يأمل اليمين المتطرف، أن يحقق فوزا الأحد في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا، بعد انتصار أول خلال هذا الاقتراع الاخير قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017، أمام يسار ويمين ضعيفين. إلا أن نتائج هذه الانتخابات من دورتين التي خيم عليها ظل الاعتداءات الجهادية التي وقعت في 13 نوفمبر في باريس وأسفرت عن سقوط 130 قتيلا تبقى غير محسومة. وهي رهن بنسبة المشاركة وحجم تجيير أصوات اليسار إلى اليمين لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبن، في عدة مناطق. من أصل 44.6 مليون ناخب فرنسي، عبر نصفهم وثلثا الشباب (18-24 سنة) عن استيائهم للسياسة من خلال مقاطعة الاقتراع في الدورة الأولى في السادس من ديسمبر. وقال سيلفان (34 عاما)، وهو موظف طلب عدم كشف هويته، إن "الأوساط السياسية تخفق تماما". وأضاف: "الطلب من الناخبين التصويت لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية من دون طرح أي تساؤلات يدل على وجود معضلة جدية". وفوز اليمين المتطرف في منطقة أو عدة مناطق سيشكل سابقة في فرنسا، حيث يتقدم حزب الجبهة الوطنية مع خطاب مناهض لأوروبا وللهجرة، أكثر وأكثر خلال كل اقتراع منذ خمس سنوات مستفيدا من رفض الناخبين للأحزاب التقليدية العاجزة عن تسوية الأزمة الاقتصادية. وخلال الدورة الأولى، سجل حزب مارين لوبن نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28% من الأصوات، وتصدر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13. ومدة الولاية من ست سنوات. وقال جان دانيال ليفي من معهد «هاريس إنتر أكتيف» لاستطلاعات الرأي إن "فوز الجبهة الوطنية بمنطقة واحدة أمر محقق" في الدورة الثانية. ورأى برونو جانبار من معهد أوبينيون واي أن "النتيجة قد تراوح بين صفر وخمس مناطق". رهانات صعبة لعام 2017 وفي السادس من ديسمبر، حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال با دو كاليه/ بيكاردي) والجنوب الشرق (بروفانس/آلب/كوت دازور) أفضل نتائح للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على أكثر من 40% من الأصوات. وفي المنطقتين حسم الحزب الاشتراكي الحاكم الأصوات لصالح مرشحتي اليمين، وتوقعت استطلاعات الرأي هزيمتهما، الأحد. وأفضل النتائج التي يمكن للجبهة الوطنية تحقيقها هي في شرق البلاد (الزاس/شامبان اردين/لورين) مع فلوريان فيليبو الذراع اليمنى لمارين لوبن. أما خصمه الاشتراكي الذي احتل المرتبة الثالثة فقد رفض الانصياع لاوامر حزبه بالانسحاب. ويبدو أن منطقة بورجون/فرانش/كونتيه (وسط شرق) في متناول يد اليمين المتطرف. وهدد رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس بحصول "حرب أهلية" إذا وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة. وأمس وعدت مارين لوبن ب"تحويل حياة الحكومة إلى جحيم" في حال الفوز في الشمال. ونتائج انتخابات المناطق سيكون لها آثار كبيرة على اقتراع العام 2017، خصوصا في صفوف اليمين الذي حقق في الدورة الأولى نتائج مخيبة (27%). ونتائج الاقتراع قد تضر بطموحات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) لعام 2017، الذي يواجه خصمين محنكين ورئيسي وزراء سابقين هما آلان جوبيه وفرنسوا فيون. ولم تنجح استراتيجيته التي تكمن في نسف المواضيع الرئيسية التي يراهن عليها اليمين المتطرف مثل الأمن والهجرة والهوية الوطنية، في منع توجه قسم محافظ من الناخبين إلى الجبهة الوطنية وتسببت بانقسامات داخل كتلته. ورفض عدد من مرشحي حزبه مشاركته في التجمعات التي نظموها في المناطق. وفي معسكر اليسار، يرى البعض أن "الجبهة الجمهورية" التي دعا إليها الحزب الاشتراكي لمواجهة الجبهة الوطنية، استراتيجية ترمي إلى طرح الرئيس فرنسوا هولاند الذي تحسنت شعبيته بعد اعتداءات باريس، كأفضل مرشح لاستحقاق عام 2017.