«الشروق» ترصد مأساة أهالى نجع الدير بسوهاج بعد احتراق منازلهم

- محتويات المنازل تتحول إلى أكوام رماد.. والجيران يتقاسمون البيوت والبطاطين مع المتضررين
يعيش أهالى نجع الدير فى قرية أولاد يحيى بمركز دار السلام فى سوهاج أزمة كبيرة بعدما التهمت النيران 24 منزلا بها، أمس الجمعة، وحولت جميع محتوياتها إلى أكوام من الرماد، وأصبحت أسر المنازل المحترقة فى العراء دون مأوى، ما دفع جيرانهم لمقاسمة المنازل والبطاطين معهم، خاصة أن المتضررين من البسطاء الذين لا يملكون سوى قوت يومهم، ولم يعد لديهم سوى ملابسهم التى يرتدونها.
ويقول جمال السيد مرعى ل"الشروق" إن النيران شبت فى منزله وامتدت إلى باقى المنازل، بينما وصلت سيارات الإطفاء بعد 3 ساعات من الحريق، ويضيف آخر أنه فوجئ بالنيران تلتهم سقف منزله بينما حاول الأهالى إطقاء الحريق، لكن الرياح القوية ساعدت فى سرعة انتشاره.
فاطمة السيد - ربة منزل – تركت أثاث منزلها وكل شىء منشغلة بإنقاذ رضيعها الذى كان ينام داخل منزلها المحترق، وهرولت لإنقاذه من الموت ما أدى إلى إصابتها.
ويضيف كمال إبراهيم، أحد المتضررين من الحادث، "الحريق بدأ من فرن بلدى فى أثناء إعداد ربة منزل الخبز والطعام اليومى لأسرتها وامتد بفعل شدة الرياح إلى منازل النجع المسقوفة بالعروق الخشبية والقش".
وأردف "عندى 3 مواشى هى كل رأس مالى فى الدنيا، فضلا عن خزين منزلى من الأرز والحبوب والقمح، وكل هذا ضاع فى الحريق، النار مخلتش حاجة وخربت بيوتنا، وسيارات الإسعاف وصلت متأخرة، وكانت النيران وقتها امتدت إلى العشرات من بيوت القرية، ولم نستطع فعل شئ فى ظل الإمكانيات المحدودة، وللأسف الشديد لم يتحرك أحد من المسؤولين أو نواب البرلمان اللذين اتصلنا بهم عدة مرات، لكن لاحياة لمن تنادى".
وأمر محافظ سوهاج، الدكتور أيمن عبدالمنعم، بسرعة صرف التعويضات المناسبة بعد حصر التلفيات والخسائر لمتضررى الحريق، كما كلف رئيس الوحدة المحلية فى المركز بزيادة عدد اللوادر والعربات لإزالة ورفع المخلفات والأنقاض الموجودة بالمنازل.
وكان مدير أمن سوهاج، اللواء أحمد أبوالفتوح، تلقى بلاغا بالحريق، فانتقل مدير المباحث الجنائية العميد خالد الشاذلى، ورئيس فرع الأمن العام منتصر عبدالنعيم، وقوات الحماية المدنية، و5 سيارات إطفاء، للسيطرة على النيران وإخمادها.
وتبين الحريق اندلع فى منزل ملك محمد عبدالحميد، وامتدت النيران إلى 23 منزلا مجاورا ملتهمة محتوياتها، ومعظم هذه المنازل مبنية بطوب البلوك الأبيض ومسقوفة بالبوص وجذوع النخيل، ولم ينتج عن الحريق إصابات بشرية سوى إصابة سيدة بحروق، ونقلت للعلاج فى مستشفى سوهاج الجامعى.
وانحصرت الخسائر فى نفوق 16 رأس ماشية، و24 رأس أغنام، واحتراق محتويات المنازل ال24 ، فضلا عن احتراق كميات كبيرة من البوص والغلال والأعلاف، ورجحت المعاينة المبدئية أن يكون سبب الحريق تطاير الشرر من فرن بلدى، وتم إخطار إداراة الطب البيطرى للانتقال واتخاذ اللازم، ودفن الحيوانات النافقة.