• 15 فيلمًا تتنافس على «النجمة الزهبية ».. والسينما الكندية حاضرة بقوة ونجومها يشاركون فى الفعاليات • قائمة المكرمين تضم بيل موراى أيقونة «سينما المؤلف» وبطل «الإغراء الأخير للمسيح» • الهندية مادهورى ديكسيت بين المكرمين والكورى «بارك شان ووك» الفائز ب«كان» آمال وطموحات كبيرة تحملها ادارة مهرجان الفيلم الدولى بمراكش لدورته ال15 التى تقام فى الفترة من 4 الى 12 ديسمبر. ويعرض فى الافتتاح الفيلم الكوميدى الفرنسى «روك القصبة» لبارى ليفينسون مع بيل موراى الذى يحتفى به المهرجان، وهو سيناريو ميتش جليزر، وفى الختام يعرض الفيلم الهوليودى «كارول» لتود هاينز وبطولة رونى مارا وكيت بلانشيت. ويصنف الفيلم المأخوذ من رواية باتريسيا هايسميث «ثمن الملح» ضمن أفلام الدراما الرومانتيكية التى تستمد مادتها من وقائع تاريخية، ويحكى قصة امرأتين تقعان فى حب مثلى فى مدينة نيويورك فى الخمسينيات. وانطلاقا من هذا العمل قالت بلانشيت إن ثمة مساحة لأداء الأدوار العظيمة للنساء ومساحة للممثلات الرائعات من النساء. وأعتقد أنها مجرد قضية وقت لكى نراها مجسدة». وفى كل مرة، يكون فيها اهتمام بالأدوار المعقدة التى تؤديها ممثلات على الشاشة، يتساءل أحدهم هل يعنى ذلك أن هناك المزيد من هذه الادوار؟». وأضافت «يبدو أننا فى كل عام نجد أنفسنا فى المحادثة نفسها، وهذا أمر رائع إلى حدما». وتلعب بلانشيت فى فيلم «كارول» دور كارول أريد الزوجة الفاتنة التى تلتقى بتيريز بيليفيت (تؤدى دورها رونى مارا) العاملة الشابة فى أحد المتاجر. وتتطور العلاقة بين الاثنتين إلى حب مثلى، مما يتسبب فى تحطم علاقة أريد الزوجية، ويهددها بفقدانها لحق رعاية ابنتها فى معركة طلاق مرة، بسبب علاقتها بامرأة أخرى. يشارك فى المسابقة الرسمية هذا العام للمهرجان 15 فيلما روائيا طويلا تتنافس على جائزة النجمة الذهبية وتشكل اتجاهات متعددة، منها الفيلم المغربى البلجيكى «المتمردة» للمخرج جواد غالب الذى يقتحم به منطقة جديدة مليئة بالخيال بعد تجربة هامة فى مجال الأفلام الوثائقية، والذى يحكى قصة مغربية شابة تخرجت فى مدرسة للإعلاميات، لكنها لم تجد فرصة للعمل، لتهاجر إلى أوروبا، وتحديدا إلى بلجيكا، حيث حلت بمزرعة عائلية صغيرة، يديرها مزارع للتفاح يدعى أندرو، لكن سرعان ما خاب أملها بعد أن اكتشفت النظام غير العادل الذى عانت منه بسبب العقود الموسمية، ونتيجة لذلك قررت التمرد على المحيطين بها، حتى تتغير المزرعة وتنقلب أوضاعها. وفيلم «فردوس» للمخرج الإيرانى سينا أتيان دينا وهو إنتاج مشترك مع المانيا، وفيه تعيش هنية، ذات الخامسة والعشرين ربيعا، رفقة شقيقتها المتزوجة فى مدينة طهران. فى كل يوم، تستقل وسائل النقل العمومية لساعات تبدو بلا نهاية، لتقطع مسافة طويلة من أجل الوصول إلى ضاحية بعيدة حيث تعمل معلمة فى مدرسة ابتدائية خاصة بالبنات. تسعى هنية للانتقال للعمل فى مدرسة أقرب وسط طهران، لكن طلبها يبدو وقد ضاع فى متاهات بيروقراطية الإدارة الإيرانية، حتى أصبح من شبه المستحيل الاستجابة له. كما لم يعد بإمكانها أن تنتظر دعم مسئوليها الذين أصبحوا يواجهونها بمشكلة كبرى تتمثل فى اختفاء فتاتين من المدرسة. تحاول هنية إيجاد حل لمعاناتها وفك قيود حياة يومية استنفدت معها كل قواها. وهناك الفيلم البرازيلى الهولندى «ثور النيون» اخراج كابرييل ماسكارو وهناك الفيلم اليابانى «كريات عالقة» اخراج كييكو ويروكا، وفيلم زهرة الفولاذ، اخراج الكورى الجنوبى بارك سوك يونج، والهندى تيستى اخراج رام ريدى، والكازاخستانى «الحاجز» اخراج زايولان بوشانوف، وتركيا ولبنان بفيلم «كتير» اخراج ميرجان بوشعيا وإيسلندا بفيلم الجبل البكر، كما تنافس الدانمارك بفيلم «مفتاح بيت المرأة»، وبلجيكا بفيلم «كيسينز»، وكندا بفيلم «خزانة الوحش»، والولايات المتحدةالأمريكية بفيلمها «سيارة الشرطة»، والمكسيك بفيلم «الصحراء». ويكرم المهرجان هذا العام عددا من النجوم وصناع السينما العالمية، منهم الممثل والمخرج الأمريكى بيل موراى الذى ترك تأثيرا كبيرا فى السينما الأمريكية، وبيل موراى (65 سنة)، حاصل على جائزة الإيمى سنة 1977 لأفضل كاتب سيناريو لمسلسل كوميدى عن مسلسل Saturday Night Live، كما حصل فى مجال التمثيل على جائزة نقابة ممثلى الشاشة. أصبح بيل موراى أيقونة لسينما المؤلف بالولايات المتحدةالأمريكية والتى يبرع فيها المخرجون كويس أندرسن، جيم جارموش وتيم بورتن. ومازال محبوه ومحبو السينما عموما يتذكرون دوره المؤثر فى فيلم «مفقود فى الترجمة» لمخرجته صوفيا كوبولا عام 2003، حيث جسد دور ممثل عجوز يدعى بوب هاريسو يسلط الضوء على مواضيع الوحدة والأرق والملل الوجودى والصدمة الثقافية. وهو ما مكنه من الترشح لجوائز الأوسكار والجولدن جلوب وكذلك جائزة الفيلم للأكاديمية البريطانية. بينما نجد ويليام ديفو الممثل الأمريكى الذى يأتى محملا بتاريخ ثرى يشمل 80 فيلما من بينها الفيلم الشهير «الإغراء الأخير للمسيح» عام 1988 والذى تم تصوير لقطاته فى الجنوب المغربى . ويليام ديفو «60 عاما» فرض نفسه كواحد من أبرز الممثلين الأمريكيين، معبرا من مدى سعة موهبته وقدرته على أداء أدوار صعبة ظهر دافو فى عدة أفلام من بينها «فصيلة وفتنة». ومن بين المكرمين كذلك المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكورى الجنوبى بارك شان ووك. وقد حصل بارك شان ووك على الجائزة الكبرى لمهرجان «كان» عام 1994 عن فيلمه «ولد قديم» مما كرس مكانته كأكبر مخرجى المسابقة. وفى أقل من سنة، مكنته قوة المشاعر والعنفوانية المؤثرة التى يعبر عنها فى أعماله من تشكيل مجموعة أعمال استثنائية والتى يتم الاعتراف بها مرة أخرى سنة 2009 وفى نفس مهرجان كان حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «عطش». وهناك ايضا تكريم النجمة الهندية مادهورى ديكسيت، الممثلة والراقصة، وأثبتت مادهورى ديكسيت من خلال اشتغالها فى أفلام شعبية كبرى وكذلك فى إنتاجات مستقلة منذ التسعينيات، قدراتها كممثلة وراقصة كبيرة فى السينما الهندية. أما بالنسبة للمغرب فسيتم تكريم مدير التصوير كمال الدرقاوى، وسبق وأن كرم المهرجان والده مصطفى الدرقاوى سنة 2007. وفى قسم «دروس السينما» لدورة 2015 يستقبل المهرجان ثلاثة أسماء لامعة هم المخرج الإيرانى عباس كيارستامى وقد كرمه المهرجان عام 2005 وقام بتنشيط ورشة لصالح المخرجين المغاربة الشباب كما ترأس لجنة تحكيم الدورة التاسعة. وقال مسؤلى المهرجان «ان كيارستامى يعود اليوم إلى مراكش ليتبادل معنا تصوره للسينما، فى أعمال أصبحت عالمية». الشخصية الثانية هو بارك شان ووك، المخرج وكاتب السيناريو الكورى الجنوبى وسيكون حاضرا فى حفل التكريم المخصص له، ويلقى الدرس الأخير للسينما المخرج الألمانى التركى الأصل فاتح آكين، الحاصل على جائزة الدب الذهبى فى برلين سنة 2004 عن فيلمه «على الرأس». وسوف يكرم المهرجان السينما الكندية والتى تعتبر من التجارب السينمائية الطامحة لإثبات وجودها وهويتها. واكتسبت السينما الكندية حظوتها بفضل مخرجين عرفوا كيف يستميلون عشق جمهور دولى. حيث قدم أتوم إيكوايان ببراعة، موضوعات تتحدث عن عزلة الفرد فى علاقته بمجتمع جفائى من خلال أفلام «إكزوتيكا»، و«غد أفضل» و«رحلة فيليسيا». وبرز دافيد كروننبرج فى افلام («الذبابة»، «كراش»، إكزيستينس») كرائد لسينما النوع، قبل أن يوقع على أعمال رائعة تتحدث عن العنف فى حضاراتنا («تاريخ من العنف»، «وعود الظل«). وأصبح جيمس كاميرون مخرج «تيتانيك» و«أفاتار»، اللذان حققا أكبر نجاحين فى تاريخ السينما، نموذجا لحنكة المخرجين الكنديين ومدى قدرتهم على تأكيد أنفسهم لدى الجمهور العالمى. وعلى خطاه سار كل من بول هاكيس فى فيلم «اصطدام»، وكوى مادين فى «حذر» وسارة بولى فى «خذ هذا الفالس» فى صيغة أكثر حميمية، فأصبحوا بذلك أفضل واجهة لتمثيل السينما الكندية على الصعيد الدولى، كما صار ممثلون من قبيل جيم كارى، دونالد سودرلاند وريان كوسلينك من الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما العالمية. وبمناسبة هذا التكريم، سيستضيف المهرجان وفدا من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون اليوم «أفضل مثال على حيوية هذه السينما التى لا تتوقف عن التطور».