منذ ايام قليلة أعلن نادي فالنسيا الاسباني عن تولي النجم الانجليزي السابق جاري نيفيل مساعد الدانماركي روي هودجسون في تدريب منتخب الاسود الثلاثة مقاليد الامور الفنية في النادي الاسباني خلفاً للمقال نونو اسبريتو الذي لم يحقق النتائج المنتظرة منه هذا الموسم. وراهنت إدارة الخفافيش على نيفي لانتشال الفريق من كبوته هذا الموسم في الدوري الاسباني و دوري الابطال آمله في ان تنجح في رهانها بالاعتماد على نيفيل الذي يتولى تدريب أول نادٍ كبير في حياته المهنية و خبرته القليلة في مجال التدريب لاعتزاله مؤخراً ولم يعمل في التدريب سوى مساعدأ لهودجسون في تدريب المنتخب الانجليزي بالاضافة لعمله في تحليل المباريات بالشبكة الأكبر في بريطانيا "سكاي سبورتس" لفترة طويلة بعض الشئ. ولا شك في خبرة نيفيل و تراكماته الفنية الكبيرة حيث انه من أساطير مانشستر يونايتد بل و شارك في صناعة امجاد اليونايتد مع السير اليكس فيرجسون في ال 20 عاماً الماضية خاض خلالها أكثر من 600 مباراة ، ولكن هل سيكون هذا كافي لنيفيل في نجاح تجربته التدريبية الاولى ؟ هل سيعبر بفالنسيا من أزمته الحالية ؟ و هل ستصبر عليه الجماهير العاشقة للخفافيش ؟ وهل سيتأقلم مع طبيعة الكرة الاسبانية المختلفة تماما عن نظيرتها الانجليزية ؟ و هل سينجح في تحمل كل هذه الضغوط ويعبر بالفريق الى بر الامان ؟ كل هذه تساؤلات تدور في افق كل المتابعين لفالنسيا و الكرة الاسبانية و الانجليزية ، نيفيل سيبدأ مهمته الرسمية اليوم امام ليون بدوري الابطال و يحتاج لفوز معنوي للرجل الانجليزي و مهم لصعود فالنسيا الى دور ال 16 فهل سينجح نيفيل في تجربته مع الخفافيش؟. نوضح لكم في هذا التقرير وفي السطور القادمة عوامل تدعم نجاح تجربة نيفيل مع فالنسيا ونشرحها في الآتي :
1- خبرات نيفيل الطويلة والعمل مع السير فيرجسون لا شك في ان جاري نيفيل يمتلك خبرات تراكمية طويلة للغاية فلقد كان قائد مانشستر يونايتد لسنوات طويلة تحت قيادة السير اليكس فيرجسون اسطورة المان يو ، فكل هذه الخبرات التي اكتسبها نيفيل و تعلمها من فيرجسون كفيلة ان تجعله على دراية كاملة بما عليه فعله مع الفريق الاسباني في بداية تجربته. فالقائد مع السير اليكس كان يلعب دور المدرب في الملعب فما مر على نيفيل من تجارب و ازمات و نجاحات و امور كثيرة و هو قائد اليونايتد و مع فيرجسون كافيٍ له بأن ينجح في تجربته هذه ولكن عليه ان يتعامل بهدوء مع كم الضغوطات الواقعة عليه لكي يتفادى الازمات مبكراً ، تعامل نيفيل لسنوات طويلة مع اسطورة تدريبية كفيرجسون واكتسابه منه الكثير من الفنيات و الخبرات يجعله مؤهلاً لقيادة فالنسيا بل و النجاح في تجربته أيضاً. 2- شخصية نيفيل العنيده الشجاعة يمتلك جاري نيفيل شخصية عنيدة للغاية و جريئة وشجاعة والدليل هو موافقة على تدريب فالنسيا و هو نادٍ كبير و الموافقة على تدريبه في بداية مشوارك ليس بالقرار السهل فهي تجربة محفوفة بالمخاطر. ومن الممكن اذا فشل بها يبتعد لفترة طويلة عن التدريب فدائماً أول تجربة تكون الأنطباع العام عن المدرب وخاصة اذا ما كانت مع نادٍ كبير و في دوري كبير كحال فالنسيا. تلك المواصفات الشخصية لنيفيل قادرة على دفعه للنجاح في تجربته مع الخفافيش وعليه ان يتحلى بالثقة الكاملة في نفسه وإمكانياته فسيكون النجاح من حظه اذا عمل بشجاعه و بدون تردد في إتخاذ القرارات وهذه كانت نصيحة السير اليكس فيرجسون لنيفي عقب توليه المهمة فشخصية نيفيل من أهم العوامل التي تدعمه وتدفعه للنجاح في تجربته مع النادي الاسباني. أبرز اللقطات لتحليل نيفيل للمباريات في سكاي سبورتس 3- أساليب نيفيل المتطوره وعمله بتحليل المباريات عمل جاري نيفيل لاكثر من عامين في مجال تحليل المباريات بشبكة سكاي سبورت البريطانية وكان ملفتاً للأنظار لجميع المتابعين لطرحه افكار و أساليب فنيه متطوره دائماً اثناء تحليله لمباريات الدوري الانجليزي. ولتحليل المباريات فوائد كثيرة لكي يثقل المدرب في كيفية التعامل مع المباريات و وضع التشكيل و التكتيك و اجراء التغييرات و تخلق له رؤية فنية ثاقبه بالاستفادة من أخطاء المدربين الاخريين و تفادي عيوب التشكيل الخاطئ و الخطط الغير مناسبه. وقد نجح نيفيل في ذلك نجاحاً كبيراً ، طبق نيفيل بعضاً من أساليبه الفنية المتطوره تلك مع المنتخب الانجليزي ضمن عمله كمساعد لهودجسون في تدريب المنتخب ولاقت استحسان المدرب الدانماركي الذى اشاد بنفيل. وأكد أنه مشروع مدرب جيد ، فنيفيل لديه رؤية متطوره لأسلوب اللعب فيحتفظ بمزايا الأسلوب الأنجليزي المعروفة كاللعب على الاطراف وسرعة تنفيذ الهجمة المرتدة بالإضافة إلى اضافة لمسة جديدة فنياً بتطبيق أسلوب الاستحواذ على الكرة و نقل التمريرات بشكل كثيف و بسرعة عالية لارهاق الخصم واضافة لمسة جمالية على الاداء. بالاضافة للعب هجومي ضاغط و تنظيم دفاعي منضبط ليخلق التوازن في الفريق و هذا هو ما قاله في حوارات صحفية و من خلال ظهوره في شبكة سكاي سبورت سابقاً ، فتطبيق أساليب نيفيل المتطورة سيخلق طفرة فنيه مع فالنسيا. 4- دعم الإدارة "الجريئة" ووجود نيفيل الأصغر دائماً ما كانت إدارة فالنسيا في عهد بيتر ليم مالك النادي تأتي بمدربين شباب أصحاب خبرات قليلة في عالم التدريب وتراهن عليهم وتقدم لهم كل الدعم فتارة تنجح في رهانها و تارة لا تنجح ومن ثم تخوض تجربة جديدة مع مدرب أخر شاب وهكذا حتى تسير الدفة في المسار الصحيح ، وذلك بعدما اختارت في عام 2012 الأرجنتيني ماوريسيو بليجرينو لقيادة الفريق ولم يكن يتمتع وقتها بالخبرة الكافية. ثم استعانت بارنستو فالفيردي في 2012، ثم الصربي ميروسلاف ديوكيتش و الذي كان لا يتمتع بتاريخ تدريبي كبير ايضاً ، ثم التعاقد مع البرتغالي نونو إسبريتو الذي اتى من ريو أفي البرتغالي بتاريخ مغمور في عالم التدريب و لكنه نجح في موسمه الأول و لم يكرر النجاح هذا الموسم فتمت اقالته والمراهنة هذه المرة على جاري نيفيل فهل سيكون دعم الإدارة له دافع للنجاح ام ستكون الاقاله في النهاية هي الختام؟ سنرى. فيما قرر جاري نيفيل بعد تعيينه في فالنسيا الاستعانة بخدمات شقيقه الاصغر فيل نيفيل والذي سيعمل كمساعد له خلال فترة عمله في الليجا ويثق جاري في قدرة شقيقه فيل على معاونته في الأمور الفنية بشكل كبير للنجاح في تجربته مع الخفافيش. ففيل نيفيل كان قد تولى تدريب فريق سالفورد سيتي بشكل مؤقت في عام 2014 وقدم طفرة كبيرة مع هذا النادي قبل أن ينضم للجهاز الفني الجديد لشقيقه فهل سيكون خير داعم له ام ستتم إقالة الاخويين معاً من تدريب الفريق الاسباني ؟.