى هوندا وتويوتا، وچنرال موتورز قبل انضمامه لمجموعة الفطيم، وكان منصف دائما محدود العلاقات مع الصحافة، وكان الموقف السابق موقف صعب جدا بالنسبة لى، لأن علاقتنا كانت قوية جدا، وفجأة وجد الرجل نفسه بسببى متهم بتسريب معلومات ومتهم برشوتي، وربما أحس وقتها أن علاقته بى تسببت له فى ضرر وأصبح حزرا بعد هذا الموقف معى إلى حد ما، ولكن انتهت القصة مع الوقت، وليس سرا أن منصف كان يتصل بى خلال الأسابيع الأخيرة مرة كل يوم أو يومين، يطمئن على أخباري ويناقشنى فى العروض المطروحة على، ويشجعنى ويدفعنى للعودة بقوة، وأنا من الناحية الأخرى أشاركه دائما جميع التفاصيل، وربما من الأسباب التى أدت لتلك العلاقة العائلية أننا كنا جيران لسنوات طويلة، تفصل بيننا عدة عمارات، وكان مدهشا فعلا أن أجد هذا الرجل الذى يتولى أعلى منصب فى مجال السيارات، يطرق باب منزلى فى العيد «بعلبة حكك» خبزتها السيدة الفاضلة زوجته، وأذكر أننا فى اليومين المشؤومين فى تاريخ مصر 28 و 29 يناير 2011، كنت مثل جميع أفراد الشعب المصري فى الشارع لتأمين أسرنا، ولم تكن زوجتي فى مصر وقتها وكنت أنا في الشارع وبناتي وحدهما في الشقه، وحضر منصف وأصطحبهما لمنزله وقال لى: «بيتي أأمن، لما مامتهم ترجع بالسلامة هرجعهملك».. أذكر أننى أطلقت على منصف فى احدى المقالات لقب «هتلر» لصرامته فى التعامل مع الموظفين، وكتبت أنه ديكتاتور فعلا داخل شركته ولا توجد أى مساحة للحرية، وأغضبه هذا المقال فعلا، وقال لى أنني لا أسمح أبدا بالتجاوز بهذا الشكل من الصحافة، وأن ما كتبته ليس مقبولا أبدا ولكن علاقتنا دفعته للتغاضي وباللغة الدارجه «عداها لي».
(120)
د.عبد المنعم سعودي؛ الدكتور عبد المنعم سعودى رحمه الله بلا شك رمز من رموز صناعة وتجارة السيارات فى بلدنا، عندما أسسنا الملحق، كان من أهدافى أن أجرى معه حديث صحفي، وكان يرفض دائما إلى أن نجحت وتمكنت أخيرا أن أجرى هذا الحديث، ولم يكن واثقا فى تماما مع بداية علاقتنا، فكانت الكلمات والعبارات بفكره السياسي قد تحمل أكثر من معنى، فيمكن أن أكتب عبارة على لسانه جيدة على المستوى الاقتصادي وغير جيدة على المستوى السياسي، وطلب أن يقرأ أول حديث بعد كتابته وقبل نشره، ولم أجد فى ذلك حرجا ووافقت على طلبه، كان فكر عبد المنعم سعودى تقليل المصاريف دائما، لا توجد لديه ميزانية للإعلانات مثلا، ومع الوقت تطور فكره كثيرا، فيما يخص الصحافة والإعلانات أيضا، كان بيننا كل شهر لقاء أو مكالمة هاتفية، كان يناقشنى فى مقالاتي باستمرار، وكانت العلاقة بيننا فى أقوى صورها فى أخر عامين من عمره، وأجريت معه حوارات صحفية كثيره، وأصبح يثق في تماما، كان يتحدث فى كل المجالات وكان يعرف جيدا أننى سوف أميز ما يصلح للنشر وما لا يصلح دون توجيه منه أو تعليق، وكان يتصل بى بعد صدور العدد يسألنى ضاحكا: «فين الكلام اللى كان هيودينى فى داهية؟!».
(121)
وإذا تحدثت على د/ عبد المنعم فيجب أيضا أن أتحدث عن ولده، محمد سعودى، كنت أراه دائما الشخص الأكثر عصرية، وتفتحا، ليس رجل دولة متداخلا فى السياسة مثل والده، ولكن كان متمكن من مجال السيارات وتجارتها، الأكثر عصرية كما ذكرت، يعرف كيف يقدم سيارة جديدة للسوق، كيف يجهز حمله إعلانية ضخمة، المدهش أنه فيه نفس صفات والده أيضا، خجول جدا، ولا يحب الظهور فى الصحافة، ولكن داخل الغرف المغلقة لديه فكر قوى جدا وعصري، كنت أرى أن الفرق بينه وبين والده هو الفرق بين التليفون ذو القرص والهاتف الذكي، محمد النسخة الذكية والعصرية التي تحمل صفات والده العظيم.
(122)
أحمد ريان؛ أحمد ريان رحمه الله أو الحاج أحمد كما كنا دائما نقول له، هو صاحب الصرح الشهير المصرية للسيارات، الاسم الذى بدأ بفرع أو بمعرض واحد فى مصر الجديدة، ثم امتد بعد ذلك ليغطى القاهرة ثم محافظات مصر المختلفة، وأصبح صرحا بمعنى الكلمة، والحقيقة أن الحاج أحمد من أغرب الشخصيات التى قابلتها فى حياتى، أو فى مجال السيارات، تعرفت عليه فى الشهور الأولى لملحق السيارات بأخبار اليوم، كان حجم أعماله هو فرع مصر الجديدة مثل أى تاجر سيارات وفوجئت به يطلب طلب غريب جدا ويقول لى: «أنا عايز أعمل عقد اعلانات فى الملحق، يبقى أكبر عقد حصل فى تاريخه»، وكان لديه رؤيه مختلفة جدا فى الحقيقة، مختلفة عن كل شركات السيارات فى مصر، كان مؤمن دائما أنه يجب أن يقدم أفضل خدمة وأن دور الإعلام هو جلب الزبون للمعرض، وبمجرد دخوله المعرض يصبح دوره هو فى تقديم أفضل العروض والخدمات، وأن لا يغادر الزبون المعرض إلا بعد الشراء.
(122)
أذكر أننا قضينا ساعات طويلة فى المفاوضات على سعر هذا العقد الضخم، والذى كان بالفعل غير مسبوق فى هذا الوقت، فقد طلب أحمد ريان أن يكون متواجد بصفحة كاملة كحد أدنى فى الملحق طوال العام، حتى فى الأعداد التى لا تجد إقبالا كبيرا من القراء لظروف الإجازات والأعياد، وكان الحاج أحمد بالطبع تاجر شاطر، «شاطر جدا»، فكان يرى أنه كما يقدم للملحق شيء غير مسبوق، من حقة أن يحصل أيضا على سعر غير مسبوق فى أخبار اليوم، وبالفعل بعد عدة اجتماعات معى ومع مندوب إعلانات أخبار اليوم المتابع للشركة وأحمد ريان تم منحه سعر غير مسبوق للصفحة فى الملحق فبعد عرض الأمر على الإدارة رأت أنه من حقه الحصول على سعر خاص طالما أن الحملة الإعلانية بهذا الحاجم الضخم.
(123)
وأذكر أيضا أن حجم شركة المصرية للسيارات أصبح يتضخم، بالتزامن مع نجاح الملحق الذى بدأ يتألق أيضا، بمعنى أخر «طلعنا مع بعض»، وتضاعفت قوة المصرية للسيارات خلال السنوات ووصلت لمستوى رفيع وغير مسبوق أيضا، واستحوذ على نسبة ضخمة من السيارات المباعة، ووقع اتفاقيات توزيع مع معظم وكلاء السيارات فى مصر، والحقيقة أن الحاج أحمد لم يغير فقط مفهوم الإعلان، ولكن غير مفاهيم الشركات الأم أيضا، والتي كانت دائما ترفض أن يوقع وكيلها أي عقد توزيع مع موزع يجمع بين علامات متعددة، ويشبه معرضه «السوبر ماركت» بلغة السيارات، ولكن مع تحقيق المصرية للسيارات لمبيعات ضخمة تغاضت عدد كبير من الشركات عن هذا الأمر وقبلت أن يتم بيع سياراتها فى «السوبر ماركت» الذى يضم موديلات وأنواع أخرى، ومع الوقت أيضا بدأت المصرية للسيارات تقدم حلول مرضية لجميع الأطراف.
(124)
كنت أرى دائما أن قصة أحمد ريان قصة نجاح مدهشة وكان من الطبيعي أن يجنى ثمار فكره الجديد، وتصل المصرية للسيارات لهذا القدر، رغم أن الحاج أحمد لم يدرس أصول التسويق والمبيعات والإعلام فى جامعات هارڤارد أو أُكسفورد، تعلم تلك الأصول وحده، والفترة الماضية لم أكن قريبا من السوق، ولكنى كنت أسعد دائما عندما أشاهد أبناءة شادى ومي يحافظا على النجاح، بل ويضيفا إليه أيضا، فقد تمكن شادى من إدخال صبغة شبابية وعصرية على هذا الإنجاز، وأذكر موقف مع الحاج أحمد، فى يوم اتصل بى الصديق أحمد محرز، ودعاني على حضور معرض چنيڤ مع شركة سكودا، واعتذرت على أن أقوم بترشيح أحد الزملاء للسفر، وقاطعنى محرز قائلا: «لا ده الحاج أحمد ريان وشادى طالعين، وفرحانين أوى انك طالع معاهم» والحقيقة لم أفكر حتى وقلت له: «لا لو الحاج أحمد طالع يبقى أنا أكيد طالع»، وكانت رحلة رائعة مع شخص رائع فعلا وعلى الفطرة دائما.
(125)
مصطفى حسين؛ مدير عام دايموند موتورز وكلاء متسوبيشي حاليا، وأول مسئول سيارات تتكون بينى وبينه صداقة حقيقة، أذكر أننى فى الأسبوع الثانى أو الثالث من عمر الملحق، وكان مسئول عن «دايو» فى هذا الوقت، ذهبت وطلبت مقابلته، ولم يكن لي أسم قوى فى ذلك الوقت فى سوق السيارات واستقبلنى حسين ومنذ ذلك الوقت يمكن القول أنه اعتبرنى أخ صغير له واحتضننى وعلى مدار 18 عاما منذ 1998 وحتى اليوم، لم تنقطع أبدا علاقتنا ولم يحدث أبدا بيننا أى خلاف فى وجهات النظر، وأذكر أننا كنا نزور معرض باريس سويا لمدة عشر سنوات تقريبا، أى خمسة أو ستة دورات، وكان دائما صديق من أعز الأصدقاء، دائم النصح لى، وهناك نصيحة معينة وخاصة جدا، كان ينصحنى بها دائما، وكنت أنفذها فى بعض الأوقات ولا أستطيع تنفيذها فى أوقات أخرى، ولا أستطيع أن أبوح بها لأنها فعلا نصيحة خاصة جدا!.
(126)
عكس معظم المديرين، ليس فقط في سوق السيارات، بل فى مصر بشكل عام، همه الأكبر دائما هو تخريج جيل جديد، هو بالفعل مدرسة فى المبيعات والتسويق، وملم بجميع خيوط النجاح، يملكها جيدا، ولا يريدها دائما لنفسه، بل لتخريج أجيال جديدة، إذا وجد شخص مناسب وواعد، يضع ثقته فيه كامله ويدعمه حتى يتخرج من تلك المدرسة، ولعل أبرز الخريجين من مدرسة مصطفى حسين هما محمد جمال الدين الذى عمل معه فى دايو، وأحمد الخادم فى تويوتا ومتسوبيشي، والكثيرين غيرهم، ومن المواقف الحديثة جدا مع مصطفى حسين، مكالمته لى بعد قراءة حلقات هذا الحوار، وقال لى: «الحوار رائع يا خالد، الفكره حلوه ومكتوبه حلو، ومسمعة فى السوق جامد، بس لى عتاب عليك وهو انك حطيت إيدك فى إيد الشروق وإيد إبراهيم المعلم، وهما إخوان وأنا بكره الإخوان»، وبغض النظر عن الأسباب وراء هذا الانطباع قلت له: «هما مش إخوان ولا حاجه، أنا بالذات يا مصطفى مستحيل أحط إيدى فى إيد الإخوان بعد الأذى اللى شفته منهم»، وتعليقا على ما قاله مصطفى حسين وهو يتردد فى سوق السيارات أيضا، أقول أنه بعد هذه السلسلة من الحوارات، ومقابلة شريف المعلم، فإن هذه العائلة أبعد ما يكون عن الإخوان، ولكن هى الضريبة التى تدفعها جريدة الشروق لتقديم أراء متنوعة، ويجب أن تتحمل نتيجة اختياراتها.
(127)
هشام عز العرب؛ شخصيته كانت مختلفة عن معظم الوكلاء، كان يفضل دائما البعد عن الصحافة والإعلام، وكانت هذه الجزئية تمثل لى مشكلة قبل أن تتكون بيننا علاقة عمل، كان له فكر خاص بعيدا عن الصحف والإعلام بشكل عام، وكان من الطبيعي أن يمثل لى كمشرف عام على ملحق سيارات هذا الشخص مشكلة، لا أخرج منه بمعلومة أو خبر أو حديث ولا إعلانات، ومع الوقت وبعد سنوات اقتربت منه، واكتشفت أنه على عكس كل ما كنت أعتقده تماما، إنسان محترم جدا، وخجول وجدع ومتواضع Down to earth إن جاز التعبير، والملاحظ جدا حول هشام هو تدخله فى تفاصيل العمل الدقيقة بشركته بشكل يومي وكامل، وربما نتج هذا عن دخوله مجال السيارات كموزع أو تاجر قبل أن يصبح وكيل، والحقيقة كان هذا من المفترض أن يصبح عيب، ولكن مع هشام حدث العكس أيضا، أصبحت ميزة، لأنه باللغة الدارجة «فاهم كل حاجه».
(128)
ولا يستطيع أحد أن ينكر نجاح هشام عز العرب على مر السنوات، فى تكوين أسم قوى يثق فيه عملاؤه، مع الوقت بدأ فكره يتغير، وكنت أنا أدفعة دائما لتغيير هذا الفكر، وعملنا سويا لسنوات طويلة، تعاونا فى تجربة ستروين، وپروتون وڤولڤو وأعتقد أننا نجحنا فى تقديم تلك العلامات للسوق المصرية، وتطورت العلاقة بيننا كملحق وبين هشام عز العرب وزادت ثقته فى الملحق وأصبح من أهم العملاء، وكان يطلعنى دائما على الأخبار والأسرار بشكل حصرى، وننفرد بها دائما، وفى الحقيقة كنا نقدم تلك الأخبار للسوق فى أفضل شكل ممكن، ساعدتنا فى ذلك مصداقيته أيضا مع عملائه، الذين قد يثقون فى اسم عز العرب أكثر من علامة تجارية، وهذا ما كفل له النجاح أيضا سواء مع ستروين أو پروتون و ڤولڤو، عملاؤه يثقون به دائما، ويعرفون أن شركة عز العرب لن تتلاعب بهم ولن تخدعهم، وسوف تقدم دائما أفضل الخدمات، سواء بيع أو ما بعد البيع.
(129)
خالد حسنى؛ مدير تسويق مجموعة أبوغالي موتورز والمتحدث الرسمى لمجلس معلومات سوق السيارات حاليا، إذا وصفت خالد حسنى سوف أقول فى عبارة محددة جدا «أجدع شخص فى سوق العربيات فى مصر»، وما اكتشفته على مدار السنوات، أنه هذه الصفة فيه فعلا، ليس معى فقط وليس مع الصحفيين أيضا، بل مع كل من يتعامل معهم فى هذا المجال بما فيهم عملائه، وبجانب هذه الصفة الرائعة، فإن خالد حسنى بارعا أيضا فى التعامل مع الصحافة، وكان يعرف جيدا قيمة ملحق أخبار اليوم، ومقدرا لدوره على مدار السنوات، وبالنسبة لى كمشرف على هذا الملحق، فإن خالد حسنى كان دائما عميل نموذجى ومحترف جدا بالنسبة لي.
(130)
تمكن خلال السنوات أن ينقل إلى حب سيارات چيپ، وبدلت ثلاثة سيارات چيپ من أبوغالى، وبعد مستوى الخدمة الذي لمسته، فلا أتصور أبدا أن أقوم بشراء سيارة چيپ أو كرايسلر من أى موزع غير أبوغالى، بسبب وجود شخصين، محمد أبوغالى وخالد حسنى.. كانت تأتيني مكالمة دائمه من فريق أبوغالى فى مواعيد الصيانة على سبيل المثال، ويخبرونى بأن ميعاد الصيانه قد حان، وأنه يمكن أن يرسلوا «ونش» لمكان السيارة لجلبها لمركز الخدمة وتسليمها فى المكان الذي احدده فى أخر اليوم، بعد إجراء الصيانة، وكنت أعتقد لفترة أن هذا يتم معى بشكل خاص، ثم اكتشفت أن أبوغالى تقدم هذه الخدمة لعملائها الذين تحرص عليهم كثيرا.
(131)
خالد حسنى أيضا من النوع الحريص جدا فى عمله، وعندما يأتيه عميل لبيع سيارته يحرص على أن تتم عملية البيع فى أسرع وقت، وأذكر واقعة مشابهه، عندما كنت أريد بيع سيارتى چيپ ليبرتي، واتصلت به فى يوم سبت، وأخبرته أننى قررت بيع السيارة، وقال لى: «ماشي، هتبدلها بإيه من عندنا» واعتذرت له لأنني لم أكن أنوى شراء سيارة چيپ هذه المره وأخبرته بالسعر المطلوب، وقال لى وقتها: «مافيش مشاكل، هتلف تلف وترجع لنا بردو، السعر اللى انت حاطه كويس جدا، والعربيه هتتباع بكره أو بعد بكره»، وفى اليوم التالى – الأحد – اتصل بى حسنى الساعة السابعة مساءا وكانت مكالمة غريبه جدا حيث أخبرنى أنه هو والمشترى فى الطريق إلى منزلى لإتمام عملية البيع، وفى تلك اللحظة كانت التيار الكهربائي مقطوع عن المنطقة، واعتذرت له لأننى أسكن فى الدور ال11، وأنه سوف يكون من الصعب عليه وعلى المشترى الصعود على السلم فى الظلام، ولكن أصر على اتمام عملية البيع وصعد وفوجئت بأن المشترى سيدة، وكانت مديرة مدارس نارمر، وكان موقف غريب جدا لمدير التسويق فى مجموعة أبوغالى والمتحدث الرسمى لمجلس معلومات سوق السيارات «أميك» ولكن الموقف يثبت حرصه على عملائه، وعلاقاته القوية بهم، فهو كان حريصا على أن تحصل تلك السيدة الفاضلة على هذه السيارة تحديدا لأنه يعرف حالتها جيدا، فى الحقيقة خالد حسنى تمكن من اكتساب حب واحترام الجميع فى سوق ومجتمع السيارات، بجانب عملائه بالطبع.
(132)
مدحت إسماعيل؛ مدير قطاع التسويق شركة فولكس ڤاجن، ليس من الشخصيات الاجتماعية جدا، محترف فى عمله، كانت علاقاتنا على مدار السنوات علاقة جاده إلى حد ما، تجمعنا اجتماعات عمل رسمية، وكان من الحريصين على أن تكون هناك دائما مسافة بينه وبين الأخريين، ومع الوقت بدأت تتكون صداقة بيننا، واكتشفت أنه إنسان مختلف عن الصورة والانطباع الأول الذى يتركه، يمكن أن أصفه باللغة الدارجة «أبن الناس اللى مش موجود منه دلوقتى»، وله فعلا مكانه مميزة جدا عندى، بالرغم من أننا لم نلتقى لفترة طويلة، أو الفترة الماضية بالكامل، ولكن كان هناك تواصل من خلال التليفون، مدحت له فعلا مكانه خاصة عندى.
(133)
أحمد محرز؛ مدير عام أرتوك أوتو، وأكثر مسئول فى سوق السيارات شهدت علاقتى به مناوشات وخناقات فى العمل، ولكن شئنا أو أبينا فإن أحمد محرز مع السنين أصبح علامة لشركة أرتوك أوتو وشركة سكودا فى مصر، عندما يتم ذكر أى من الاسمين، يقفز لذهني على الفور أسم رجال الأعمال الشهير محمد شفيق جبر مالك الشركة ثم أحمد محرز، والحقيقة أن محرز مع السنوات الطويلة أصبح أكثر شخص «حافظ وفاهم» شركة أوتوك أوتو وسياساتها وأسلوب التعامل داخل الشركة، ورغم ذلك تعاقب على محرز ما يقرب من عشر مديرين فى منصب المدير العام للشركة، رغم أنه فعليا ودائما هو القائم بمهام هذا المنصب، وفى كل مرة يأتى مدير عام لا يحقق نجاحا كبير ولا يجيد التعامل مع مالك الشركة ويترك منصبه ويتدخل محرز لإنقاذ الموقف، وظل الوضع هكذا لسنوات، حتى تم تعيين أحمد فى منصب المدير العام، ورغم «الخناقات» والمناوشات التى كانت بيننا على مدار السنوات إلى أننى أعتبر أحمد محرز من أصدقائي داخل سوق السيارات.
(134)
خالد يوسف؛ رئيس قطاع السيارات بالشركة المصرية العالمية للسيارات؛ كنا أصدقاء من نادي الجزيرة، قبل عملى فى مجال السيارات، وعلى مدار تلك السنوات لم يحدث بيننا أى تصادم، خالد يوسف من الناس الحريصة جدا على عدم الوقوع فى الأخطاء، فقد كان البحث عن الأخطاء داخل الشركات جزءا من عملى على مدار السنوات والحقيقة أننى لم أتمكن من اصطياد أى خطاء لخالد، وهو يحتفظ دائما بعلاقات رائعة مع كل من حوله، موزعين وصحافة وزملاء، وربما حدثت بيننا بعض المناوشات، عندما تطورت العلاقة لملاعب كرة القدم، فكان لدى فريق وكان لديه أيضا فريق، وكنا نلتقى مرة فى الأسبوع داخل الملعب، ويحدث ما يسمى بلغة كرة القدم «نرفذة ملعب» خلال الماتشات، وتنتهى دائما هذه المناوشات بانتهاء الماتش أو بعد دقائق فى غرف الملابس، وكنا حريصين على أن تستمر هذه العادة، فقد كنا في قمة اللياقة البدنية فى ذلك الوقت.. وخارج ملاعب كرة القدم، خالد يوسف يعشق النجاح وقد مر بشركات أودى وفولكس ڤاجن و رينو وكيا وكان فى كل مره يحقق قصة نجاح واضحة، وهناك سر لن أذيعه كاملا اليوم فقد نجح خالد يوسف، الأسبوع الماضى فى إبرام صفقة من العيار الثقيل، مع أحد أبرز وأقوى مسئولى التسويق فى بلدنا، لينجح فى خطفه وضمه لفريق العمل بشركة كيا وهو الشيء الذي سينعكس حتما على أداء ومبيعات سيارات كيا فى السوق المحلى خلال العام القادم.
(135)
يحيى عبد القدوس؛ مدير قطاع التسويق ل BMW بالباڤارية للسيارات؛ يحيى من الأسماء التى لم يحدث بيننا أيضا أي صدام على مدار السنوات، وكنت أعرفة من نادى الجزيرة أيضا، وكان عضو فى فريق كرة القدم وزادت صداقتنا وأصبحت فى بعض الأحيان عائلية، وفى الكثير من الأحيان كنت أرى أن يحيى يتم ظلمه، وأعتقد أن وضعة حاليا فى الباڤارية للسيارات ممتاز، ولكنى كنت دائما أرى أنه يجب أن يكون فى منصب أعلى وعلى مسئوليات أكبر، عنده – فى رأيي الشخصى – طاقات غير مستغلة بشكل كامل، ولو كان الأمر بيدى، لكنت وضعته رقم واحد ليتم بناء الهيكل الإداري عليه، لذلك كنت أرى دائما خلال سنوات عملى فى الملحق أن يحيى مظلوم، وخلال الفترة التى تغيبت فيها عن السوق إن لم يكن يحيى أصبح رقم واحد فى مكانه، فهو مازال مظلوم.
(136)
أحمد الخادم؛ مدير قطاع التسويق بدايملر مصر حاليا؛ بالنسبة لى أحمد الخادم رقم 1 فى سوق السيارات على مستوى الصداقة الشخصية، والحقيقة أننى خرجت من سوق السيارات بمجموعة من الأصدقاء هو على رأسهم، والمدهش أن علاقتى بالخادم تضاعفت بعد خروجى من المجال، وخلال السنوات الثلاثة الماضية، وهذا ينفى عنه التهمة التى وجهها إليه البعض لقربه منى أثناء سنوات عملى فى أخبار اليوم، حيث اتهمه البعض أنها معرفة «مصلحة»، بدأت علاقتى بالخادم بمشكلة أو «خناقة»، وقتها كان فى شركة تويوتا ولم أكن أعرفه وكان عنده حمله إعلانية واتصل بى:
- أنا أسمى أحمد الخادم من شركة تويوتا، وعايز أعمل حمله إعلانية
- طلباتك إيه؟
- عايز خمس أو سبع إعلانات فى العدد اللى جاى، شريط أسفل الصفحات الشمال بارتفاع 5 سم من صفحة 3 إلى 13
- انت مكلمنى تهزر؟!، انت عايزنى أبوظلك الجورنال عشان شرايطك؟!
- مش فاهم إيه المشكلة، فى جرايد تانية وافقت على الفكره، ودى حمله تشويقية ولازم تتعمل
- ولا تشويقية ولا بتاع، مع السلامة
(137)
أنهيت المكالمة واتصلت برئيسة المباشر، وقلت له: «اللى طالبه الجدع اللى عندك ده غلط، وواضح انه ماعندوش فكر وأحسن يمشي وتجيبوا حد غيره»، وكان الخادم فى ذلك التوقيت في طريقة إلى اليابان ويبدو أن رئيسه اتصل به واتصل بى الخادم من جديد، واتفقنا على حلول وسط ومع الوقت أصبح فعلا أعز صديق لدى فى سوق السيارات، وتعرفت خلال تلك السنوات على الجوانب الاحترافية له فى العمل، من شركة تويوتا إلى BMW ثم متسوبيشي وأخيرا مرسيدس بنز مصر.. تطورت علاقتى الشخصية به وأصبحنا نلتقى مرة كل يومين تقريبا للعب البلياردو، والطريف أننا كنا على نفس المستوى من المهارة وكلانا خاسر سيء جدا! Bad losers ، والحقيقة أن أحمد حطم ربما 20 أو 25 عصاة بلياردو خلال لقاءتنا، ومن المواقف الطريفة جدا التى أذكرها لأحمد، أننا كنا فى أدغال جنوب أفريقا، وكانت غرف الفندق عبارة عن خيام، وكانت خيماتنا متجاورتان، وفجأة أعلنت إدارة الفندق عن إصابة أحد الأفيال بحالة هياج شديدة من بين 12 فيل جميعهم حول الخيام، ورغم أن إدارة المكان أكددت أن الأمر تحت السيطرة تماما إلا أننا كنا خائفين وقررنا أن نقضي الليلة فى خيمه واحدة، ونتركها مفتوحة لنتمكن من الهروب إذا هاجمنا الفيل، وكانت ليلة غريبة جدا؛ أنا والخادم فى خيمه واحدة منتظرين هجوم الفيل المصاب بنوبة هيجان!.
(138)
إسلام توفيق؛ رئيس قطاع التسويق بشركة MTI وكلاء چاجوار ولاندروڤر ومازيراتى وفيراري؛ كان من أقرب أصدقائي بالوسط خلال سنوات عملى، واقتربت منه أكثر بعد رحيلى عن السوق، فصرنا أعز أصدقاء، وتطورت العلاقة على الصعيد العائلى أيضا، إسلام تجده بجانبك دائما فى المواقف الصعبة والأزمات لقب «صاحب صاحبه» هو الأنسب بالتأكيد بالنسبه له، نتشاور دائما فى أدق تفاصيل حياتنا، واستمع لنصائحه فى الكثير من الأحيان، وأعتقد أنه من أهم المكاسب التى حصلت عليها من عملى بسوق السيارات على مدار أكثر من 16 عاما.
(139)
حسين صالح؛ رئيس مجلس إدارة مجلة عالم السيارات؛ من الشخصيات التى تتمتع بتاريخ طويل ومشرف وعلاقات متميزة داخل سوق السيارات، الكل يحبه ويحترمه ويقدره، كان من أقرب الصحفيين لقلبى خلال فترة عملى مجال السيارات، وبعد أن تركت السوق خلال السنوات الثلاثة الماضية، لم تنقطع الصلة معه بل بالعكس حاول جاهدا أن يزيدها ويعمقها وكان دائم الإلحاح على بضرورة العودة من جديد، مؤكدا أن السوق يفتقدنى بشدة، ولا أحد استطاع أن يسد مكانى على حد قوله، هو راجل «جدع» بمعنى الكلمة وصديق وفى، أعتز بصداقته جدا، وأتذكر له العديد من المواقف التى كان فيها أصيلا، و«ابن بلد» بخلاف كفائته الصحفية التى لا يستطيع أحد أن ينكرها بالتأكيد.
(140)
أيمن السجيني؛ أحد ابرز وأشهر الاعلاميين في مجال السيارات خلال السنوات الأخيرة، رغم أننا لم نكن أصدقاء خلال فترة عملي بالسوق، إلا أن علاقتنا تطورت بشكل كبير ومفاجئ بداية من عام 2011، فوجئت به خلال فترة أزمتى مع الإخوان يساندنى بشكل لم أتخيله أبدا، ويبذل جهدا خارقا ليخفف عنى الضغوط الرهيبة التى كنت اتعرض لها فى هذا التوقيت، ومن وقتها أصبح الصديق المقرب لى فى حياتي.. لا يمر يوما أو اثنين إلا ونلتقي سويا، ويجب أن أعترف أن دوره الايجابي معى لا يمكن أن أنساه أبدا طوال حياتي.
من خلال مقالاتك كنت تستخدم كثيرا عبارة «بنت ب 100 راجل»، من وجهة نظرك من تستحق أن تكون فى هذه القائمة؟
(141)
ثناء عفيفى؛ مديرة قطاع التسويق بمجموعة چي بي أوتو؛ مع ثناء كنت دائما أشعر أن حقوقي وحقوق أخباراليوم محفوظة، فبالرغم من «الخناقة» السنوية مع غبور التى ذكرت تفاصيلها فى الحلقات السابقة، وكانت ثناء طرف أصيل فيها، إما فى حضور د.رؤوف أو فى غير حضوره عندما كانت تتولى عملية التفاوض بخصوص تجديد عقد الإعلانات السنوى مع الملحق، وفى الحقيقة هى «شاطرة» جدا، وتسعى للحصول على أكثر قدر من النفع لشركتها، ولكن ما أقصده بحقوق الملحق محفوظه معها، هو أنها تراعى حق الطرف الأخر فى تمسكه بأكبر قدر من النفع هو أيضا، وهذا فيما يخص العمل، أما على المستوى الشخصى فهي من النوع الوفى، الذى يطلق عليه «صاحب صاحبه» لذلك يجب أن تحتل الرقم 1 فى هذه القائمة فهى فعلا سيدة فاضلة ب 100 راجل، وكانت حريصة على السؤال علي والاطمئنان خلال الأزمة التي مررت بها، كانت دائما تدفعنى وتشجعنى للعودة إلى العمل والكتابه، وخلال الأسابيع الأخيرة ومع سلسلة حوارات الشروق، كانت أول من يتصل بى للإشادة بالحديث، وأكدت لى من جديد دعمها الكامل فى حالة عودتى، بدون أن تعرف أى شيء عن العروض وهل سوف أعود للعمل فى الصحف أو التليفزيون، والحقيقة أننى أكن لها قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير، ست ب 100 راجل بالطبع.
(142)
نهى المليجي؛ رغم كونها خلف الأضواء دائما، طوال السنوات الماضية، لا تظهر كثيرا فى الصحف من خلال أحاديث وتصريحات، ولا تسعى لعروض أخرى، رغم أننى أعلم أن هناك محاولات دائمه لخطفها فى شركات أخرى، إلا نها لديها وفاء شديد للعمل مع كريم نجار، فى فولكس ڤاجن فى البداية ثم سيات التي تتولى مسئوليتها حاليا، عاشت سنوات طويلة متحملة لأعباء كبيره وكانت تتميز بأسلوبها الهادئ في العمل واكتسبت خبره كبيره خلال السنوات، وتحول الأمر أنها بأقل مجهود أصبحت تنجز المهام، بلغة كرة القدم «السهل الممتنع» وتستحق بالطبع أن تكون فى هذه القائمة.
(143)
ماري ظريف؛ مارى ظريف هى نموذج للرقى والاحترام، والأدب وهي أيضا دائما خلف الأضواء، الحقيقة أنها نجحت فى اكتساب ثقة رؤسائها بشكل كامل، المصريين والأجانب، بداية من رئيسها الأعلى زكريا مكاري، وعدد من الأجانب الذين توافدوا على الشركة، وأخيرا ثقة الإعلام أيضا بعد أن أسند إليها مهمة التعامل مع وسائل الإعلام بكافة أشكالها، لا أجد وصف أدق سوى أنها «سابقة بخطوه»، فى الكثير من الأحيان كانت توجد لدى مشكلة مع الشركة وتنتهى بمكالمة واحدة معها، وهي تعتبر أيضا الجندى المجهول الذي يقف وراء تنظيم الكثير من الأحداث، ونجاح تلك الأحداث هو العادى ولكن إخفاقها بلاشك يؤدى إلى كوارث، لذلك فهى باللغة الدارجة «ماسكة رمانه الميزان» بشكل سليم.
(144)
ميراى اسحاق؛ تركت ميراي سوق السيارات منذ عدة سنوات، تعاملت معها من خلال عدة شركات تويوتا وBMW و كيا.. الوصف الدقيق لميراى هى أنها بنت جدعه!، كتبت عنها فقرات فى مقالات مختلفة فى أربع أو خمس مناسبات، حتى أنها بالصدفة البحتة، أرسلت لى منذ عدة أسابيع صورة ضوئية لفقرة كنت قد نشرتها فى ملحق أخبار اليوم تحت عنوان «من BMW إلى كيا» وكانت بمناسبة توقيعها عقد احترافى كما وصفته وقتها وانتقالها من الباڤارية للسيارات إلى كيا، ومن الأسماء التى تعاقبت على أيضا لبنات «جدعان» يستحقوا أن تذكر أسمائهم فى هذه القائمة؛ علا لطفى من غبور أوتو ومي حماد من چاك، ودعاء أنيس التى أسست وكالتها الخاصة، ونيڤين خليفة فى ياماها، وسالى عثمان فى ديهاتسو، وداليا عرفة من BMW فى فترة أبو الفتوح.
تميز ملحق السيارات فى أخبار اليوم بالانفرادات، وخصوصا بأخبار تنقل التوكيلات بين رجال الأعمال، كيف تصف هذه الجزئية؟
(145)
كان لنا العشرات من الانفرادات، سواء سيارات جديدة ننفرد بقيادتها، أو أخبار حصرية أو قصص وحكايات خطف توكيلات جديدة، أزعم أننى كنت ناجحا جدا فى هذه الجزئية تحديدا وأزعم أيضا أنني من ابتكرها أيضا، كنت أحاول تقديمها بشكل مثير على حلقات، بمعلومات جديدة فى كل حلقة، معلومات تخص التنافس بين رجال الأعمال وانضمام اسم أو خروج اسم والقوائم النهائية؛ والانفرادات كثيرة أذكر منها انفرادنا بتفاصيل انتقال توكيل فورد من عبد الفتاح رجب إلى رامي فكري، وكيف كنا ننقل باستمرار أدق التفاصيل، حتى أعلنا استحواذ رامي فكري على التوكيل، وقصة الشركة الباڤارية مع BMW والتي وصل دور ملحق أخبار اليوم، إلى حضور المفاوضات بشكل كامل، وغيرها من الانفرادات، قصة «كومودو» التي انتهت نهاية لم تكن الأفضل، ولكننا انفردنا بها وكنا شركاء أيضا في كل التفاصيل وتابعنا جميع المراحل، ووصل دورنا لاختيار خامات الفرش فى السيارة، ولكن لأخطاء فى استيراد بعض المكونات وأخطاء من مصنع AAV خرجت السيارة بالكثير من العيوب وعندما تمكنت الشركة من تدارك تلك العيوب كانت سمعة السيارة قد انتهت فى السوق، أذكر أيضا قصة ڤولڤو مع عز العرب، وكيا مع محمد نصير، ودايهاتسو مع عبد اللطيف جميل، والعشرات من الانفرادات، الحقيقة أننا كنا متفوقين، ولم يتمكن أحد مجاراتنا فى الحصول على تلك التفاصيل الحصرية دائما.
فى نهاية حديثنا هل نتوقع رؤية مقال «كلام فى سرك» أو عودتك للعمل فى سوق السيارات؟
(146)
عندما بدأنا تلك السلسلة، منذ شهر ونصف تقريبا، وقتها إذا كنت سألتني نفس السؤال، كنت سوف أقول لك أن رغبتي فى الرجوع للعمل بين صفر٪ و 1٪، رغم وجود عروض مباشرة ومناوشات غير مباشرة، وعروض فى الصحف وبعض القنوات الفضائية، قبل أن نبدأ هذا الحوار، كنت أرفض دائما، ولم أكن أستمع حتى لتلك العروض، وكنت متأقلم تماما مع وضعى الحالى، وسعيد به أيضا، بصراحة شديدة «مافيش حاجه فى الشغل كانت وحشانى عشان أرجع».. ما حدث خلال الأسابيع الماضية، أن حلقات هذا الحوار كانت تعيدنى سواء فى ساعات حديثنا الطويلة إلى تفاصيل وأحداث، وبعد نشرها إلى مجتمع السيارات برد فعل ومكالمات وحالة من الجدل والسعادة، فالحقيقة أنه حدث تواصل مع أشخاص لم أتحدث معهم طوال السنوات الثلاثة الماضية، وكلاء ومسئولين داخل شركات السيارات وصحفيين أيضا، الحقيقة أنه بفضل الشروق ارتفعت النسبة من صفر٪ إلى أعلى شيء يمكن الوصول إليه، فجأة وجدت نفسى من جديد داخل مجتمع السيارات، وأصبحت أفتقد كل ما لم أكن أفتقده السنوات الثلاثة الماضية، مقالى الأسبوعي، اشرافى الصحفى والاعلاني، أحاديثى مع الوكلاء ورجال الأعمال، كشف أسرار سوق السيارات!، وهذا بالتأكيد بفضل جريدة الشروق.
(147)
بخصوص الشروق؛ فقد تأكدت الشهر الماضي خلال قربي بالعضو المنتدب للجريدة شريف المعلم، أننى إذا عدت للعمل، فسوف تكون الشروق أكثر مكان فيه راحة نفسية لى بوجود واجهة مشرفة وشخص على هذا القدر من الرقى والأخلاق مثل شريف المعلم.. بعد نشر الحلقة الثانية من هذا الحوار بادر شريف بالاتصال بى وكانت مكالمة «عجيبة» إلى حد ما فقد فاجئنى بحالة شديدة من الحماسة وقال: «أنا ماكنتش أعرف إن السيارات مهمة جدا كده!، بعد المكالمات اللى جاتلى دى كلها أنا فكرت أكلمك وأقولك إننا لازم نطبعلك كتاب فى دار الشروق»، وانتهت المكالمة بلقائنا بعد بضعة أيام، وشرح لى خلال اللقاء التحديات التى تواجه جريدة الشروق وكيف يخطط للتغلب عليها، بشكل مدروس جدا، وكما قلت لك «كل حاجه بقت واحشانى تاني»، وأنا أدرس حاليا العروض المتاحة من عدد من الصحف المستقلة وبعض القنوات الفضائية أيضا، أعتقد أن مقال «كلام فى سرك» سوف يعود خلال الأسابيع الأولى من العام الجديد من خلال احدى الصحف المستقلة، وفى نهاية هذه السلسلة أريد أن أشكر فعلا جميع من ساندونى خلال مشوار عملى. قراء ومسئولي شركات السيارات، والزملاء فى صحافة السيارات المصرية، وأخيرا ومن جديد أشكر جريدة الشروق.
اقرأ أيضا:
خالد أباظة فى أول حديث للصحافة: لا يمكن لأى صحفى سيارات أن يدعى ممارسته لمهنة الصحافة بمعناها الدقيق
خالد أباظة في الحلقة الثانية: ارتبطت بعلاقة خاصة مع محمد نصير وتوفى وأنا أشعر بالذنب تجاهه!
فى الحلقة الثالثة، خالد أباظة ل«الشروق»: تم تحذيرى من مقال «وزير الداخلية والمايوه البيكيني!»
فى الحلقة الرابعة.. خالد أباظة: حسام أبو الفتوح وحرمه وأنا أجهشنا فى البكاء داخل غرفة السجن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.