كشف مسئولون أمريكيون، أمس، أن الولاياتالمتحدة قدمت إمدادات جديدة من الذخيرة لمقاتلين عرب سوريين قبل معركة شرسة متوقعة مع تنظيم «داعش»، بينما يتقدمون نحو مدينة الشدادى السورية وهى محور لوجستى مهم للتنظيم، وذلك عشية ترأس وزير الخارجية جون كيرى، اجتماعا لمجلس الأمن الدولى، لدعم جهود إنهاء الصراع فى سوريا. وقال المسئولون الذين تحدثوا - شريطة عدم نشر أسمائهم بسبب الطبيعة الدقيقة للعملية لوكالة «رويترز»، أمس، إن «ذخيرة تم إدخالها إلى سوريا عن طريق البر خلال الأيام الماضية إلى قوات عربية سورية معارضة تقاتل فى الجزء الشمالى الشرقى من البلاد». وهذه على ما يبدو ثالث شحنة ترسلها الولاياتالمتحدة إلى المقاتلين العرب، منذ أن بدأت تزويدهم بها من خلال إسقاط ذخائر جوا فى أكتوبر الماضى. وأثارت الشحنة الأولى للذخيرة الأمريكية غضب تركيا العضو فى حلف شمال الأطلسى، والتى لا تشعر بالارتياح إزاء أى عمليات قد تصب فى مصلحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأوضح المسئولون أن عدد المقاتلين السوريين العرب نحو «5 آلاف مقاتل» ويشكلون مع الأكراد وآخرون ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية التى تسعى لاستعادة أراض من «داعش». وقال المسئولون الأمريكيون، إن المقاتلين يستعدون للتحرك فى نهاية الأمر نحو «مدينة الشدادى» الواقعة عند شبكة استراتيجية من الطرق السريعة. وقد يساعد الاستيلاء عليها فى عزل الرقة معقل التنظيم. من جانبه، قال الكولونيل الأمريكى ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، إن «المتشددين استخدموا الشدادى لتجهيز الأسلحة والعتاد والأفراد لتوزيعهم على ساحات القتال»، رافضا التعليق على أى عمليات إمداد أمريكية محددة، لكنه شدد على تعهدات أمريكية سابقة بتنفيذ مثل هذه العمليات. وفى واشنطن، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» التعليق على أى عمليات بعينها، لكنها أشارت إلى أن الرئيس باراك أوباما، أوضح أن دعم القوات السورية على الأرض، يمثل جزءا رئيسيا من استراتيجيته لمكافحة «داعش». وقال مسئولون أمريكيون تحدثوا- شريطة عدم نشر أسمائهم، إنهم يتوقعون أن يبدى «داعش» مقاومة عنيفة للاحتفاظ بالشدادى بسبب أهميتها الاستراتيجية، رافضين تقدير المدة التى قد تستغرقها قوات سوريا الديمقراطية لاستعادة الشدادى. وقال مسئول آخر إن «التنظيم يشق على ما يبدو انفاقا طويلة ويقيم سواتر ترابية لتجهيز مواقع القتال». سياسيا، يترأس وزير الخارجية جون كيرى، اجتماعا لمجلس الأمن الدولى، اليوم، بهدف «تعزيز جهود التعجيل بإنهاء الصراع بما فى ذلك المفاوضات الرسمية الضرورية بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة»، حسبما أفاد بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربى. وأضاف البيان، أن كيرى يستضيف أيضا فى نيويورك اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا، لمناقشة «جهود تشجيع وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد والمفاوضات الموازية بخصوص الانتقال السياسى، من أجل إنهاء الصراع مع تصعيد القتال» ضد تنظيم «داعش».