الصعايدة وعالم الجنوب دائما ما يكون لهم نصيب فى دراما رمضان، وهذا العام يقدم التليفزيون عملين ضخمين يلعب بطولتهما نور الشريف وجمال سليمان، فأى منهما سوف يقترب من عالم الصعايدة الحقيقى أم أن النظرة التليفزيونية سوف تظل مستمرة وسوف يطل علينا الصعيدى كتاجر مخدرات أو طاغية؟! جمال سليمان بطل مسلسل «أفراح إبليس» يقول: الشخصية الصعيدية كانت كلمة السر لى مع الجمهور المصرى العاشق لهذه الشخصية لما تحمل من الكبرياء والغموض ولها جاذبية وسحر كبير ورغم أننى لا أحب تكرار أدوارى لكن شخصية همام أبو رسلان فى «أفراح إبليس» شخصية مختلفه تماما عن مندور أبوالدهب فى «حدائق الشيطان» فهمام ذو شخصية تتمتع بنفوذ العائلة والسلطة والمال وهو أب يراقب أبناءه وكأنه جهاز أمنى يتحكم فيهم ويسيطر عليهم ويحكم عليهم إذا أخطأوا رغم أنه يرتكب أخطاء كثيرة فى حياته ويعيش حياة كأنه شاب مراهق، كما أنه ملىء بالشر والإجرام. أما نور الشريف بطل الرحايا فيقول: الشخصية الصعيدية فى «الرحايا» مختلفة، فعلى الرغم أن شخصية «محمد أبو دياب» هو النموذج الصعيدى المتكرر، فهو رب أسرة غنية، يتحكم فى مصير أبنائه لكن العمل مختلف لأنه لا يناقش مشكلات الثأر أو قضايا الصعيد المكررة لكنه يقوم بتعرية الشخصيات الإنسانية فيمزج الواقع بالأسطورة. ويقول المؤلف محمد صفاء عامر أشهر كتاب الدراما الصعيدية: «فى البدايه لابد أن تأخذوا فى الاعتبار أننى لست من الكتاب الذين يحصرون الشخصية الصعيدية فى الطاغية أو تاجر المخدرات لأنى قدمت كل الشخصيات، فى أعمالى التى تناولت فيها الشخصية الصعيدية بداية من «ذئاب الجبل» و«الضوء الشارد» وحتى «حدائق الشيطان» وهو المسلسل الوحيد الذى قدمت فيه شخصية رجل متجبر ولكن هذا العمل له خصوصيه شديدة لأن شخصية مندور أبو الدهب فى المسلسل كانت رمزا.. لكن بوجه عام أنا لا أقدم شخصيات نمطية فى أعمالى وإنما أقدم شخصيات متنوعة، وفى مسلسل «أفراح إبليس» أقدم شخصية قاتل يتحالف مع السلطة للوصول إلى أهدافه تحت مظلتها وحمايتها، فيقتل كل من يقف فى طريقه، كما أنه رجل شهوانى، فيشتهى المرأة التى تخدمه، ويكون ابنه فى المسلسل هو ذراعه اليمنى الذى يعتمد عليه فى كل شىء. وبوجه عام أحب لفت الانتباه إلى أن أهل الصعيد كما يحبون جدا الأعمال التى تنقل حالهم بدون تحريف يقاطعون جدا الأعمال التى لا تعبر عنهم بصدق وموضوعية، فأهل الصعيد يكونون سعداء جدا عندما يجدون عملا جيدا يصور حياتهم بشكل حقيقى، ويغضبون أيضا عندما يقدمهم عمل بشكل كاذب، ويعتبرون هذا إهانة بالغة لهم. وأضاف عامر أنه تعب كثيرا حتى جعل أهل الصعيد يشاهدون ويهتمون بمتابعة الأعمال التى تتناول حياتهم، لأنهم كانوا فى البدايه لا يتابعون الدراما التى تقدمهم لأنها كانت دائما غير حقيقية.. فالصعايدة كما يقول عندهم حساسيه شديده جدا ويأخذون كل كلمة وشكل يقدم عنهم فى السينما أو التليفزيون محمل الجد.