مور ل«ترامب»: التقينا منذ سنوات وعرفت حقيقة أنك جبان نشر المخرج الأمريكي، مايكل مور، صورة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من أمام فندق «برج ترامب»، المملوك للمرشح الرئاسي دونالد ترامب، حاملا لافتة مكتوب عليه «كلنا مسلمون»، وظل واقفا هناك حتى حضرت الشرطة. وتعد هذه الخطوة، إعلانا للحملة التي شنها مايكل مور ضد دونالد ترامب، بسبب تصريحه بشأن ضرورة منع المسلمين من دخول أمريكا، مطالبا مؤيديه بالتوقيع على بيان تأييد بعنوان «كلنا مسلمون»، وتصوير أنفسهم وهم يحملون لافتة مماثلة للتي حملها أمام فندق ترامب، ورفعها على أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمين هاشتاج #WeAreAllMuslim. عقب وصول المخرج الأمريكي إلى منزله، كتب رسالة لترامب، المليادير الأمريكي والمرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، قال له فيها «أنت ربما تتذكر، بما أنك تمتلك ذاكرة ممتازة، أننا تقابلنا في نوفمبر عام 1998 في الاستوديو الأخضر لبرنامج حواري كان من المفترض ظهورنا فيه سويا، ولكن قبل الظهور على الهواء، سحبتني واحدة من إنتاج البرنامج وقالت لي إنك متوتر من الظهور معي، وأنك لا تريد أن تحطم أمام الجمهور، وكنت تريد أن تتأكد من عدم المساس بك». واستغرب مايكل مور من مخاوف دونالد ترامب وقتها، قائلا لمنتجة البرنامج «أنا لم أقابله من قبل ولا أعرف عنه شيئا، بخلاف أنه يحب ظهور اسمه على الأشياء، وإذا كنتِ تريديني أن أتحدث مع سأفعل». استطرد المخرج الأمريكي، في رسالته الموجهة لترامب، قائلا أنه ذهب له وعرفه بنفسه وقال «المنتجة قالت لي إنك قلق من أن أفعل شيئا ما لك خلال البرنامج، ولكن معذرة، بدون التقليل من شأنك، لكنني بالكاد أعرف من أنت»، مؤكدا أنه طمأنه من أن كل شيء سيكون على ما يرام. ويكمل مور أن ترامب وقتها بدا عليه الارتياح، وتحدّث معه عن مخاوفه تلك قائلا «أنا فقط لا أريد أن تحدث أي مشكلة على الهواء، وكنت أتأكد من أننا سننسجم سويا، وأنك لن تنتقدني أو تسخر مني بأي شكل». «أسخر منك، هل نحن في الصف الثالث لأفعل ذلك»، قالها مور، مشيرا إلى أنه صدم حينها من أن شخص مثل ترامب يصف نفسه دوما بأنه رجل صلب، بدى كالقط المذعور، بحسب وصف مور في رسالته. وأوضح مور في الرسالة الموجهة لترامب، «ظهرنا في البرنامج، ولم يحدث شيئا غير مرغوب فيه على الهواء بيننا، فلم أقم بشدك من شعرك أو أضح علكة على مقعدك، ولكن كل ما فكرت فيه بعدها هو ما هذا الرجل الجبان». ويضيف المخرج العالمي: «الآن ونحن في 2015، فأنت، مثل الكثير من الشباب البيض الغاضبين، تشعر بالخوف من "البعبع" الذي ترى أنه يريد أن يهجم عليك، وهذا البعبع في عقلك هو كل المسلمين، وليس فقط الأشخاص الذين قاموا بعمليات قتل»، مكملا «لحسن الحظ يادونالد، فأنت وداعموك لا تشبهون أمريكا اليوم، فنحن لم نعد دولة من الشباب البيض الغاضب»، مستشهدا بإحصائية تشير إلى أن 81% من الناخبين الذين سيختارون الرئيس القادم إما إناث أو ذوي أعراق ملونة، أو شباب من عمر 18 إلى 35 عاما، معلقا «ما يعني أنه ليس أنت وليس الأشخاص الذين يريدونك أن تحكم بلدهم». وتعليقا على مطالبته بحظر دخول المسلمين لأمريكا، قال مايكل مور، «أنا تربيت على أننا جميعا إخوة بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو اللون، وهذا يعني أنك إذا كنت ترغب في حظر دخول المسلمين، يجب عليك أولا أن تحظر دخولي أنا والجميع، لأن كلنا مسلمون». وأوضح المخرج الأمريكي قصده من جملة «كلنا مسلمون» قائلا «بالضبط مثلما أننا كلنا مكسيكيون، كاثوليك، يهود، بيض وسود وكل درجة لون بينهما، كلنا أبناء الله أو الطبيعة أو أيا كانت عقيدتك، وكلنا جزء من الإنسانية، ولا شيء مما تقول يمكن أن يغير هذه الحقيقة ولو مثقال ذرة»، مضيفا «إذا كنت لا تحب أن تعيش بهذه القواعد الأمريكية، فأنت تحتاج إلى أن تذهب لغرفة حبس في أحد أبراجك وتجلس هناك وتعيد التفكير فيما قلت، ثم اتركنا وحدنا ننتخب رئيسا حقيقيا يكون رحيما وقويا». واستطرد "على الأقل يكون قويا بشكل كاف لا يجعله خائفا من شخص من ولاية متشيجان يجلس بجواره على أريكة برنامج حواري، فأنت لست صلبا دوني كما تقول، وأنا سعيد لمعرفتك على حقيقتك عن قرب منذ سنوات»، واختتم مور رسالته قائلا «كلنا مسلمون.. وتعامل على هذا الأساس».