لدعم سبل التعاون المشترك.. رئيس شركة مصر للطيران يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة    محافظ سوهاج يحيل مخالفات بيع أرض أملاك الدولة بأولاد غريب إلى النيابة العامة والإدارية    الإمارات تعرب عن قلقها من تطورات الأوضاع في طرابلس الليبية    ريال مدريد يعلن غياب دياز عن مواجهة مايوركا    حل أزمة حسام البدري وجهازه المعاون في ليبيا    الأرصاد تنفي تعرض البلاد لموجة حارة غير مسبوقة: لن نسجل 50 درجة    الثقافة تحتفي بمسيرة الشاعر أحمد عنتر في "العودة إلى الجذور".. الأحد    قيادي بمستقبل وطن: توجيهات الرئيس السيسي بشأن التعليم والصحة تعكس رؤية متكاملة لبناء الإنسان المصري    الفاو: منع وصول المساعدات إلى غزة "يُفضي إلى الموت"    "الجبهة الوطنية" تعلن تشكيل أمانة ريادة الأعمال    رفض الإقامة بالقصور وسيارته موديل قديم جدا.. 23 معلومة عن «أفقر رئيس في العالم»    قرار وزاري بتعديل ضوابط وتنظيم العمل في المدارس الدولية    الجريدة الرسمية تنشر قانون تعديل مسمى واختصاص بعض المحاكم الابتدائية (تفاصيل)    ميلان ضد بولونيا.. موعد نهائي كأس إيطاليا 2025 والقنوات الناقلة    محمد عواد يدرس الرحيل عن الزمالك .. وقرار مفاجئ من وكيله    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 الترم الثاني محافظة شمال سيناء    حجز محاكمة الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي للحكم    تأجيل محاكمة قهوجي متهم بقتل شخص إلى جلسة 13 يوليو    أحكام رادعة من الجنايات ضد 12 متهم بقتل شخصًا وترويع أسرته في أوسيم    الحكومة توافق على إقامة معرض بعنوان «مصر القديمة تكشف عن نفسها» بمتحف قصر هونج كونج    الليلة.. محمد بغدادي في ضيافة قصر الإبداع الفني ب6 أكتوبر    استقبالا لضيوف الرحمن فى البيت العتيق.. رفع كسوة الكعبة 3 أمتار عن الأرض    بالصور.. سوزان نجم الدين ومحمود حميدة ضمن حضور العرض المسرحي "لعبة النهاية" و"كارمن"    مصطفى كامل.. طرح أغنية «قولولي مبروك» اليوم    استمرار فعاليات البرنامج التدريبي "إدراك" للعاملين بالديوان العام في كفر الشيخ    تأجيل محاكمة 17 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية" لجلسة 28 مايو    التحفظ على 256 بطاقة تموينية وضبط مصنع تعبئة كلور داخل مزرعة دواجن بالغربية    البنك المركزي: القطاع المصرفي يهتم كثيراً بالتعاون الخارجي وتبادل الاستثمارات البيني في أفريقيا    «الشرق الأوسط كله سف عليا».. فتحي عبد الوهاب يكشف كواليس «السيلفي»    النيابة تستأنف التحقيق في انفجار خط غاز بطريق الواحات: 8 ضحايا واحتراق 13 سيارة    لأصحاب برج السرطان.. اعرف حظك في النصف الثاني من مايو 2025    «أنا عندي نادي في رواندا».. شوبير يعلق على مشاركة المريخ السوداني في الدوري المصري    إعفاء وخصم وإحالة للتحقيق.. تفاصيل زيارة مفاجئة إلى مستشفى أبو حماد المركزي في الشرقية    إيتيدا تشارك في المؤتمر العربي الأول للقضاء في عصر الذكاء الاصطناعي    المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية    الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن    مسئول أمريكي سابق يصف الاتفاق مع الصين بالهش: مهدد بالانهيار في أي لحظة    وكيل عمر فايد يكشف ل في الجول حقيقة إبلاغه بالرحيل من فنربخشة    التعليم العالى تعلن نتائج بطولة السباحة للجامعات والمعاهد العليا    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    حالة الطقس في السعودية اليوم.. طقس متقلب على كل الأنحاء وفرص لرياح محملة بالأتربة    الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء: 107.5 الف قنطار متري كمية الاقطان المستهلكة عام 2024    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرتي تفاهم مع جامعة الأقصر خطوة استراتيجية لإعداد كوادر طبية متميزة (تفاصيل)    هآرتس: إسرائيل ليست متأكدة حتى الآن من نجاح اغتيال محمد السنوار    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الحلقة الثالثة، خالد أباظة ل«الشروق»: تم تحذيرى من مقال «وزير الداخلية والمايوه البيكيني!»
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 12 - 2015

- نشرت تصريح على لسان رؤوف غبور وهاجمنى الجميع.. «لا هو ينفع يقول كدا ولا انت ينفع تكتب اللى كتبته»!
- فاجأنى عادل خضر عندما قال سنمنح أخبار اليوم 22 سيارة بدون مقابل من أجل عيونك فقط!
- لم أكن أتخيل أن يدخل أحد لمكتبى بهذه الثقة ويعرض على رشوة صريحة بمئات الالاف من الجنيهات!
- قالت لى الفتاة: احنا مش بس عاملين ليكم عشاء، احنا كمان هنوزع عليكم هدايا!
- أكبر شهادة نجاح لى.. يوسف منصور يطلب القاط صورة معى
- استغل البعض خلافى مع غبور وكان هدفهم أن تكون نهاية علاقته مع أخبار اليوم
- علاقتى المهنية مع عائلة منصور كانت الأكثر رقي طوال 16 عاما
- كنت اتصل بزياد الرفاعى قائلا: «انقذنى أنا هروح في داهية»!
- تألمت لنقدى شاذلى مصطفى بقسوة ولكن واجبى الصحفى أجبرنى على ذلك!
- تسلل الطوبجى بذكاء إلى سوق السيارات وأصبح يمثل صوت عاقل ومسموع
- هيونداى Matrix كانت فكرة «مجنونة» من رؤوف غبور هزت السوق المصرى!
- قاطعنى هشام حسنى بسبب نقدي العنيف وقلت له: انت تعتقد أننى اذيتك ولكننى قدمت لك خدمة!
- كنت أستمع للإشاعات والاتهامات حول «قعدة القهوة» مع مسئولي السيارات وأبتسم!
فى الحلقة الثالثة للحوار الذى اثار جدلا كبيرا داخل مجتمع السيارات على مدار ثلاثة أسابيع، يستكمل خالد أباظة كشفه لأبرز محطات مشواره المهنى حصريا على صفحات ملحق سيارات الشروق، يروى لنا تفاصيل دقيقة لتحديات ومواقف صعبة مر بها، مواقف ووقائع اصطدم خلالها بعدد من المسئولين داخل سوق السيارات، وخارجه أيضا!، علاقاته بعدد من رجال الأعمال البارزين فى سوق السيارات، بدايتها وتطورها، والأزمات التى مرت بها.. تفاصيل يرويها لأول مره عن اتهامات تم توجيهها إليه من مجتمع السيارات، حقيقتها وكيف تعامل معها.. مقالات ندم على كتابتها، يقول أنها تسببت فى أذى لأشخاص بعضهم كانوا أصدقاء مقربين له بالفعل، والبعض الأخر لم تكن تربطه بهم أى علاقة، المثير أنه بالرغم من ندمه على كتابة بعض المقالات التى تقرؤون تفاصيلها هذا العدد إلا أنه أكد لى أن واجبه الصحفى حتم عليه كتابة ما كتب.. قصص وحكايات حول «قعدة القهوة» التى أثارت جدلا كبيرا فى مجتمع السيارات لسنوات عديدة، كيف انتشرت الأقاويل والإشاعات فى سوق السيارات؛ بأن «القهوة» تشهد وضع خطط التسويق وتوزيع ميزانيات شركات السيارات الإعلانية بين الصحف بإشراف من خالد أباظة نفسه!، حقيقة تلك الشائعات وكيف كان يتعامل معها؟!.. تفاصيل واقعة «الرشوة» التى تسببت له فى حالة من الذهول، وكيف تعامل مع الموقف وتمكن السيطرة على غضبه؟!.. كيف اصطدم بوزارة الداخلية ووزير الداخلية نفسه، لم يستمع لتحذيرات فريق عمله وقرر عدم التراجع وكتب ربما واحد من أجرأ العناوين فى الصحافة المطبوعة قبل ثورة يناير، وهو «وزير الداخلية والمايوه البيكينى»، تفاصيل دقيقة تقرؤوها فى هذه الحلقة التى يتحدث فيها أيضا عن محطات، وحكايات، وأشخاص، وعوامل كثيرة كانت مؤثرة بشكل من الأشكال فى رحلة 16 عاما..
- إذا تحدثنا عن سبق صحفى أو إنجاز أسعدك، فماذا تذكر؟
(57)
حديثى مع رجل الأعمال الشهير يوسف منصور، وهو عميد عائلة منصور، ورغم أنه كان متداخلا فى جميع تفاصيل الإدارة بشركاته وأغلب المشروعات إلا أنه كان يفضل دائما أن يظل بعيدا عن الأضواء، لذلك لم يكن يسمح بأحاديث أو لقاءات صحفية بأى من الأشكال، وقررت أن أجرى معه حوار صحفي، محاولات استمرت لمدة 8 أشهر من خلال كبار موظفى الشركة ومكتبه وعادل خضر مدير عام المنصور للسيارات والصديق زياد الرفاعى مدير قطاع التسويق فى ذلك الوقت، الحقيقة أن الكل اجتهد حتى جاءت الموافقة لأجرى أول حوار صحفى مع عميد عائلة منصور.
(58)
أعتبر هذا الحوار من أهم إنجازاتى على مدار 16 عاما فى ملحق السيارات، عندما يكون رجل أعمال بهذا الحجم وهذا النجاح، يرفض دائما الظهور والحديث للصحافة وأفوز بأول حديث صحفى معه فهذا إنجاز كبير بالنسبة لى، ذهبت للقائه وكان المحدد لى ساعة واحدة فقط واستمرت الجلسة لأربعة ساعات كاملة!، رد خلالها بكل بساطة على جميع أسئلتى ولم ينزعج من تطرقى لكثيرا من التفاصيل، ورغم كتابتى لعدد من الأسئلة التى اعتبرتها شائكة وكنت أعتقد أنه سوف يطلب استبعاد عدد منها أو سوف يرفض الإجابة عنها، إلا أن ذلك لم يحدث، واعترف لى خلال الحديث بالعديد من الأسرار والخبايا التى كان يتم نشرها لأول مرة وبعضها كان يخص أدق التفاصيل، والمناقشات داخل العائلة منها مثلا؛ شعورهم بالندم لعدم اقتحامهم سوق شبكات المحمول فى بداياته رغم أن الفكرة كانت مطروحه بالفعل على مائدة المناقشات فى الشركة إلى أن القرار النهائي الذي تم اتخاذه وقتها كان عدم الاستثمار فى هذا المجال لشعور بعض أفراد العائلة أنه غير مجدى من الناحية الاقتصادية والربحية، وهذا كان خطأ كبير من وجهة نظره أثناء اجراء الحوار معى، وكانت المرة الأولى فى تاريخ ملحق أخبار اليوم التى يتم فيها فرد حوار على صفحتين كاملتين، أدهشنى فعلا تواضع هذا الرجل، وكيف يتعامل بتلقائية رهيبة، وكان هذا شعورى منذ اللحظة الأولى التى دخلت فيها إلى مكتبه وحتى قبل نهاية اللقاء بلحظات حيث فاجأنى قبل أن أغادر مكتبه قائلا: «يا أستاذ خالد، ممكن أطلب منك طلب؟ ومش عارف انت هتوافق عليه ولا لأ».
(59)
كان من الطبيعى أن أتوقع أن يطلب إرسال نسخة من الحديث قبل النشر لمكتبه، خصوصا بعد أن تحدثنا عن كثير من التفاصيل التى تخص اقتصاد الدولة، وسياسات الحكومة، وفى تلك اللحظات ما كان يدور فى رأسى أن الرجل ربما لا يثق فى بشكل كامل لأننى صحفى متخصص فى السيارات وليس الاقتصاد. وردا على سؤاله وكنت متوقعا طلبه قلت: «إتفضل يا فندم أطلب اللى حضرتك عايزه» وجاء رده بعيدا تماما عن توقعاتى واجتهاداتى!!، وفاجأنى عميد عائلة منصور قائلا:
- هطلب منك إنى أخد صورة معاك
- معقول يا فندم!
- طبعا، عشان أنا بحبك ومتابع مقالاتك، وعايز أقول لك إنى حبيت أخبار اليوم بسببك
كان طلبا غريبا وعجيبا تماما، كنت في غاية السعادة لأن يصدر من رجل في حجم ومكانة يوسف منصور «صورة مع خالد أباظة»؟! بالنسبة لى تعنى الكثير، أن اجتهادى وعملى طوال سنوات سابقة نتج عنها أن يكون لى قراء ومحبين في مثل حجم يوسف منصور على المستوى المهنى، لم أكن أحلم بأكثر من ذلك!
فى الحقيقة كان الرجل فى منتهى التواضع والتلقائية، وهذا شكل من أشكال النجاح فى مجال الأعمال، فعائلة منصور من الأكثر نجاحا والأكثر رقى أيضا على مستوى مجال السيارات، لا تهتم فقط بعملية البيع بقدر ما تقدمه من خدمة متكاملة تضم بيع وخدمات ما بعد البيع، ومنذ عدة سنوات أطلقت الشركة شعار فى حملاتها التسويقية يقول: «مع منصور أنت فى أيد أمينة»، وهو أفضل شرح – من وجهة نظرى – لأداء هذه الشركة وكيفية تعاملها مع المستهلك المصرى على مدار السنوات.
(60)
ربما كانت علاقة ملحق السيارات مع منصور علاقة تاريخية!، وكانت الشركة من أكثر الشركات دعما لنا، فكنت مع فريق العمل على مدار سنوات طويلة، نطلب منهم رعاية أعداد خاصة ومعارض وأحداث وبطولات تنظمها أخبار اليوم، وفى الحقيقة لم تخذلنا أبدا تلك الشركة، وفى المقابل كنا نقدم لهم بالطبع أفضل خدمات على المستوى الصحفى، حتى أنه نتيجة لدعمهم المستمر كنت فى الكثير من الأوقات أقول لنفسى: «بالبلدى كدا خلى عندك دم!»، فى أسابيع كثيرة لم يكن الملحق يصل للأرقام المستهدفة، وكنت ألجأ للصديق زياد الرفاعى فورا بمكالمة هاتفية قائلا – بضحك - :«يازياد انقذنى أنا هروح فى داهية الأسبوع دا!، معنديش كم إعلانات كبير وعايز صفحة إعلان أو نصف صفحة على الأقل»، وكان على الفور يطلب منى الانتظار لنصف ساعة حتى يراجع مع إدارته كيف يمكن تنشيط المبيعات من خلال الحملات الإعلانية فى هذا الأسبوع، وكانت الإدارة لا ترفض أبدا طلبا لملحق أخبار اليوم، وكان يأتينا الرد فورا بموافقة استثنائية فى إطار العلاقة المميزة التى نجحنا فى تأسيسها على مدار السنوات مع هذه الشركة المحترمة.
- بجانب الدعم المستمر، أذكر أن المنصور للسيارات قدمت لك دعما استثنائيا عزز موقفك أمام إدارة أخبار اليوم بشكل غير مسبوق؟
(61)
بالفعل حدث ذلك، وكانت تلك الواقعة مع بداية تولى د. عهدى فضلى رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم فى 2005، استدعانى وأخبرنى أن الإدارة قررت أن تجرى عملية إحلال وتغيير لعدد كبير من سيارات أخبار اليوم القديمة والتى تضاعفت تكاليف صيانتها، ولم تعد على قدر جيد من الكفاءة، لذلك سوف يتم بيعها فى مزاد علنى، وشراء 22 سيارة جديدة، وكلفنى فى ذلك الوقت بتقديم عدد من العروض للإدارة بالتعاون مع شركات السيارات، حيث يتم تسديد 50٪ من المبلغ نقدا و 50٪ يتم سدادها كمساحات إعلانية يتم نشرها بملحق السيارات، مع توافر بعض الشروط فى السيارة التى أقوم بترشيحها أهمها استهلاك الوقود الاقتصادى والعملية، وتوافر قطع الغيار، وأن يكون ناقل الحركة يدويا «مانوال»، وبالفعل رشحت له 3 أو أربع أنواع لسيارات حديثة فى ذلك الوقت يتوافر فيها جميع الشروط وكان من ضمنها السيارة أوپل Vectra، التى نالت إعجاب الإدارة فى ذلك الوقت، وطلبوا منى أتمام الصفقة.
وتوجهت لمدير عام المنصور للسيارات عادل خضر، أحد أشهر وأنجح القيادات فى مجال السيارات ببلدنا خلال هذه الفترة، أخبرته بالقصة كاملة وفوجئت بأغرب رد منه ولم يكن متوقع أبدا فقد أخبرنى بأنه نظرا للعلاقة المميزة التى تربط الشركة بأخبار اليوم، ولدعم ملحق السيارات المستمر لشركة المنصور للسيارات، قررت الشركة أن يتم سداد قيمة السيارات بالكامل نظير مساحات إعلانية وأن لا تدفع أخبار اليوم أى مبالغ نقدية للشركة، وكان قرار أفاد المؤسسة بشكل غير مسبوق فلأول مرة يتم سداد ما يزيد عن 3 مليون جنيه مقابل إعلانات قبل أن يتم نشرها، وأكد لى عادل خضر وقتها أن هذه الصفقة تمت فقط لسببين؛ أخبار اليوم وخالد أباظة، وقال لى: «لو مين كان طلب مننا دا عمرنا ما كنا عملناه تحت أى ظرف من الظروف!».
- إذا تحدثنا عن أكبر الشركات التى دعمت الملحق، فماذا عن مجموعة غبور التى كنت تصفها دائما بشركاء النجاح؟
(62)
بالطبع؛ كانت شركتى المنصور للسيارات وغبور من أكبر الداعمين لملحق السيارات على مدار 16 عاما، وربما لم تكن بداية علاقتى بشركة غبور أفضل بداية بعد أن تم طردى من مكتب مدير التسويق – كما ذكرنا الأسبوع الماضي-، إلا أن العلاقة تطورت سريعا جدا وأصبحت أخبار اليوم وغبور شركاء نجاح بمعنى الكلمة، وبالطبع أذكر أول لقاء لى مع الدكتور رؤوف غبور، كان فى أواخر 1999 أو أوائل 2000 على ما أذكر، وكانت شركة غبور تمر بأزمة فى ذلك الوقت، وتقدمت الشركة بطلبات لجدولة ديونها للبنوك وعدد من الجهات الأخرى من ضمنها مستحقات مؤسسة أخبار اليوم، التى كانت تبلغ عدة ملايين فى ذلك الوقت على ما أذكر، وقام الدكتور رؤوف بدعوتى فى منزلة الخاص، وكان أول لقاء بيننا واستمر لخمسة ساعات، حكى لى خلالها على مشوار عائلته وشرح لى الأزمة التى كان يمر بها فى ذلك الوقت الحرج، وكيف يخطط لحلها وتجاوزها، وطلب منى جدولة المستحقات الخاصة بمؤسسة أخبار اليوم، ونقلت طلبه للإدارة وقتها وتمت الموافقة لاسم غبور اللامع والمحترم، وأذكر أن الأزمة انتهت سريعا جدا، خلال ثلاثة أسابيع تقريبا تم حل جميع المشاكل وبدأ الخط البيانى لغبور فى الصعود، والمدهش كان تزامن صعود الخط البيانى أيضا للملحق مع شركات غبور، ومرت السنوات وأصبحنا شركاء نجاح بمعنى الكلمة.
..وما حقيقة وصفك دائما لدكتور رؤوف غبور بأنه رجل أعمال يسير عكس التيار «من خلال مقالاتك عنه»؟
(63)
إذا تحدث عن الدكتور رؤوف غبور، هو رمز من رموز صناعة وتجارة السيارات فى بلدنا، والحقيقة أنه يمتلك قدرة مدهشة على إبهار أى شخص يجلس معه أو حتى فى حديث سريع خلال دقائق، كان أكثر من أجريت معه حوارات صحفية، وكنت فى كل فترة أطلب لقائه، فى كثير من الأحيان لا يكون يريد الحديث، لأسباب مختلفة، حالة ركود مثلا أو ظروف صعبة تمر بها السوق...إلخ، ولكنه كان يوافق دائما على هذا إجراء هذا اللقاء الذى ينتهى بحديث صحفى رائع وأكثر من 10 عناوين، كل عنوان، انفراد صحفى فى حد ذاته، وربما المميز جدا عندما نتحدث عن رؤوف غبور هى رؤيته بعيدة المدى دائما، وشجاعته التى كنت أصفها فى الكثير من الأوقات ب«القلب الميت»، فى أشد الأزمات وأكثر الأوقات ركودا، وفى الوقت الذى كان يتجه الجميع فيه إلى ترشيد النفقات وتعليق المشروعات التوسعية، تجد رؤوف غبور يسير وحيدا عكس التيار، دائما عكس التيار، اتضح ذلك بقوة بعد ثورة يناير مثلا، وفى عز أزمة السوق، خرج بمشروعاته الجديدة، عنده دائما إيمان بدورة كرجل أعمال مصرى، وفكر مختلف فى أنه يجب أن يعمل بقوة وقت الأزمة وبعد انتهاء الأزمة أو الوقت الصعب ومع ارتفاع المؤشرات سوف يسجل أرقام نمو قياسية، هو يرمى «شباكة» عندما تكون المياه راكده ومتوقفة عن الحركة ويكون غيره من رجال الأعمال، فى حالة «بيات شتوى» وحزر وترقب ورغبة في الحفاظ على أموالهم واستثماراتهم وأعمالهم، وعندما تعود المياه والحياة للدوران والارتفاع مره أخرى نجد «شباك غبور» تخرج دائما محملة بأنواع عديدة من الأسماك والقروش وفى بعض الأحيان الحيتان التى تلتهم منافسيها بلا رحمة أو رأفة، هذا هو فكر رؤوف غبور – الذكى جدا – والذى مكنه على مدار سنوات عديدة من أن يصبح الرجل القوى والعقلية الفذة التى لا تنهزم أو تستسلم أبدا!.
(64)
كنت شاهدا عليه على مدار 16 عاما، كصحفى لديه دائما حالة انبهار بهذا الشخص، وأذكر أننى كنت ألجأ له دائما بمكالمة تليفونه فى الأوقات التى كان يصيبنى فيها الإحباط، بسبب تقلبات سوق السيارات، وأجده على العكس تماما، متفائلا جدا، بشكل يدعو للتعجب!، وخلال دقائق ينجح فى نقل حالة التفاؤل إلى بشكل كامل، وننهى المكالمة التى بدأت بأقصى درجات الإحباط وانتهت بحالة عجيبة من التفاؤل، وأقبل على العمل بشكل كامل بعد إدراكى أن الأزمة التى تمر بها السوق أوشكت على الانتهاء برؤية رؤوف غبور، ولذلك كان دائما أول شخص ألجأ إليه فى تلك الحالات، وأجده دائما عنده وجهة نظر مختلفة عن سوق السيارات بالكامل؛ وهى كيف نستطيع أن نستغل الوقت خلال الأزمة لتحقيق النمو، باختصار كنت دائما أجد عنده Positive Energy أو طاقة إيجابية عندما أحتاج إليها، وكنت أتساءل إذا كان هذا هو الوضع بالنسبة لى؛ فكيف يتعامل هذا الرجل مع فريقة، كنت أتخيل كيف يقوم بشحنهم دائما بتلك الطاقة الإيجابية ويجعلهم مقبلين على العمل مهما كان وضع السوق ومهما كانت الظروف، كانت مكالمة ربع ساعة كافية لكى ينقل لى حالة التفاؤل.
- وهل تذكر وقائع محددة كنت شاهدا عليها؟
(65)
بالتأكيد؛ فى سنة من السنوات كنت أجرى معه حديث صحفيا، وقال لى أنه سوف يضاعف حجم مبيعاته إلى حوالى 27 أو 29 ألف سيارة – على ما أذكر – وكان إجمالى مبيعات السوق فى هذا الوقت 90 ألف سيارة سنويا وفقا لما أذكر أيضا ودار بيننا حوار فيه نوع من أنواع التحدي، قُلت له:
- عايز تقول أنك هتستحوذ على 27٪ تقريبا من السوق؟!!
- أيوه، أنا واثق فى علامة هيونداى وأملك ثقة العملاء، هتشوف.
- مش عارف!، بس أنا هكتبها وهسجلها عليك، وهنشوف، بس ما تزعلش منى أننى ههاجمك وانتقدك بشدة لو ماحصلش هذا الحلم الجميل الذى يراودك الآن.
- أنا موافق وأوعدك مش هزعل من أى كلمة تقولها وقتها، بشرط عدم حدوث أى أزمات أو كوارث داخل السوق العام القادم.
وهذا ما حدث فعلا، تحقق كلام الرجل، واستحوذ سنتها على نسبة المبيعات التى قام بتحديدها، كان شيئا مبهرا لى وللسوق كله، ولا أخفى سرا أننى اعتبرته بمثابة رد اعتبار بالنسبة لى أنا شخصيا، خصوصا بعد التعليقات السلبية والساخرة التى وصلتنى بعد كتابة ما قاله رؤوف غبور، فقد تمت مهاجمته ومهاجمتى وكان يقال لى وقتها: «لا هو كان ينفع يقول كدا ولا أنت تنفع تكتب كده»، واتهمنى البعض بأننى كنت أحاول مجاملة الرجل و«تلميعه» حتى يكثر من حجم انفاقه الاعلانى داخل ملحق السيارات بأخبار اليوم، لكن أثبت رؤوف غبور بالمبيعات والأرقام، رؤيته وأثبت أيضا أنه يعمل طبقا لخطط مدروسة جيدا جدا!.
(66)
وفى جلسة أخرى بعد عودته من إحدى الاجتماعات فى كوريا الجنوبية مع مسئولى هيونداي، كان يروى لى تفاصيل الاجتماع الذى كان بهدف تحديد الطرازات التى سوف يتم اطلاقها فى السوق المصرية، والذى لا يعرفه البعض أن رؤوف غبور كان يحرص دائما على اختيار الطرازات بنفسه على عكس عدد من رجال الأعمال الذين يتركون تلك التفاصيل لموظفين لديهم، وعرض الكوريون عليه عدد من الطرازات؛ ثلاثة أو أربعة.
وقال لى: «وقت ما كانوا بيفرجونى على العربيات شوفت عربيه واقفة بعيد وكانت Matrix، وسألتهم عنها» ويضيف غبور: «قالوا لى: دى عربية جديدة لأسواق تانية غير مصر»، وأصر غبور على طلب تلك السيارة بكميات ضخمة وقال لهم أن هذه السيارة تحديدا سوف تحدث طفرة فى السوق المصرى لذلك يجب أن يحصل عليها، وقد كان.. فقد حققت السيارة نجاحا منقطع النظير، ربما لم يكن متوقعا على الإطلاق فلم تكن فقط فئة MPV التى تنتمى إليها Matrix حديثة على السوق، بل كانت سيارة هيونداى هى أول سيارة من هذه الفئة يتم إطلاقها محليا!، وحققت قصة نجاح هائلة، على مستوى المبيعات وخدمة ما بعد البيع، والأهم من ذلك على مستوى رضا العملاء، وكتبت وقتها: «رؤوف غبور.. شابوه»، رؤية «فظيعة» ودائما عكس التيار!.
- ما هي حقيقة الأزمة أو الخلاف الذي وقع بينك وبين رؤوف غبور؟! وماذا عن «الخناقة بتاعت كل سنه»؟
(67)
حدثت مشكلة بينى وبين رؤوف غبور بالفعل، خلاف تضخم وأصبح كبيرا بسبب «تسخين» بعض «الناس»، الحقيقة أن الخلاف كان ممكن أن ينتهى بسرعة جدا، جلسة صلح أو حتى مكالمة تليفونية طويلة نتبادل فيها الآراء والعتاب، ولكن لم يحدث ذلك، لا أدرى لماذا؟، ربما كان خطأ منى أو منه، استغل البعض هذا الخلاف بأسوأ شكل ممكن، وكان هدفهم أن يكون نهاية علاقة أخبار اليوم وغبور، واستمر الخلاف لعدة أسابيع ثم انتهى بأسرع مما تخيل البعض وتمنى البعض أيضا، زيارتى له في مكتبه بأبورواش أنهت الخلاف كله، يومها تخيلت أن نقضى ساعات عتاب طويلة، والنقاش الساخن ودخلت إلى مكتبه بعد استأذنت من مديرة مكتبه، فتحت باب المكتب، ووقف «الدكتور» ليعانقنى بحب ومودة كعادة لقاءاتنا معا ثم جلسنا حوالي ساعتين داخل المكتب لم نفتح خلالهما أى شيء يخص الخلاف الذى كنا فيه والذى يبدو أنه كان قد انتهى بالفعل، منذ لحظة دخولى مكتب رووف غبور شريك أخبار اليوم في قصة نجاح ملحق السيارات.
المدهش أن العلاقة عادت أقوى بكثير واتفقنا وقتها أن لا يتدخل أى شخص بيننا مره أخرى، فعلى المستوى الشخصى رؤوف غبور هو أخ أكبر بالنسبة لى، ولا يمكن أن أخفى إعجابى به، فعندما ترى أحد يملك أدوات تحقيق هذا القدر الكبير من النجاح، يحب أن تنبهر به وهذا هو الوصف الدقيق، كان عندى حالة الانبهار دائما بالدكتور غبور، وأزعم أيضا أننا تربطنا علاقة خاصة، بعيدا عن العمل، كثيرا كان يحدث بيننا لقاء أو مكالمة تلفونية، ليس لها علاقة بالملحق أو بشركات غبور.
(68)
أما بالنسبة لحكاية «الخناقة السنوية» ففى النصف الثانى من شهر ديسمبر وعلى مدار 15 عاما كان لدينا مع غبور أو فريق عمله المتألق، اجتماع ساخن أو «خناقة كل سنه»، اجتماع تجديد عقد الشراكة الإعلانية أو الرعاية بين شركات رؤوف غبور و بين أخبار اليوم، التى كنت أمثلها أنا وزميلى أشرف أحمد مسئول الإعلانات، وكانت أشبه ب«معركة» ننسى تماما أى صداقة بيننا ونبدأ تلك «الخناقة»، كل طرف يريد أن يفوز بأكبر قدر من المزايا للجهة التى يمثلها وتمر ساعات طويلة، أربعة أو خمسة ساعات حتى نصل إلى حلول وسط تضمن مصالح الطرفين وتكون مرضية لمؤسستنا ومجموعة شركاته، وتنتهى «الخناقة» ونعود أصدقاء من جديد لمدة 12 شهر، حتى يأتى الموعد الثابت ل«الخناقة» في العالم التالي.
- هناك اتهام وجه لك من الوسط الصحفى ومجتمع السيارات أيضا، تم اتهامك بالتدخل فى توزيع الحصص الإعلانية بين الإصدارات من خلال ما كان يسمى ب«قعدة القهوة» والتي كانت تجمع بينك وبين عدد كبير من قيادات السوق.. كيف ترد على هذ الاتهام؟
(69)
يرد أباظة ضاحكا ويقول: كنا نستمع دائما لهذه الاتهامات، وكانت تضحكنا باستمرار، كنا مجموعة من الأصدقاء تجمعنا «قعدة» مره أو مرتين كل أسبوع، مثل أى مجموعة أخرى من الأصدقاء، قصة «قعدة القهوة» التى أثارت بالفعل جدلا كبيرا فى السوق وبعض الاتهامات التى تفوق ما قمت حتى أنت بذكره، بدأت بثلاثة أشخاص أنا ورامى جاد وعبد القادر طلعت كنا نجلس فى مقهى فى شارع الثورة بالدقى يسمى lipstick، ثم بدأ المزيد من الأصدقاء فى الانضمام؛ أحمد الخادم وخالد يوسف وأحمد عبيد و خالد حسنى وهشام حسنى، وكان يشرفنا كل فترة بالزيارة أحمد منصف الأخ الأكبر والذى نعتبره الأب الروحى لتلك المجموعة، وعدد أخر من الأصدقاء الذين كانوا يمروا علينا ولكن لم يكن حضورهم بشكل دائم، مثل يحيى عبد القدوس وأحمد غزى والحقيقة أننا كنا نستمع دائما لتلك الأقاويل: «خالد بيلم صحابه وبيقسموا ميزانيات الإعلانات على القهوة».. «دا بيحطوا خطط السوق مع بعض على القهوة» وكانت تثير سخريتنا، ولكنى لم أكن أعلق على ما يقال في ذلك الوقت!، الحقيقة أننا كنا مجرد مجموعة من الأصدقاء تلتقى هروبا من ضغوط العمل والحياة، لذلك كان أخر همنا أن نناقش أى شيء يتعلق بالعمل، ربما نتحدث عن السوق وظروفه كأصدقاء ولكن لم تتطور أبدا تلك الجلسة لمناقشة عمل، وحدث بالفعل أن دعوت بعض المسئولين لاجتماعات داخل المقهى، وكنت أترك الجلسة وأذهب بالضيوف لطاوله أخرى وننهى اجتماعنا سريعا وينصرفوا، وأعود من جديد لجلستنا، التى كانت جلسة استرخاء، ولم يكن لها أى علاقة بالعمل.
- خلال مشوارك؛ هل فاجأك أحد مسئولى الشركات بنجاح مبهر لم تكن تتوقعه بالفعل؟
(70)
يصمت أباظة قليلا ويقول: يمكن أن نتوقف عند فريد الطوبجي، فعندما تولى الرجل مسئولية قيادة المجموعة الباڤارية للسيارات، وكلاء BMW وميني، كانت هناك حالة من الترقب الشديد من صحافة السيارات بشكل عام، المسئولية كانت كبيرة جدا، والتحدى كان صعبا، خصوصا وأن وضع BMW لم يكن فى أفضل أحواله بسبب بعض القرارات التى كان قد اتخذها الألمانى اُولى أوربان، ولم يكن من السهل إدارة تلك المنظومة الضخمة فى ظل كل هذه المشاكل، وفريد الطوبجى ليس من أبناء سوق السيارات فى مصر، ولكن فى وقت قصير جدا تمكن من الإلمام بخطوط الشركة هذا بجانب تمكنه من اختراق أو التسلل بمهارة شديدة وذكاء إلى قلب سوق السيارات، عرف خبايا السوق وأسراره وخلال فترة قصيرة أصبح أحد أعضاء منظومة السيارات نفسها فى مصر، بعيدا عن مقعدة فى المجموعة الباڤارية، وكان يمثل صوت عاقل ومسموع داخل سوق السيارات، أفكاره كانت تعجبنى فى الكثير من الأحيان، وكانت بيننا علاقة محترمة، لديه حكمة عند اتخاذ القرار، كان مستمعا جيدا جدا، يستمع لآراء المحيطين به دون أن يتخذ أبدا قرارا متسرعا، يحصل على المعلومات بشكل كامل ثم يتخذ القرار المناسب بشكل متأنى، وكنت شاهدا على الكثير من تلك القرارات والمواقف وسوف أذكر مثال صغير كان يتعلق بمؤسسة أخبار اليوم، وتفادى الطوبجى أزمة كانت لتقع بين مؤسستنا والمجموعة الباڤارية.
(71)
أذكر أن أحد مسئولى التسويق حديثى التعيين فى الشركة، كانت ضمن مسئولياته توقيع أوامر النشر مع الصحف، ومن بينها بالطبع ملحق أخبار اليوم، بعد أيام قليلة من تعيينه ذهب لمكتب فريد الطوبجى وطلب لقائه وقال له نصا:« أخبار اليوم بتخدعنا، احنا بناخد سعر الصفحة أغلى من شركات تانية، وأحنا لازم نطالب أخبار اليوم بمساواة أسعار الاعلانات الخاصة بنا بالأسعار التى تمنحها لجميع المعارض والموزعين» وكان الكلام مقنعا بالنسبة لفريد الطوبجى الذى يريد بالطبع مصلحة شركته، ورد عليه الطوبجى قائلا: «انت لازم تتخذ كل الخطوات وتعمل اجتماع مع إدارة الملحق وبلغهم استيائنا».
(72)
فى اليوم التالى عرف أحد كبار الموظفين البارزين ما قاله زميلهم حديث التعيين لرئيس مجلس إدارة المجموعة، وكان يرى ببعد نظر أن الموظف الجديد على وشك أن يجر المجموعة الباڤارية ويورطها فى خلاف بدون داعى مع مؤسسة أخبار اليوم، خصوصا وأن السعر الذى يسعى له الموظف الجديد، سوف يوفر ما يعادل سعر صفحة أو صفحتين إعلان على إجمالى حملة الشركة الإعلانية على مدار العام!، وتحدث المسئول مع فريد الطوبجى وأخبره أن المجموعة الباڤارية على وشك خلاف ليس له أى داعى مع أخبار اليوم، ولا يمكن أن نقوم بالتحرك بهذا الشكل، عندما نعلم أن هناك فرق سعر بيننا ونحن مجموعة ضخمة وبين معرض على ناصية شارع، خصوصا وأن أخبار اليوم تقدم لنا الكثير من الخدمات الصحفية والتغطيات داخل مصر وخارجها، باعتبارنا أحد أكبر عملائهم، وأنه لا يمكن أن نخسر تلك المزايا مقابل مبلغ زهيد فى فارق سعر الصفحة، وبجانب المساندة المستمرة لملحق أخبار اليوم إذا قامت إدارة الجريدة بحساب تكلفة تلك المساحات والخدمات التحريرية فربما تفوق ضعف ما تتكلفه حملتنا الإعلانية كاملة خلال العام، وانتهت القصة تماما بعد هذا الاجتماع بعد أن استمع لجميع الآراء، وقرر إغلاق الموضوع تماما، وعدم فتحه مره أخرى أو حتى الاتصال بى بشأنه الحقيقة أن فريد الطوبجى كان يتميز بالحكمة، كما ذكرت مسبقا فهو مستمع جيدا وصوت عاقل داخل سوق السيارات.
- ..إذا تحدثنا عن أصعب موقف تعرضت له خلال مشوارك الطويل مع ملحق السيارات بأخبار اليوم، ما هو؟
(73)
مواقف صعبة كثيرة، ولكن واقعة محددة أذكرها جيدا واعتبرتها فعلا أصعب موقف مر على، كانت هناك سيارة جديدة سوف يتم إطلاقها فى السوق من قبل شركة تدعى «هويدى موتورز» وكان اسم السيارة لاندروك، وجاءنى الزميل مسئول الإعلانات بأخبار اليوم وأخبرنى أن صاحب الشركة محمود هويدى يريد مقابلتي في مكتبي، ورحبت به باعتباره عميل جديد يقدم سيارة جديدة للسوق فى بلدنا، وجاءنى حسب الموعد المتفق عليه، وبدأ الاجتماع بشكل عادى جدا، سألته عن مواصفات السيارة وموعد إطلاقها، حتى نرتب لإجراء تجربة قيادة، تناقشنا فى التغطيات الصحفية والحملة الإعلانية، الحديث كان عادى جدا وروتينى وكاد أن ينتهى الاجتماع بهذا الشكل حتى قال:
- يا أستاذ خالد، احنا كده بقينا شركاء
- فعلا، احنا هنبقى شركاء نجاح ان شاء الله، مؤسستنا وشركتك، بس لو العربية اللى انت جايبها تستاهل!
- خلاص أنا وانت شركاء
- ياحاج هويدى، ما أنا بقولك لو العربية تستاهل كلنا هنبقى شركاء فى النجاح أخبار اليوم و شركتك
- أنا مليش دعوة بأخبار اليوم
- مش فاهم أنت تقصد إيه، إنت عايز إيه بالظبط؟!
- يا أستاذ خالد انت هتبقى ضامن لأعلى مبيعات ممكن تحقيقها صح؟
- يا سيدى ما أنا قلت لك، إذا كانت العربية تستاهل هتبيع كويس، احنا هنعمل أقصى جهدنا فى الملحق وربنا يسهل
- طيب، وحقك ومجهودك ده مش له تمن؟
كان الرجل يعرض على بالفعل رشوة صريحة، ولكنى لم أستوعب إلا بعد أن قال: «مجهودك ده مش له تمن؟» ولكنى لم أكن أريد التسرع فى رد الفعل، ربما لم يكن يقصد ما فهمته، وسألته من جديد لأتأكد تماما: «وإيه التمن؟»
ورد قائلا: «نسبة هيتم تخصيصها لك من كل عربية هتتباع».
(74)
انتابتنى حالة من الذهول، من أقنعه أن يدخل لمؤسسة أخبار اليوم، ويتخيل أن باستطاعته أن يقوم برشوة أى فرد من أفرادها!، وسكت لثوانى، وكانت مشكلتى فى ذلك الوقت أنى أمثل أخبار اليوم، لذلك لم يكن من الممكن أن أتجاوز فى حقة وحاولت الحفاظ على هدوئى وقلت له: «أنا بنهى القعدة دى ومش عايزك تانى فى مكتبى واتفضل اطلع بره»، وخرج من مكتبى، وكان أغرب موقف تعرضت له ربما خلال حياتى العملية كلها، أن يأتى أحد بهذه الثقة إلى مكتبى ويتخيل أنه من الممكن أن يقوم برشوة أحد أفراد أخبار اليوم، أو حتى أى زميل فى الصحف المنافسة، فأنا أزعم أن سوق السيارات فى مصر سوق محترمة، ومجتمع صحافة السيارات أيضا مجتمع محترم، وإن حدثت تجاوزات بهذا الشكل سوف تنكشف للجميع كما تعلم، مجتمع السيارات فى مصر صغير، «وبالبلدى كده أى حاجه فيه بالشكل ده هتتعرف على طول»، ولم أكتب شيء عن تلك الواقعة حتى لا أكون تسببت فى أذى لهذا الرجل الذى ربما تصرف بهذا الأسلوب نتيجة لجهل منه، وحاول الاتصال من جديد بمسئول الإعلانات، وأخبرنى الزميل وكلفته بمتابعة تلك الشركة دون أن أجتمع بصاحبها مره أخرى، وتحقيق الحد الأدنى من الخدمة المقبولة لهذه الشركة، وبعد عدة أسابيع كلفت الزميل هلال عويس أيضا بإجراء حوار صحفى معه، والحقيقة أننى حتى الأن لا أريد أن ألوم عليه، فمن المؤكد أن البعض وخصوصا الذين كانوا ينضمون للسوق دون خبرة قد يظنون أن صحفيى السيارات يقبلون مثل تلك الأمور، المهم أننى «عديت هذا الموقف بمزاجي» ولم أرغب فى تضخيمه وقتها و«استعراض عضلاتى» وفضح الرجل على صفحات أخبار اليوم، ربما التمست له عزرا، لقلة خبرته في السوق وعدم معرفته الشخصية بى، وأكثر من ذلك وافقت على لقاؤه عدة مرات على مدار الشهور التالية ونجحت في تحويل الموضوع لحجمه العادى، وكيل لسيارة وملحق لسيارات، هذا هو ماكان بينى وبين محمود هويدى، خلال الفترة التالية، والحقيقة أننى بعد أن عرفته عن قرب، وجدته «راجل ابن بلد» شهم وطيب جدا، بصرف النظر عن غلطته الوحيدة، التى حدثت معى!.
- هل ندمت على أي مقال كتبته وتمنيت لو أنك لم تكتبه أساسا؟
(75)
طبعا، مقالات كثيرة، أحيانا أجزاء منها أو عبارات أو حتى استخدام لبعض الكلمات فى غير موضعها، رأيت فيما بعد أنه لم يكن هناك داعى لنشرها أو ذكرها، لأنها قد تكون تسببت فى أذى نفسى لشخص عزيز على، أو حتى مسئول في شركة سيارات لا تربطنى به صلة صداقة، أبرز تلك المقالات كانت تخص احتفال لشركة عبد اللطيف جميل لتقديم توكيل جديد اسمه «هينو» للسوق المحلية، وكلفت الزملاء من فريق العمل بالتواجد وتغطية فعاليات الحفل، وقررت عدم الذهاب فلم يكن لى دور بعد تكليف الزملاء بالذهاب بجانب ضيق الوقت، وكانت الحفلة فى القرية الذكية، فجأة اتصل بى المهندس طارق عبد اللطيف، العضو المنتدب للشركة والذى كانت تربطنى به علاقة صداقة متينة، وأصر على حضوري، وقال لى أن نائب رئيس هينو العالمية، سوف يحضر إلى مصر ويريد مقابلتك، واضطررت للذهاب مع إصرار المسئولين فى الشركة التى كانت تربطنى بهم علاقات صداقة قوية، وصلت متأخرا بعد بدأ المؤتمر الصحفى ولم يكن لى دور فى المؤتمر فكنت أخطط لأجلس ربع ساعة أهنئ المسئولين فى الشركة وألتقى نائب رئيس الشركة الأم وأنصرف، فمن المؤكد أنه سوف يكون مشغولا بما هو أهم منى بالفعل، ووصلت ووجدت فتاة شابة فى الاستقبال ودار بيننا حوار لم أكن أبدا أتخيله؛
- أيوه يا فندم، مين حضرتك؟
- أنا أسمى خالد أباظة
- وجاى متأخر ليه؟
- معلش أنا أسف!، ممكن أخش!
- انت صحفى؟!
- أيوه
- فين؟ صحفى فين؟
- فى جورنال أسمه أخبار اليوم!
- ماشى، معاك «بزنس كارد» أو أى حاجه تثبت بيها انك صحفى و فى أخبار اليوم؟
- معايا أيوه!، اتفضلى الكارت.
- طيب، فاضل تلت ساعة ويخلص المؤتمر
- أنا موافق، بس أخش، مافيش مشكلة فيه زمايل ليا حاضرين جوه
- هتخش، بس متعملش أى «دوشه» عشان ده مؤتمر صحفى عالمي
- حاضر
- طيب، انت عارف كمان اننا عاملين عشاء؟ بعد المؤتمر الصحفى انت هتروح تتعشى
- قُلت ضاحكا: والله، ده ذوق منكم وكرم كبير، أنا فعلا كنت محتاج أتعشى جدا!
- بنظرة غريبة قالت: احنا مش بس عاملين ليكم عشاء، احنا كمان هنوزع عليكم هدايا وانتم ماشين
- كمان هدايا، ده كرم كبير منكم ومن مسئولين الشركة دى والله
- ياله، خش بقى اتفضل
- طيب، مع العشاء والهدية، مفيش مساهمه بمناسبة دخول المدارس كمان، أى منحة أو هدايا نقدية هتوزعها الشركة علينا جوه أو أى حاجه؟!
- نظرت إلى الفتاه بمنتهى التعجب ولم ترد
(76)
دخلت إلى القاعة وانتهى المؤتمر الصحفى فى دقائق وبغض النظر عن الفتاة التى استقبلتنى، لفت نظرى التنظيم الجيد للمؤتمر والمنظر «الشيك» للحفلة، وقابلت طارق عبد اللطيف وصديقى هشام حسنى مدير التسويق بالشركة وقدمانى لنائب رئيس الشركة الأم، وتحدثنا لعشرة دقائق ثم انصرفت، ولم أستطيع أن أمنع نفسى من كتابة الموقف فى مقال السبت، كتبت نقدا عنيفا جدا، كتبت أنه إذا كان ضيوف الشركة من الإعلاميين والموزعين والوكلاء على الأقل كان يجب أن يكون في استقبالهم أحد المنتمين للسوق، وأنه ليس مبررا على الإطلاق أن يتم «بهدلة» و «تهزيق» ضيف بهذا الشكل للتأخر عن المؤتمر الصحفى، فربما لا يريد الضيف حضور المؤتمر الصحفى أصلا، الذى يظل لفئة محددة جدا من المدعويين، إذا تأخر لا يجب أبدا أن تتم معاقبته بهذه الطريقة، كتبت أن الحفلة ليست مدرسة والمؤتمر الصحفى ليس طابور الصباح!، وكان لومى شديدا وقاسيا على فريق العمل فى الشركة، لأنها كانت سقطة كبيرة بالفعل فى التنظيم.
(77)
تم نشر المقال يوم السبت وتسبب فى مشكلة كبيره داخل الشركة، وللعلم كانت تقريبا 75٪ من ميزانية الشركة الإعلانية المخصصة للصحف قد حصلت عليها أخبار اليوم، ولكن لم أكن لأغمض عينى عن سقطة بهذا الحجم لفريق العمل، لذلك لم يكن لدى أى خيار غير أن أكتب، وندمت بعد نشر المقال، فقد تسبب فى أذى كبير لصديقى العزيز هشام حسنى وأضر أيضا بموقفة، فقد كان أول اختبار له من قبل الشركة فى مجال التنظيم حيث رأت الإدارة العليا لشركة عبد اللطيف جميل عدم ضرورة الاعتماد على وكالة أو شركة منظمة وأسندت الأمر أو المهمة بالكامل لإدارة التسويق التى يديرها هشام حسنى باعتبار تنظيم الحدث مهمة ضمن مهام هذا القسم، ولأنه كان الاختبار الأول له تلقى اللوم وحده بعد نشر المقال وكان اللوم عنيف جدا، وتسبب المقال فى أذى نفسى كبير لم أكن لأتخيله أبدا، وكان قد سافر فى إجازة لعدة أيام بعد الحفل، سافر يوم الخميس على ما أذكر لشرم الشيخ وعندما علم وقرأ المقال مساء يوم الجمعة، اكتأب ولم يغادر غرفة الفندق حتى موعد رجوعه للقاهرة، والحقيقة لم أكن متخيل أن يتسبب ما نشر فى هذا القدر من الضرر وحزنت عندما علمت ولكن لم يكن لدى خيار أخر وقلت له: «اللى حصل دا هيكون حاجة مفيدة جدا بعد كده فى مشوارك فى مجال التسويق، هتاخد بالك من أدق التفاصيل، وانت ممكن تكون متخيل انى عملت لك ضرر فظيع بس الحقيقة أنا عملتك خدمة!.
(78)
موقف أخر، ومقال ندمت عليه أيضا، كان يخص أخى وصديقى شاذلى مصطفى مدير قطاع التسويق بشركة غبور، والحقيقة أن حظه كان سيئا جدا معى، الواقعة كانت أثناء تقديم مجموعة غبور لسيارات مازدا فى مصر، وكالعادة كلفت زملائى فى الملحق بتغطية الحدث ولم أكن ذاهبا، وجاءتنى مكالمة هاتفية من الدكتور رؤوف غبور، وقال لى: «لو ماجتش يا خالد أنا هزعل»، وأنا بالطبع «مش قد زعل رؤوف غبور»، وذهبت للحفلة وكنت أنوى أن أجلس لنصف ساعة وأغادر، وحظ شاذلى أنى دخلت الحفلة فى توقيت إلقاء الكلمات، وتمت دعوة المسئول اليابانى إلى المنصة وشاذلى أيضا للترجمة، وبدأ المسئول اليابانى فى الحديث بالانجليزية، قال عدة عبارات ثم توقف ليقوم شاذلى بالترجمة، وإذا بالشاذلى يقرأ خطاب أخر، واستمر الوضع هكذا،ثم وجدت نفسى فى موقف لا أحسد عليه، كل من يجلس على طاولتى ينظر إلى ويسألنى: «هتكتبها إزاى دى يوم السبت؟!». وكتبت الواقعة، وعلمت أن المقال أثر على نفسية صديقى العزيز شاذلى، وتحدثنا وقلت له: «ما تزعلش منى، أنا أسف بس واجبى الصحفى كان يحتم على نشر الواقعة، والمشكلة أنى كنت موجود وقت الواقعة»، وسعدت بعد ذلك عندما علمت أنه لم يتم إلقاء أى لوم عليه من قبل الإدارة، فقد كان ينقذ موقف مفاجئ بعد أن تغيبت المترجمه بدون سابق إنذار وتم إعطاء شاذلى الخطبة وقرأها، وندمت على هذا المقال الذى تسبب أيضا فى ضرر لأخ وصديق عزيز.
- كانت لك العديد من المواقف مع وزارة الداخلية، وأذكر أنك اصطدمت بحبيب العادلى شخصيا؟
(79)
كان هناك عدة مواقف مع وزارة الداخلية، منها موقف طريف ومنها موقف رائع ومنها صدام عنيف أيضا مع وزارة الداخلية، أو مع حبيب العادلى نفسه، الواقعة كانت فى صيف 2007، كنت ذاهبا إلى قرية مارينا فى الساحل الشمالى، ودخلت من بوابة 4 أو 5 حسب ما أذكر، ثم فوجئت بجيش من عساكر الأمن المركزى، يقفون؛ لا حول لهم ولا قوة، فيما يشبه «تشريفه»، وكانت الساعة تشير للثالثة ظهرا والشمس حارقة، وكانوا يرتدون الزى الأسود الكامل لأفراد الأمن المركزى!، كان مشهدا غريبا جدا، العساكر مصفوفة على جسر من الجسور التى تشتهر بها مارينا، وفى نفس المشهد أمام العساكر وحولهم بنات وشباب بملابس البحر «والبنت اللى مش بالمايوه كانت لابسه شورت أو لافه نفسها بكاش مايوه »، ونظرت لوجوه العساكر وشاهدت حالة الذهول التى تسيطر على أعينهم وأفواههم!، ووسط هذا المشهد لجنه تفحص رخص الفتيات والشباب، وتوقفت فى اللجنه وسألت الضابط: «هو فيه إيه؟ العساكر دول واقفين كده ليه؟» وعلمت أنه هذا هو المتبع عندما يتواجد وزير الداخلية حبيب العادلى فى واحدة من ڤيلاته فى مارينا.
(80)
وكنت قد وصلت لأقصى درجات الاستفزاز بهذا المشهد، ولم أهدأ إلا بعد كتابة مقالى الذى لم يتسبب فقط فى اصطدامى بوزير الداخلية، بل اصطدام مؤسسة أخبار اليوم به أيضا، فقد حمل المقال عنوان: «وزير الداخلية والمايوه البيكيني!»، وكان ربما أغرب عنوان أقوم بكتابته فى مشوارى!، والحقيقة لم أجد رد فعل مشجع من الزملاء فى الملحق، كان القلق يسيطر على الفريق بالكامل مساء يوم الأربعاء عندما قرؤوا المقال قبل طباعة الملحق، طلب منى بعضهم تخفيف العنوان وحذف فقرات أو سطور، فقد كان حبيب العادلى وقتها فى عز قوته وهيبة وزارة الداخلية فى هذا الوقت كانت معروفة جدا!، ولكنى رفضت كانت حالة الاستفزاز تتملكنى بالكامل، رفضت تعديل أى جزء وقلت: «هننشر على كده وربنا يستر!»، وكان المقال يحتوى على عبارات نقد وهجوم رهيبة على الوزير حبيب العادلى نفسه، وكتبت منتقدا التعامل غير الأدمي مع عساكر الأمن المركزي، الذين وقفوا لساعات طويلة في الحر الشديد مرتدين الزى العسكرى الكامل، وتعجبت أن لا يخشى أحد أن يثور أحد هؤلاء العساكر ويعلن رفضة لهذا الموقف وتمرده على الوزارة كلها، أو حتى يصاب بحالة «هياج» عصبى ونفسى ويمسك بواحدة من فتيات البيكينى ويعتدى عليها بدون وعى!!، كل ذلك من أجل أن يسير سيادة الوزير في «تشريفة» إلى ڤيلته داخل مارينا، بلا رحمة أو إنسانية!. قولت وقتها إذا كان الوزير يريد أن يستمتع بشمس الصيف على البحر بهذا الشكل والأسلوب، فأفضل له أن لا يصيف أصلا، ويجلس داخل مكتبه بوزارة الداخلية!.
(81)
وتم نشر المقال، بعنوانه الذى كان يتعدى الجرأة ومحتواه الصادم، وانقلبت الدنيا رأسا على عقب فى وزارة الداخلية فى الساعات الأولى من صباح السبت!، حالة غضب غير مسبوقة فى الوزارة، اجتماعات طارئة لكبار الضباط فى إدارة الإعلام والعلاقات العامة، وتم الاستفسار والسؤال عنى، وتطورت حالة الغضب وانتقلت إلى مكتب الوزير نفسه، ولم يعتمد حبيب العادلى على كبار ضباط الوزارة هذه المرة، وقام بالاتصال وهو فى قمة غضبه بممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم فى هذا الوقت؛
- إزاى يتم نشر مقال بالمحتوى ده؟ وإزاى يتم إقران اسم وزير الداخلية بالمايوه البيكينى؟ انتم عارفين اللى حصل ده اسمه ايه؟!
ترقبوا الحلقة الرابعة..
اقرأ أيضا:
خالد أباظة فى أول حديث للصحافة: لا يمكن لأى صحفى سيارات أن يدعى ممارسته لمهنة الصحافة بمعناها الدقيق
خالد أباظة في الحلقة الثانية: ارتبطت بعلاقة خاصة مع محمد نصير وتوفى وأنا أشعر بالذنب تجاهه!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.